11-يونيو-2024
يتهرب المتشددون اليهود دينيًا من التجندي في الجيش

يتهرب المتشددون اليهود دينيًا من التجندي في الجيش

صادقت الهيئة العامة للكنيست على مقترح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لتطبيق "مبدأ التوالي" على قانون التجنيد، على نحو يتيح إعفاء الشبان المتشددين دينيًا من تأدية الخدمة العسكرية.

وزير الجيش يؤآف غالانت قال إنه يجب ألا نمارس سياسات على ظهور جنود الجيش، فيما اعتبر يائير لابيد أن المصادقة على المقترح "خطية كبرى" 

وأيّد 63 عضو كنيست مقترح القانون مقابل 57 عارضوه. وتمت المصادقة على مشروع القانون بالقراءة الأولى في عام 2022، في الكنيست الإسرائيلي الـ24. وسيعاد مشروع القانون إلى لجنة الشؤون الخارجية والأمن لمناقشته لمواصلة إعداده للقراءتين الثانية والثالثة.

وبحسب مشروع القانون، سيتم اقتراح مخطط جديد لتجنيد طلاب المدارس الدينية وخريجي المؤسسات التعليمية، والمخطط المقترح يطرح تخفيض السِّن المطلوب للحصول على الإعفاء من الخدمة النظامية بعد تأجيل الخدمة. بالإضافة إلى ذلك، يقترح السماح بالخدمة المنتظمة المختصرة إلى جانب المشاركة في التدريب المهني أو الخدمة الوطنية.

ويكفل القانون الساري حاليًا الذي يسعى نتنياهو لتمديده، الإعفاء من الخدمة العسكرية لأسباب، بينها طبية ونفسية، والتواجد خارج البلاد، والزواج أو الحمل، أو تربية الأبناء، أو لأسباب دينية وذلك للنساء فقط، وتسمح الدراسة للرجال في مدرسة دينية بتأجيل التجنيد لستة أشهر قابلة للتمديد إذا كان الطالب يواصل دراسته في المعهد الديني.

في العادة يواصل الحريديم دراستهم الدينية حتى سِنّ الإعفاء من الخدمة العسكرية، وبذلك ينجحون بالتهرّب من الخدمة العسكرية

وهاجم وزير الجيش يؤآف غالانت القانون المقترح بالقول: "يحظر انتهاج سياسة تافهة على حساب جنود الجيش الإسرائيلي، لم يفت الأوان بعد للتوصّل إلى اتفاق. لم أنسّق مع غانتس، ولم أنسّق معه الآن. أنا من الليكود وسأبقى في الليكود".

أمّا زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، فوصف القانون بأنه "الخطيئة الكبرى" وأشار لإعلان الجيش الإسرائيلي حاجته إلى 15 كتيبة، وتساءل: "من أين سنأتي بهم إذا كانت هذه الحكومة تُشجّع على الرفض والتهرّب من الخدمة العسكرية؟ نحن لا نصدّقكم. إنها ليست التوراة، إن السياسة الرديئة والخطيئة الكبرى تتمثل في هذه الحكومة التي تتجرأ على التحدّث نيابة عن المقاتلين. ألا تخجلون؟ على الأقل لا تتحدثوا في المستشفيات عن الالتزام بمواصلة الحرب في حضور المقاتلين ثم تأتون إلى هنا لتمرير قوانين الرفض والتهرب من الخدمة العسكرية".

وأضاف لابيد: "قُتل أكثر من 500 جندي، وأدى جنود الاحتياط 150 و180 يومًا من الخدمة الاحتياطية، وسيقول التحالف الحكومي لهم أمركم لا يهمنا".

واعتبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن يولي إدلشتين المصادقة على القانون بأنها "نقطة تحول تاريخية بالنسبة لشعب إسرائيل. إنه ضروري، وليس لدينا خيار آخر. إن الجيش الإسرائيلي الكبير والفعّال والقوي يحتاج إلينا جميعًا، وسنفعل ذلك بطريقة واضحة وواقعية وبالتعاون الكامل من جميع الأطراف".

أفيغدور ليبرمان: لم أفهم لماذا لا يُسمح لليهودي أن يكون جنديًا. أين يظهر هذا في تراثنا الديني؟ لم أجد أيّ نص ديني يحظُر الخدمة العسكرية 

وقالت عضو الكنيست عن حزب أزرق أبيض أوريت فركاش هكوهين، إنه "ورغم أنّ قوة الجيش الإسرائيلي تكمن في كونه جيش الشعب. إلّا أن دولة إسرائيل أرادت في منتصف الليل، تشريع قانون يحتقر الجنود، لا يستحق الجنود والمجندات هذا القانون وما يفكك نموذج الجيش الشعبي. القانون تم طرحه رغم معارضة المستشار القانوني للحكومة ومؤسسة الأمن، ويتجاوز حتى وزير الجيش نفسه الذي ليس مستعدًا للتصويت لصالح هذا الانتهاك".

وقال زعيم حزب "يسرائيل بيتنو" أفغيدور ليبرمان: "لا يوجد سبب لمثل هذا القانون إلا لثلاثة أشياء تهمّكم: السلطة والامتيازات والمال. وكل هذا التهرّب الذي تمررونه هنا هو معادٍ لليهود ومعاد للصهيونية، وينبع من اعتبارات سياسية حزبية. لم أفهم لماذا لا يُسمح لليهودي أن يكون جنديًا. أين يظهر هذا في تراثنا الديني؟ لم أجد أيّ نص ديني يحظُر الخدمة العسكرية. المصادقة على هذا القانون هو الشيء الأكثر معاداة لليهود".