04-أبريل-2023
ام الفحم

مواجهات مع قوات الاحتلال في أم الفحم خلال أحداث أيار 2021 | gettyimages

الترا فلسطين | فريق التحرير

كشف المعلق العسكري الإسرائيلي عاموس هرائيل في مقال نشرته صحيفة "هآرتس"، أن جيش الاحتلال وجهازي الشاباك والشرطة أعدوا سيناريو "حارس الأسوار 2" لتنفيذه في أي مواجهات يُشارك بها فلسطينيو الداخل في المستقبل، ويقوم على تصنيفهم كأعداء محتملين.

السيناريو يقوم على تصنيف فلسطينيي الداخل كأعداء محتملين، ويتضمن استخدام قوات الاحتياط في حالة اندلاع مواجهات أو اشتباكات بين الفلسطينيين واليهود في المدن المختلطة (حيفا، اللد، الرملة، النقب)

وأوضح عاموس هرائيل، أن السيناريو يتضمن استخدام قوات الاحتياط في حالة اندلاع مواجهات أو اشتباكات بين الفلسطينيين واليهود في المدن المختلطة (حيفا، اللد، الرملة، النقب)، مبينًا أن مصادر أمنية إسرائيلية تحذر من أن تصنيف فلسطينيي الداخل كأعداء محتملين يمكن أن يؤدي إلى نتائج مدمرة.

وأكد هرائيل، أن "الحرس الوطني" الذي حصل المستوطن ايتمار بن غفير، وزير الأمن القومي، على ميزانية خاصة لإنشائه وأن يكون تحت إمرته، يهدف إلى قمع احتجاجات الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، "فمن الطريقة التي يتحدث فيها ايتمار بن غفير وأعضاء آخرين في الائتلاف الحكومي عن الحرس الوطني، يظهر أن النية معقودة لاستخدام الجهاز الجديد ليس كجسم عادي خاضع للشرطة، بل كقوة شبه عسكرية ستستخدم في حالة الطوارئ داخل الخط الأخضر، وستواجه بالأساس حالات الإخلال بالنظام وأحداثًا قومية متطرفة في أوساط الجمهور العربي في إسرائيل".

وأشار إلى أن مخطط إنشاء "الحرس الوطني" كان يتقدم ببطء منذ حوالي عامين، لكنه نال مؤخرًا دفعة إلى الأمام من مصدر غير متوقع، وتم منحه الميزانية رغم التحفظات الشديدة التي أطلقها القائد العام للشرطة والمستشارة القانونية للحكومة ورئيس الشاباك وكل المستوى المهني الذين سئلوا عن رأيهم في الأمر.

وكشف عاموس هرائيل، أن جلسة عقدت خلال الشهور الأخيرة جمعت قادة من الجيش والشرطة والشاباك، ناقشوا خلالها توزيع الصلاحيات بين الشرطة والجيش خلال تنفيذ سيناريو "حارس الأسوار 2"، في حال اندلاع موجة تصعيد في الضفة الغربية وقطاع غزة وانتقال المواجهات إلى المدن المختلطة بين الفلسطينيين واليهود وإغلاق الشوارع الرئيسية  التي يعتمد عليها الجيش في تحركاته الطارئة.

وأفاد هرائيل، أن الاجتماع انتهى لبلورة خطة عملياتية سيتم في إطارها نشر قوات احتياط من الجبهة الداخلية في جيش الاحتلال لتأمين الحركة في عشرات الشوارع التي تمر بمحاذاة القرى العربية داخل الخط الأخضر، وأن تتولى الشرطة و"الحرس الوطني" الحفاظ على الأمن في القرى العربية والمدن المختلطة.

وأوضح عاموس هرائيل هرائيل، أن تكليف الجيش بمهمة تأمين الحركة على الشوارع داخل الخط الأخضر بدلاً من الشرطة، يأتي تحت ذريعة افتقار الشرطة للقوة البشرية اللازمة لذلك، وأن للجيش أفضلية عملياتية في مواجهة هذه المشكلة، حيث سيتم نشر 16 كتيبة من قوات المشاة الذين يخدمون في الاحتياط ويتبعون للجبهة الداخلية ويحملون سلاحًا ناريًا ووسائل لتفريق المظاهرات.

قال ضابط إسرائيلي رفيع، إن سيناريو "حارس الأسوار 2" يشير إلى تحول استراتيجي في "إسرائيل" بخصوص "ولاء المواطنين العرب للدولة في حالة الصراع والحرب"، إلى درجة اعتبارهم طابورًا خامسًا محتملاً

وقال ضابط إسرائيلي رفيع، إن سيناريو "حارس الأسوار 2" يشير إلى تحول استراتيجي في "إسرائيل" بخصوص "ولاء المواطنين العرب للدولة في حالة الصراع والحرب"، إلى درجة اعتبارهم طابورًا خامسًا محتملاً، محذرًا من أن تنفيذ عملية "حارس الأسوار 2" سيُمهد الطريق أمام أخطار كثيرة، ستفضي إلى تحول نوعي من الأسفل إلى الأعلى في العلاقات بين فلسطينيي الداخل والدولة العبرية، من جانب العرب أنفسهم ومن جانب أجهزة الدولة العسكرية والأمنية أيضًا.

من جانبه، عضو الكنيست يوآف سغلوفيتش عن حزب "هناك مستقبل"، نائب وزير الأمن الداخلي سابقًا قال إنه ينوي المطالبة بعقد نقاش في لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست حول هذا الأمر بعد عطلة عيد الفصح، مؤكدًا أن تكليف الجيش بهذه المهمة يفرض تفكيرًا واسعًا وعميقًا لأنها تنطوي على أخطار استراتيجية هامة.

وقال سغلوفيتش: "لا يجب أن يقف الجنود في مواجهة المواطنين الإسرائيليين، فإذا أطلقوا الرصاص الحي على المواطنين العرب أثناء أعمال الشغب داخل الخط الأخضر ربما ينتج عن ذلك انعطافة سلبية جدًا في العلاقة مع الجمهور العربي".

وحذر سغلوفيتش أيضًا من أن الانتشار العسكري قرب القرى العربية وعلى الشوارع الرئيسية داخل الخط الأخضر، قد يعرض شبكة العلاقات بين اليهود والعرب للخطر، وربما يورط الجيش في حدث تكون له تداعيات سياسية.