بعد أربع سنوات من إصابته برصاصة إسرائيلية في عينه، تتجدد معاناة الصحفي معاذ عمارنة مع الاحتلال الإسرائيلي، بعدما أعاد جيش الاحتلال اعتقاله، ثم حولته إدارة سجون الاحتلال إلى الاعتقال الإداري في ظروف صحية واعتقالية صعبة.
معاذ قبل اعتقاله كان يراجع الطبيب الخاص كل ثلاثة شهور، وهو الآن مصابٌ بتقرحات في العين المصابة، وكان يتناول أدوية خاصة بحالته، إلا أن إدارة سجون الاحتلال رفضت إدخال هذه الأدوية له
واعتقل جيش الاحتلال، الصحفي معاذ عمارنة في 16 تشرين أول/أكتوبر، في إطار حملات الاعتقال التي شرع جيش الاحتلال بتنفيذها في الضفة الغربية إثر عملية طوفان الأقصى، ثم في 29 تشرين أول/أكتوبر 2023 تم تحويله إلى الاعتقال الإداري، بدون توجيه تهمة وبلا محاكمة، يرافق ذلك إهمال تام لحالته الصحية الخاصة الناتجة عن إصابته برصاصة جندي إسرائيلي اقتلعت عينه واستقرت في جدار الدماغ خلال تغطية مسيرة سلمية في بلدة صوريف شمال الخليل.
وبعد جهود قانونية مضنية بذلتها عائلة معاذ عمارنة ومحاميها، صدر مطلع شهر شباط/فبراير الجاري قرارٌ من محكمة إسرائيلية بتخفيف أمر الاعتقال الإداري الصادر بحق معاذ إلى 4 شهور وثلاثة أسابيع، بدلاً من 6 أشهر، ولكن دون أن تصدر المحكمة أمرًا جوهريًا يجعل من فترة الاعتقال هذه الأخيرة دون تجديد، إذ أن أوامر الاعتقال الإداري يتم تجديدها تلقائيًا بدون محاكمة، إذا لم تقرر مخابرات الاحتلال الإفراج عن المعتقل.
وأصدرت عائلة الصحفي معاذ عمارنة، نهاية الأسبوع الماضي، مناشدة لمساعدتها في تغطية تكاليف نقل معاذ إلى مستشفى خاص من السجن ولتغطية تكاليف المحامي الخاص، نظرًا لحالتها المادية المتواضعة مقارنة مع حجم هذه التكاليف، وبسبب العراقيل التي تضعها سلطات الاحتلال أمام المتابعة القانونية من خلال محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين.
الصحفي أسيد عمارنة، ابن عم معاذ، قال لـ الترا فلسطين، إن محامي العائلة الخاص تمكن من زيارة معاذ مرتين منذ اعتقاله قبل أربعة شهور، وفي الزيارة الأخيرة قال المحامي إن معاذ "كان بوضع يرثى له، وحالته الصحية صعبة ومتردية".
وأوضح أسيد عمارنة، أن المحامي تقدم بطلب لنقل معاذ إلى المستشفى، لكن سلطات الاحتلال رفضت الطبيب، وعرضت معاذ على طبيب السجن، الذي زعم أن حالته لا تستدعي نقله إلى المستشفى.
وبيّن أسيد، أن العائلة تقدمت بطلب لمحكمة مدنية لنقل معاذ إلى المستشفى على حساب العائلة الخاص، وعندما علمت إدارة السجن بالقضية عينت محام خاص لها، وهذا المحامي الخاص تواصل مع محامي معاذ وعرض عليه القليل من التحسينات على ظروف اعتقال معاذ من ألبسة وأغطية وغيرها.
لكن حالة معاذ لا تحتاج لتحسين ظروف الاعتقال، وفق أسيد، بل إلى متابعات طبية مستمرة، فمعاذ قبل اعتقاله كان يراجع الطبيب الخاص كل ثلاثة شهور، وهو الآن مصابٌ بتقرحات في العين المصابة، وكان يتناول أدوية خاصة بحالته، إلا أن إدارة سجون الاحتلال رفضت إدخال هذه الأدوية له، كما رفضت إدخال نظارته الطبية الخاصة بحالته.
وإلى جانب إصابته في عينه، يعاني معاذ عمارنة من مرض السكري المزمن الذي نتج عن إصابته، وهذا يزيد من صعوبة حالته، فالتقرحات في العين ومرض السكري يجعلان العلاج صعبًا في المستقبل.
ومنذ إصابته في عينه، يتعرض معاذ عمارنة إلى نوبات صداع شديد، ويتعاطى مسكنات "قوية جدًا" وفق عائلته لتهدئة هذا الألم، وهذه المسكنات لا تصرف لأي مريض ويلزمها وصفة طبية خاصة، لكن إدارة سجن مجدو الإسرائيلي منعت عنه هذه المسكنات، ولا تقدم له إلا "الاكامول".