دخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، الإثنين، يومها الـ339، وسط قصف مستمر لمنازل المدنيين، ما أدى لارتقاء شهداء، مع تصاعد التهديدات في إسرائيل بتوسيع الحرب ضد حزب الله ولبنان.
حذر مدير مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، أن المستشفى قد يخرج عن الخدمة خلال 48 ساعة، مؤكدًا أن عدم إدخال الوقود يعني وفاة 10 أطفال يعيشون على أجهزة التنفس
وأفادت مصادر محلية بأن طائرات الاحتلال قصفت منزلًا لعائلة حجاب في مخيم البريج وسط قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد أربعة أشخاص وإصابة آخرين، وقد تم نقل المصابين والشهداء لمستشفى العودة.
وقصفت طائرات الاحتلال أيضًا منزلًا لعائلة أبو هويشل في شارع الدعوة شمال مخيم النصيرات، ما أدى لاستشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين. كما قصفت مبنى البريد في مخيم 5 بالنصيرات أيضًا. وأضافت المصادر، أن طفلة استشهدت بعد قصف منزل في حي التفاح شرق مدينة غزة. كما دمرت طائرات الاحتلال مسجد سعيد صيام في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة.
وحذر مدير مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، أن المستشفى قد يخرج عن الخدمة خلال 48 ساعة، بسبب قرب نفاد الوقود والمستلزمات الطبية نتيجة الحصار الإسرائيلي.
وأكد للتلفزيون العربي، أن عدم إدخال الوقود يعني وفاة 10 أطفال يعيشون على أجهزة التنفس. وقال: "الاحتلال يسعى إلى إخراج المنظومة الصحية في الشمال من العمل".
يأتي ذلك بالتزامن مع الحديث عن خطة وضعها ضباط كبار في الاحتياط، أطلق عليها اسم "خطة الجنرالات"، تقوم على فرض حصار كامل على شمال قطاع غزة وإعلانه منطقة عسكرية مغلقة، بما يشمل تجويعه، بدعوى دفع مقاتلي حماس في الشمال إلى الاستسلام أو الموت جوعًا.
وقال مسؤول أمني إسرائيلي، في لقاء مع مسؤولين في غلاف غزة، إن حركة حماس استعادت قدراتها العسكرية في شمال القطاع، وهناك ثلاثة آلاف مقاتل تمكنوا من العودة إلى الشمال.
وفي سياق متصل، شهدت الساعات الماضية تجدد التصريحات في إسرائيل عن استعدادات لشن حرب على لبنان وحزب الله. وقال وزير مالية الاحتلال، بتسلئيل سموتريتش، إن "الحرب لن تنتهي إلا بعد سحق حزب الله وحماس"، وفق قوله.
وأكد سموتريتش، أنه لا يوجد اتفاق لإعادة المختطفين، "ونبذل قصارى جهدنا لإعادتهم أحياء، لكن لن ننتحر جماعيًا لأجل ذلك" حسب تعبيره.
من جانبه، قال زعيم المعسكر الرسمي، بيني غانتس، وهو عضو سابق في مجلس الحرب، إن على إسرائيل التوصل إلى صفقة تبادل تعيد الأسرى "ولو بثمن مؤلم للغاية".
وأضاف بيني غانتس، في مؤتمر "MEAD" بواشنطن، "في حال لم ننجح في ذلك خلال الأسابيع المقبلة، فيجب علينا الذهاب إلى حرب في الشمال". وتابع، أن "قرار الحرب في الشمال تأخر، وأن إخلاء مستوطنات الشمال في بداية الحرب كان قرارًا خاطئًا".
وبحسب عميت سيجال، المراسل السياسي للقناة الـ12 الإسرائيلية، فقد التقى غانتس في واشنطن بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، وقال له: "نتوقع من العالم أن يضاعف الضغط المدني والعسكري في غزة"، زاعمًا أن هذا الضغط هو الذي أثمر عن صفقة التبادل في شهر تشرين ثاني/نوفمبر الماضي، "وهو ما سيؤدي لحسم حماس".
غانتس: في حال لم نتوصل لصفقة تبادل خلال الأسابيع المقبلة، فيجب علينا الذهاب إلى حرب في الشمال.. وسموتريتش: لن نوقف الحرب حتى سحق حزب الله وحماس
وكان بنيامين نتنياهو، قال في كلمته خلال اجتماع حكومته يوم أمس، إن "حزب الله هو الذراع الأقوى لإيران"، مضيفًا أنه "أصدر تعليمات للجيش الإسرائيلي وجميع قوات الأمن بالاستعداد لتغيير الوضع الراهن"
وقال: "لا يوجد احتمال لاستمرارنا بهذا الوضع، ونحن ملزمون بإعادة جميع سكان الشمال إلى منازلهم بأمان".
وتأتي هذه التصريحات رغم الدعوات في إسرائيل للمضي قدمًا في صفقة التبادل، من أجل منع اندلاع حرب مع حزب الله، يقول مسؤولون إسرائيليون سابقون وحاليون إنها ليست ممكنة في الوضع الحالي، بعد 11 شهرًا من الحرب في غزة والخسائر الفادحة التي تكبدها الجيش هناك في الجنود والآليات.