12-مايو-2024
كتائب القسام

كتائب القسام استعادت قوتها التنظيمية والعسكرية

خاص الترا فلسطين | فريق التحرير

كشف مصدر قيادي في حركة حماس في حديث خاص مع الترا فلسطين، يوم الأحد، عن مشاورات تجريها الحركة مع فصائل المقاومة في غزة، حول مجريات العدوان الإسرائيلي على القطاع واستراتيجية التفاوض، على أثر رفض رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للعرض الذي قدمه الوسطاء حول إنهاء الحرب، بعد أن وافق عليه المفاوض الفلسطيني.

قيادي في حماس: الجولة الحالية من القتال في رفح هي آخر أوراق نتنياهو في هذه المعركة، إذ أنه خسر كلّ أوراق الضغط على المقاومة

وقال المصدر: "نعيد النظر في المرونة التي قدّمناها تجاه ملفّات عديدة خلال التفاوض، وتحديدًا المطالب الخمسة الأساسية حول وقف العدوان، والانسحاب الشامل من قطاع غزة مع عودة النازحين، ثم إدخال المساعدات، وإبرام صفقة تبادل، وإعادة الإعمار. كل هذه البنود التي رافقتها مرونة بعد تدخلات الوسطاء العرب وبعلم ومتابعة الجانب الأمريكي؛ لأجل تحقيق مطلب إنهاء الحرب، فشلت بسبب نتنياهو، ولذا قد نضطر للتراجع عنها ونوسّع المطالب، على مبدأ التصعيد المتبادل في الجانب التفاوضي كما الميداني".

واعتبر المصدر أن الجولة الحالية من القتال في رفح هي آخر أوراق نتنياهو في هذه المعركة، إذ أنه خسر كلّ أوراق الضغط على المقاومة، بدءًا من الضوء الأخضر العالمي، إلى الدعم الأمريكي اللامحدود، إلى الأهداف التي أعلن عنها للحرب وأقرّها مجلس الحرب، ولم يحقق منها سوى الدمار والقتل الذي يستغله لإطالة مدّة حكمه ومستقبله السياسي، في حين الذي بدأت تنعكس أوراقه سلبًا، إذ خسر الموقف الدولي الداعم، وتوسعت الحراكات الشعبية في العالم ضد الحرب، وتعمّقت خلافات الاحتلال داخليًا، وعجز الموقف الأمريكي عن حلّ الأزمة القائمة بالمنطقة.

وأكد المصدر لـ الترا فلسطين، أن اجتياح رفح لن يمكّن الاحتلال من استعادة الأسرى الذين بحوزة المقاومة، ولن يستطع الوصول إليهم أو إنهاء المقاومة أو حتى مقدّراتها العسكرية، لأن لواء رفح العسكري التابع لكتائب القسام بدأ المعركة باستهدافات نوعية شملت دبابات الميركافاه وتوثيق العمليات ونشرها في ذات اليوم، بالإضافة إلى قصف كرم أبو سالم وقتل 4 جنود قبل الاجتياح، ما يعني أن القسام أرسل رسالة واضحة بأنه متحضّر ميدانيًا للمواجهة.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، يوم السبت، عن بدء هجوم عسكري واسع على مدينة جباليا ومخيمها شمال قطاع غزة، بالإضافة إلى أحياء الشعشاعة وتل الزعتر ومشروع بيت لاهيا وعزبة ملين والروضة والنزهة والجرن والنهضة، وذلك بعد ساعات من إسقاط منشورات تحذيرية للسكان بإخلاء المناطق نحو غرب مدينة غزة، بحجّة وجودهم في مناطق قتال خطيرة، تزامنًا مع إعلان عملية عسكرية في رفح.

وتأتي هذه العملية الموسّعة بعد انسحاب الاحتلال بشكل كامل من مناطق شمال القطاع، في الأول من شباط/فبراير الماضي بعد أن كانت أعلنت في الثامن من يناير/كانون ثاني الماضي بدء "المرحلة الثالثة" من الحرب على غزة.

ورأى القيادي في حماس، أن عودة الاحتلال إلى التصعيد في شمال القطاع دليل فشل على تطبيقه المرحلة الثالثة من الحرب التي كان جوهرها "تفكيك الهيكل القيادي لكتائب القسام، واستكمال تدمير مقدرات المقاومة، ثم تفكيك منظومة سلطة القطاع إداريًا" حيث أن هذه الأهداف لم تحقق.

كتائب القسّام استعادت قوّتها التنظيمية والعسكرية في مختلف المفاصل الميدانية، ما دفع الاحتلال للعودة والبحث عن عنوانٍ عسكري يعتقد أنه مسؤول عن إعادة تكوين وبناء الكتائب المقاتلة

وشدد، أن كتائب القسّام استعادت قوّتها التنظيمية والعسكرية في مختلف المفاصل الميدانية، ما دفع الاحتلال للعودة والبحث عن عنوانٍ عسكري يعتقد أنه مسؤول عن إعادة تكوين وبناء الكتائب المقاتلة.

وكانت حماس قد أعلنت في بيان لها، يوم الجمعة، أن الاحتلال أعاد الأمور للمربع الأول بعد رفضه مقترح الوسطاء لإنهاء الحرب. وعلق القيادي في حماس أن "الأيام المقبلة ستشهد تصعيدًا ومرحلة تحتاج بعض الوقت لتنتهي، حيث أن المعارك ستشتد في معسكر جباليا الذي دمّرت المقاومة على أعتابه أكثر من مئة دبابة، بالإضافة إلى تصعيد يوازي التصعيد في غزة من جبهة لبنان، واحتمالية دخول قرارات جماعة أنصار الله الحوثي حيز التنفيذ، بفرض العقوبات على جميعِ سفن الشركات التي لها علاقة بالإمداد والدخول إلى موانئ يسيطر عليها الاحتلال الإسرائيلي تزامنًا مع دخول عملية برية في رفح".