اعتقلت أجهزة الأمن التابعة السلطة الفلسطينيّة، اليوم السبت، اثنين من أبرز قيادات ومطلوبي "كتيبة طوباس". وأفاد شهود عيان لـ"الترا فلسطين"، بأنّ قوّة كبيرة من أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينيّة، ترافقها مصفّحات حاصرت منزلًا في منطقة جبليّة غربيّ طوباس بعد ظهر اليوم السبت 19 تشرين الأول/أكتوبر، تسمّى منطقة "الوجه الغربيّ".
وأضاف شهود عيان، أنّ بداخل هذا المنزل كان يوجد أبرز المطاردين وقادة في كتيبة طوباس، حيث اندلعت اشتباكات مع أجهزة الأمن استمرّت لمدّة أربع ساعات.
اعتقلت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، بكر العبّاس وعبادة المصريّ، من عناصر كتيبة طوباس، بعد اشتباكات معهم
وتابع شهود العيان، أنّ أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينيّة، أحضرت أهالي الشابّين إلى موقع الحدث في محاولة لإقناعهم بتسليم أنفسهم، إلّا أنّهم رفضوا ذلك، فيما انتهى الحدث باعتقالهم.
وذكر مصدر خاصّ لـ" الترا فلسطين"، أنّ الشابّين الّذين جرى اعتقالهما من قبل أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينيّة، في طوباس هما بكر العبّاس وعبادة المصريّ.
وأضاف المصدر، أنّ العبّاس والمصريّ من أبرز الأسماء في كتيبة طوباس هذه الأيّام، حيث إنّ بكر من أوائل من طوّروا تصنيع العبوّات، وعبادة من أبرز المقاتلين في الكتيبة، على حدّ وصفه.
بالتزامن مع ذلك، أفاد شهود عيان إنّ أجهزة الأمن حاصرت المستشفى التركيّ في طوباس، وذلك بعد أنباء عن إصابة الشابّين حيث تجمّع الأهالي عند المستشفى.
يأتي ذلك، فيما قال شهود عيان لـ "الترا فلسطين"، إنّ أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينيّة، فجّرت عبوّات ناسفة ظهر اليوم في موقع قريب من المقاطعة كانت قد صادرتها من عدّة كمائن أعدّتها كتيبة طوباس، وكذلك فجرت مساء اليوم عبوّات أخرى.
وقال الشهود نفسهم، إنّ مجموعة من الشبّان، أطلقوا النار على مقارّ الشرطة والأجهزة الأمنيّة، بالتزامن مع محاولة اعتقال الشبّان.
بدورها، استنكرت حركة حماس "استمرار قيام أجهزة السلطة الأمنيّة بملاحقة المقاومين والمطلوبين للاحتلال، وحصارها للمطاردين بكر العبّاسي وعبادة المصريّ، واستخدامها لذويهم كوسيلة ضغط ودرع بشريّ، بهدف إجبارهم على تسليم أنفسهما، قبل أن تقوم هذه الأجهزة باعتقالهما بالقوّة".
وقالت حماس إنّ "استمرار أجهزة السلطة بهذا النهج الشائن، وتجاهلها كافّة المطالبات بكفّ يدها عن المقاومين وأحرار شعبنا؛ يدقّ ناقوس الخطر، ويشعل فتيل فتنة داخليّة، نحن في أمسّ الحاجة إلى تجنّبها في هذا الوقت المصيريّ والحسّاس من تاريخ شعبنا وقضيّتنا".
وأضافت حماس: "هذا السلوك المارق عن قيم شعبنا، يتماهى تمامًا مع أجندة الاحتلال، ويشكّل إسنادًا له في تغوّله وبطشه وعدوانه على أبناء شعبنا، وإنّنا ندعو كافّة مكوّنات شعبنا لرفضه وإدانته".
