نفذ جيش الاحتلال بعد ظهر يوم الثلاثاء، مجزرة جديدة في مخيم جباليا، مما أدى إلى استشهاد 150 فلسطينيًا، وإصابة المئات قدر عددهم بحوالي 400، مع وجود العشرات تحت الأنقاض.
ووفق تحليل بصري أجرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، حدد ما لا يقل عن 5 حفر في مخيم اللاجئين المكتظ بالسكان، والتي قال خبراء الأسلحة إنه خلفها استخدام عدة أسلحة JDAM - ذخائر الهجوم المباشر المشترك.
أشارت "الغارديان"، إلى إمكانية ضبط القنبلة المستخدمة في مجزرة جباليا، على خيار التفجير المؤجل، مما يؤدي إلى تسببها في ظاهرة تشبه الزلزال
وقال مارك جارلاسكو، رئيس البنتاغون السابق لشؤون الأهداف ذات القيمة العالية خلال حرب العراق عام 2003، لصحيفة الغارديان إن أكبر حفرة في الموقع تبدو وكأنها ضربة بقنبلة GBU-31، موضحًا: "هناك قنابل أخرى يمكن أن تكون سبب. لكنّ هذا النوع يتناسب مع الحفرة المقدرة بحوالي 40 قدمًا [12 مترًا]”.
وقال كريس كوب سميث، مفتش الأسلحة السابق بالأمم المتحدة: "من المؤكد أن الذخيرة هي JDAM، إما قنبلة GBU 31 (الرأس الحربي 84) للأغراض العامة أو ربما قنبلة GBU 56 (الرأس الحربي BLU 109) الخارقة للتحصينات. كلاهما يبلغ حوالي 2000 رطل [900 كجم]".
وتشير الغارديان إلى أن قنبلة GBU (وحدة القنابل الموجهة) عبارة عن نظام أسلحة جو-أرض "موجهة بدقة"، رغم الدمار الهائل وعدد الشهداء الكبير. وهي جزء من الترسانة الإسرائيلية التي قدمتها الولايات المتحدة والتي تصنعها إسرائيل أيضًا بموجب عقد.
وتستخدم هذه القنابل التي تصنعها شركة بوينغ، مادة التريتوتال، وهو مزيج متفجر من مادة تي إن تي ومسحوق الألومنيوم، ويستخدم عادة في القنابل التي يتم إسقاطها من الجو.
ونشرت سلاح الجو في جيش الاحتلال، مؤخرًا صورًا لعشرات القنابل GBU-31 التي يتم تحميلها على الطائرات.
وتوصل التحقيق البصري الذي أجرته صحيفة الغارديان إلى أن هجوم يوم الثلاثاء ألحق أضرارًا بما لا يقل عن 8 مبانٍ. وكانت المنطقة قد تعرضت بالفعل لأضرار نتيجة لأربعة عمليات قصف سابقة الشهر الماضي، أصاب أولها مسجدًا وسوقًا، واستشهد أكثر من 150 شخصًا في تلك الهجمات السابقة.
وقال غارلاسكو إن نوع الذخائر يستخدم من أجل ضرب التحصينات الأرضية، وتتسبب بالكثير من الأضرار فوقها. مع زعم الاحتلال محاولة اغتيال قائد كتيبة جباليا إبراهيم بياري، رغم نفي حركة حماس وجود أي قيادي في مربع القصف.
وأشارت "الغارديان"، إلى إمكانية ضبط القنبلة، في خيار التفجير المؤجل، مما يؤدي إلى تسببها في ظاهرة تشبه الزلزال.
وأضاف غارلاسكو: "سوف تحفر صواريخ JDAM في الأرض، ويتأخر انفجارها، مما يؤدي إلى انهيار المبنى على نفسه. وهذا ما يفسر حجم الضرر. تنهار المباني أيضًا بسبب موجة الانفجار، وليس بسبب وجود تحصينات أرضية".
وقالت تارا فان هو، الأستاذة المساعدة في كلية الحقوق ومركز حقوق الإنسان في إسيكس: "بالنظر إلى ما نراه من الأخبار وما نسمعه من الجيش الإسرائيلي، سيكون من الصعب جدًا على إسرائيل تبرير هذا باعتباره هجومًا متناسبًا. ليس مستحيلاً، لكنه صعب للغاية".