تعهّد وزير الأمن القومي الإسرائيلي، ايتمار بن غفير، بتوفير ما أسماها "الحماية الكاملة" لـ "مسيرة ورقصة الأعلام" الإسرائيلية التي ستجري الخميس، في منطقة باب العمود وسط القدس، وتخترق البلدة القديمة.
شرطة الاحتلال خصصت الآلاف من عناصرها لمواكبة مسيرة الأعلام في القدس، والتي قال عنها بنيامين نتنياهو إنها ستمر وفق المسار المخصص لها
وقال بن غفير إنّه أوعز للشرطة الإسرائيلية بالسماح للمستوطنين بالتجوال في كل أنحاء المدينة المقدّسة، قائلًا إن "السياسة التي يتوجّب علينا تطبيقها هي السماح بحريّة كاملة لتنقّل لليهود في جميع أنحاء القدس".
وجاءت أقوال بن غفير في مستهل جلسة لتقييم الوضع بمشاركة كبار ضباط الشرطة.
ومسيرة الأعلام هي مسيرة أطلق فكرتها الحاخام "تسفي يهودا كوك" وتلامذة المدرسة الدينيّة المتطرفة "مركاز هراب"، والتي تكونت في فيها النواة الصلبة للتنظيمات الاستيطانية المتطرّفة.وأجريت المسيرة الأولى عام 1968 احتفاءً بالذكرى السنوية لاحتلال مدينة القدس، وبدأت المسيرات في السنوات الأولى بعشرات ثم مئات المستوطنين، ووصلت في سنوات الذروة قبل عدة سنوات إلى حوالي 60 ألف مشارك.
وتمهيدًا للاعتداءات التي ينفذها المستوطنون خلال مسيرتهم الاستفزازية، ولوصف دفاع المقدسيين عن أنفسهم قال بن غفير: "لا شك أن هناك من سيحاول تعكير الفرحة"، وأعرب عن ثقته بأن قائد شرطة القدس سيتواجد في الميدان بحزم وبدون تردد برفقة المفتش العام للشرطة ونائبه".
وأضاف وزير الأمن القومي الإسرائيلي أنّ "كل التهديدات، وكل البلطجة وكل تهديدات الاستفزاز، بأي شكل من الأشكال، يجب أن تهدأ، ومن المفضّل أن تهدأ بأسرع وقت بمناسبة فعاليات مسيرة الأعلام، وهي مسيرة احتفالية يجب تتويجها باقتحام المسجد الأقصى".
أعلنت منظمة بدينو المتطرفة أنها تنوي تحطيم الرقم القياسي بعدد المستوطنين الذين سيقتحمون الأقصى الخميس
ويوم الثلاثاء، ذكر بن غفير للإذاعة العبرية العامة أن لم يقرر بعد إذا ما كان سيقتحم المسجد الأقصى يوم الخميس، بالتزامن مع انطلاق مسيرة الأعلام.
لكن موشيه أربيل الذي يشغل منصب وزير الداخلية ووزير الصحة عن حركة شاس الحريدية الشرقية، قال إن "رأي الشريعة اليهودية واضح جدًا: يُحظر دخول اليهود إلى المسجد الأقصى".
وكشف مصدر في شرطة الاحتلال للإذاعة العبرية العامة أن الشرطة خصصت الآلاف من عناصرها لمواكبة مسيرة الأعلام في القدس. وأشار إلى أن الشرطة أنهت استعداداتها لمرافقة المستوطنين في مسيرة الأعلام التي ستنطلق أيضًا في اللد والرملة حيث سيتم نشر المئات من رجال الشرطة والمجندين في المدينتين.
اقرأ/ي أيضًا: "مسيرة الأعلام الإسرائيلية".. استفزاز إسرائيلي جديد يفتح احتمالات التصعيد
ومسيرة الأعلام في اللد تنظمها ميليشيات تضم مستوطنين متطرفين دينيًا وقوميًا يطلقون على أنفسهم تسمية "النواة التوراتية" في اللد، وقد شارك أعضاؤها في الاعتداءات على أهالي اللد الأصليين خلال مواجهات أيار/مايو 2021، وأحدهم ضالع في قتل الشهيد موسى حسونة آنذاك.
جهات أمنية إسرائيلية: بالتزامن مع مسيرة الأعلام، قد يحدث إطلاق للصواريخ
وكانت القناة 13 الإسرائيلية قد كشفت نقلًا مصدر عسكري أن جيش الاحتلال يستعد لاحتمال إطلاق صواريخ من قطاع غزة صوب القدس لتفريق المسيرة الاستفزازية، مضيفة أنه تم نصب منظومة القبة الحديدية في القدس لاعتراض أي صواريخ قد تستهدفها.
وستنطلق مسيرات استفزازية باتجاه بوابات البلدة القديمة من القدس وصولًا إلى باب العمود حيث ستجرى رقصة الأعلام، وصولاً إلى الحائط الغربي، فيما أعلنت منظمة بدينو المتطرفة أنها تنوي تحطيم الرقم القياسي بعدد المستوطنين الذين سيقتحمون الأقصى الخميس، ليصل خمسة آلاف، علمًا أن الرقم لم يتجاوز العام الماضي حاجز الـ 2600 مستوطن.