واستمرّت حماس في القول: إنّ "حرب الإبادة الصهيونيّة على شعبنا في غزّة والضفّة، ومحاولات الاحتلال تصفية قضيّتنا الوطنيّة؛ تستدعي من قيادة السلطة مراجعة شاملة لمواقفها السياسيّة والأمنيّة، والانحياز لثوابتنا الوطنيّة، والإفراج الفوريّ عن المعتقلين في سجونها، وتسخير كافّة الإمكانيّات لحماية شعبنا والتصدّي لعدوان الاحتلال الغاشم".
الأجهزة الأمنية الفلسطينية تحاصر أثنين من الشبان المطاردين في مدينة طوباس. pic.twitter.com/V7ntqxnF2l
— شجاعية (@shejae3a) October 19, 2024
بدوره، قال المتحدث باسم جهاز الشرطة لؤي إرزيقات، وحول أحداث طوباس: "وردت عدة شكاوى من مواطنين على الرقم المجاني (100) حول وجود أجسام مشبوهة قرب المستشفى التركي، وبناء على ذلك توجهت على الفور قوة من إدارة هندسة المتفجرات والأجهزة الأمنيّة للمكان للتعامل مع هذه الاجسام، حفاظًا على سلامة المواطنين"، وفق قوله.
وأضاف: "أثناء تعامل عناصر القوة مع هذه الأجسام، تعرضوا لإطلاق نار بشكل مباشر من قبل شخصين، فقامت القوة بملاحقتهما وتمكنت من القبض على أحدهما، فيما تحصن الآخر داخل منزل وأطلق النار مجددًا تجاه عناصر الأمن"، بحسب ما ورد في بيان الشرطة.
وتابع: "عناصر الأمن تعاملوا بمسؤولية عالية، وتفاوضوا مع مطلق النار بحضور ذويه، حتى قام بتسليم نفسه، ولم تقع أي إصابات"، وفق قوله.
وتعيش مدينة طوباس منذ أيّام حالة توتّر شديد إثر إطلاق أجهزة الأمن النار على مطاردين وإصابتهما بجراح، أحدهما ما زال يرقد في العناية المكثّفة، قبل اعتقال قائد كتيبة طوباس أحمد أبو العايدة، خلال كمين لأجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينيّة، قرب بلدة سريس غرب جنين. وعلى إثر ذلك اندلعت احتجاجات واشتباكات في المدينة وإغلاق طرق وحالة توتّر شديد منذ أيّام.
وأصدرت محافظة طوباس، قبل أيّام بيانًا، وصفت فيه الاشتباكات بين عناصر كتيبة طوباس والأجهزة الأمنيّة التابعة للسلطة الفلسطينيّة بـ"الأحداث المؤسفة". وأكّد بيان المحافظة على وجود "حملة أمنية" في المدينة، قائلًا إنّ الهدف منها "حياة المواطن الفلسطينيّ ومصلحته في العيش والاستقرار"، وفق ما ورد في البيان.
وأضاف البيان، في حينها: "سيفرض النظام والقانون في المحافظة ضمن خطّة أمنيّة واضحة هدفها مصلحة المواطن الفلسطينيّ من أجل أن ينعم الجميع بالأمن والأمان"، بحسب تعبير بيان المحافظة. واستمرّ البيان، في القول: "لن يسمح بأيّ مظهر مسلّح (استعراضيّ) يجعل من حكومة الاحتلال تستغلّه لتنفيذ أجنداتها الإجراميّة"، على حدّ قول البيان.
كما قال البيان إنّه "يمنع إطلاق النار في الهواء"، و"إغلاق الشوارع والتأثير في المسيرة التعليميّة"، متابعًا القول: "سيضرب بيد من حديد لكلّ من تسوّل له نفسه (بالقانون والنظام) أن يعتدي أو يستغلّ هذه الظروف الصعبة من التعدّي أو استغلال أيّ مواطن، وسنتصدّى لهم بالقوّة"، وفق ما ورد حينها.