14-أكتوبر-2024
مجزرة ساحة مستشفى شهداء الأقصى

ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي 3 مجازر جديدة في قطاع غزة، وسط تصاعد وتيرة الهجمات واستمرار الحصار على القطاع. وشنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات مكثفة استهدفت مخيمات النازحين والمرافق المدنية ليل الإثنين، مما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات.

استشهد 10 فلسطينيين وأصيب أكثر من 40 آخرين، جرّاء استهداف مدفعية الاحتلال مركز توزيع المساعدات الغذائية في مخيم جباليا شمال قطاع غزة. كما استشهد 5 مواطنين آخرين في قصف استهدف مجموعة من الأهالي قرب بركة أبو راشد في المخيم، إلى جانب شهيد آخر في استهداف منزل بشارع الهوجا في المنطقة نفسها. 

قصفت قوات الاحتلال خيام النازحين في ساحة مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح، وسط القطاع، مما أدى إلى استشهاد أربعة فلسطينيين، بينهم نساء وأطفال، وإصابة أكثر من 40 شخصًا بجروح متفاوتة

واستمرت الغارات الإسرائيلية على جباليا، حيث أصيب عدد من المدنيين في قصف تجمع قرب المسجد العمري في جباليا البلد، و13 شخصًا أصيبوا برصاص الطائرات المسيرة الإسرائيلية في مدرسة "الفوقة" خلف بركة أبو راشد. كما استشهد شخصان وأصيب 7 آخرون في قصف استهدف تجمعًا للمواطنين في جباليا النزلة.

في غضون ذلك، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تدمير منازل في مخيم جباليا ومحيطه، واستهدف برج حبوب بجانب مركز شرطة المخيم، فيما وصلت إصابات عديدة إلى مستشفى كمال عدوان جراء القصف المدفعي المكثف. كما تواصل الآليات العسكرية الإسرائيلية إطلاق النار بشكل مكثف شمال القطاع.

على الصعيد الإنساني، ازدادت الأزمة الغذائية سوءًا بسبب منع دخول المساعدات إلى شمال غزة وتوقفها بشكل كامل، مع توقف محطات المياه الصالحة للشرب عن العمل لنقص الوقود. 

وفي جنوب غزة، يشهد حي الزيتون عمليات تجريف وقصف مدفعي مكثف من قبل قوات الاحتلال.

وقصفت قوات الاحتلال خيام النازحين في ساحة مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح، وسط القطاع، مما أدى إلى استشهاد أربعة فلسطينيين، بينهم نساء وأطفال، وإصابة أكثر من 40 شخصًا بجروح متفاوتة. ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، فإن معظم الإصابات كانت في صفوف النساء والأطفال، وتسببت الغارات الإسرائيلية في نشوب حريق هائل امتد إلى نحو 30 خيمة، حيث أفاد شهود عيان أن الحرائق انتشرت بسرعة بسبب المواد المصنوعة منها الخيام، وهي النايلون والأقمشة القابلة للاشتعال. وأوضح الشهود أن الطواقم الطبية قامت بإجلاء العديد من الجرحى، بينهم نساء وأطفال، وقد اشتعلت أجزاء من ملابسهم بالنيران. واستمرت النيران بالاشتعال في الخيام لمدة 45 دقيقة قبل أن تتمكن طواقم الدفاع المدني من السيطرة عليها وإخماد الحريق.

وأشارت الوزارة إلى أن المستشفى لم يعد قادرًا على استيعاب هذا العدد الكبير من الإصابات، في ظلّ نقص حاد في المستلزمات الطبية والضغط الهائل على الطواقم الطبية. 

كما ارتكب الاحتلال مجزرة ثانية في مخيم النصيرات، عندما استهدف مدرسة تؤوي نازحين فلسطينيين، مما أدى إلى استشهاد 22 شخصًا، من بينهم 15 طفلًا وامرأة، وإصابة نحو 80 آخرين بجروح متفاوتة. تأتي هذه المجزرة ضمن سلسلة الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على مراكز الإيواء التي تضم نازحين فلسطينيين فرّوا من مناطق القصف. ووفقًا لتقارير محلية، فإن عدد مراكز النزوح التي تعرضت للقصف منذ تشرين الأول\أكتوبر من العام الماضي بلغ 191 مركزًا، مما يضاعف من معاناة السكان المدنيين في القطاع.

مجزرة ساحة مستشفى شهداء الأقصىمجزرة ساحة مستشفى شهداء الأقصى

وفي هذا الإطار، أصدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بيانًا يدين فيه بشدة هذه الجرائم ويحمّل الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة عن استمرار الجرائم ضد الشعب الفلسطيني. وجاء في البيان أن ما يقوم به الاحتلال هو حرب إبادة جماعية ترتكز على استهداف المدنيين العزل بشكل متعمد. كما أكد البيان أن الإدارة الأميركية توفر الغطاء السياسي والدبلوماسي لإسرائيل لمواصلة ارتكاب هذه المجازر بحق الفلسطينيين.

من جانبها، قالت حماس إن هذه المجازر هي "إمعان صهيوني في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني"، واعتبرت أن استمرار استهداف المدنيين في مراكز الإيواء والنازحين هو "سياسة إسرائيلية فاشية ترتكز على استهداف الفئات الأضعف من السكان". وأشارت الحركة في بيان لها إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لم يكن ليجرؤ على توسيع نطاق جرائمه في غزة أو المنطقة لولا الغطاء الذي توفره له الإدارة الأميركية.

وفي الوقت نفسه، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حصارها الشديد على شمال قطاع غزة، حيث يعيش مئات الآلاف من السكان الفلسطينيين تحت القصف المكثف في ظروف إنسانية كارثية. ويستمر الحصار والقصف على مناطق شمال القطاع في إطار خطة إسرائيلية تهدف إلى تهجير السكان من مناطقهم، وتعرف هذه الخطة باسم "خطة الجنرالات". وتحت هذا الحصار والقصف المكثف، يعيش السكان في ظل نقص حاد في المواد الغذائية والطبية والمياه، وسط مخاوف متزايدة من تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل أكبر.

آثار الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال على ساحة مستشفى شهداء الأقصى

مجزرة ساحة مستشفى شهداء الأقصى
من آثار مجزرة ساحة مستشفى شهداء الأقصى
آثار الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال على ساحة مستشفى شهداء الأقصى

وفي ظل هذه الأوضاع المأساوية، أطلق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة تحذيرًا جديدًا من تردي الواقع الصحي في المحافظة الوسطى. وأكد أن مستشفى شهداء الأقصى بات غير قادر على تقديم الرعاية الصحية اللازمة بسبب الاكتظاظ الهائل والإصابات المتزايدة. وناشد المكتب المؤسسات الدولية والأممية للتدخل العاجل من أجل توفير الحماية للمرافق الصحية والطواقم الطبية في قطاع غزة، في ظل استمرار استهدافها من قبل الاحتلال.