22-سبتمبر-2022
الصحفي عتيق إلى جانب أفراد من عائلته، بعد الإفراج عنه في وقت متأخر الأربعاء

الصحفي عتيق إلى جانب أفراد من عائلته، بعد الإفراج عنه في وقت متأخر الأربعاء

ظلّ الصحافي محمد عتيق من جنين شمال الضفة الغربية، ينتظر حتى وقت متأخّر الليلة الماضية، إلى أن تم الإفراج عنه من سجن أريحا، تنفيذًا لقرار محكمة صلح أريحا، بعد 19 يومًا في الاعتقال لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

أمضى الصحفي محمد عتيق 19 يومًا في سجن اللجنة الأمنية الفلسطينية بأريحا بعد اتهامه بـ "حيازة سلاح"، وهي تهمة لم يُحقق معه عليها 

وروى عتيق، الخميس، لـ "الترا فلسطين" تفاصيل احتجازه خلال الأيام الماضية بعد اتّهامه بـ "حيازة سلاح دون ترخيص"، وهي تهمة باطلة، ولم يُحقق معه عنها نهائيًا، كما قال، وجرى تبريرها للاستمرار في اعتقاله إلى حين الإفراج عنه بكفالة تجارية (ثلاثة آلاف دينار).

ولفت إلى أن قرار الإفراج عنه صدر عند الثالثة عصرًا، ولكن تمّت المماطلة في تنفيذ القرار حتى منتصف الليل لضمان الإفراج عنه دون تصوير.

المصور الصحفي محمد عتيق - صورة أرشيفية
المصور الصحفي محمد عتيق - صورة أرشيفية

ويعود عتيق إلى ليلة السبت (3 أيلول/ سبتمبر) حين داهم عشرات الملثمين من عناصر الأجهزة الأمنية منزل عائلته في بلدة برقين جنوب غرب جنين، وشرعوا بتفتيش محتوياته، وصادروا حواسيب وكاميرات وهواتف تخصّه وتخصّ أفراد عائلته، واعتقلوه.

ويشير إلى أنّه وبعد أن وصل مقر جهاز المخابرات العامّة في جنين، جرى إبلاغه بأنه "موقوف على تهمة أمنية" لا علاقة لها بعمله الصحفي. وفي اليوم التالي عُرض على النيابة العامة ليجد أنّ التُهمة الموجّهة له "حيازة سلاح دون ترخيص"، وجرى تمديد اعتقاله على إثر ذلك، ثم نقله لسجن اللجنة الأمنية في أريحا.

في سجن اللجنة الأمنية بأريحا، تمحور التحقيق الذي استمرّ لعدة أيام حول عمل محمد عتيق الصحفي، وتصويره الأحداث في مخيم جنين، وأهمّها اتهامه بتصوير عروض عسكرية لعناصر من المقاومة خارج المخيّم، الأمر الذي ردّ عليه بالقول إن هذا من ضمن مهام عمله كصحفي.

وقال محمد عتيق إنه قضى معظم مدة اعتقاله في العزل الانفرادي، وأنه لم يتعرض لتعذيب بسبب وجود ضغط إعلامي، ودور لمؤسسات حقوق الإنسان ونقابة الصحفيين، غير أنّ التحقيق تواصل معه حول عمله الصحفي، وتم سؤاله عن عدد من الصحفيين في عدة محافظات بالضفة. وأشار إلى أنّ المحققين وعناصر الأمن كانوا مهتمين بالرواية التي سيقولها عتيق حين يخرج من سجن أريحا.

وأكّد أن بعض ما صادره عناصر الأمن من منزل عائلته ما يزال محتجزًا لديهم، مثل هاتف شقيقه، وأشار إلى أن المحققين استولوا على حساباته على منصّات التواصل الاجتماعي، بعد الولوج إليها، وحذف عدد من المنشورات. 

في اليوم الأخير لاعتقاله في أريحا، التقى محمد عتيق بالمطلوب للاحتلال الشاب مصعب اشتية 

في اليوم الأخير لاعتقاله في أريحا، التقى محمد عتيق بالمطلوب للاحتلال الشاب مصعب اشتية الذي اعتقلته قوة من جهاز الأمن الوقائي وسط نابلس، مساء الإثنين الماضي، وتفجّرت إثر ذلك احتجاجات ساخطة على السلطة الفلسطينية انتهت بتوقيع اتفاق لحل الأزمة مساء الأربعاء، قبل أن تعاود الأجهزة الأمنية اعتقال 6 ناشطين من المدينة فجر اليوم الخميس. 

وقال عتيق إنه شاهد مصعب اشتية في ساحة الخروج من الغرف، ونادى عليه عبر فتح ضيّقة من زنزانته، وأبلغه اشتية بأن هناك وعودات بالإفراج عنه، وفي حال لم يتم ذلك فإنه سيشرع بخطوات تصعيدية.