04-ديسمبر-2022
سرقة اثار خربة طرفين في عطارة

منذ سنوات يطمع الاحتلال في الاستيلاء على آثار خربة "طرفين" التاريخية في بلدة عطارة، شمال مدينة رام الله، وقد تعرضت لاقتحامات متكررة من قبل المستوطنين.

خربة "طرفين" التاريخية تقع شرق عطارة وفيها أعمدة مكشوفة على وجه الأرض منذ سنوات، وجزءٌ من هذه الخربة يحوي مواقع أثرية، وجزءٌ آخر هي أراضٍ عادية قابلة للاستصلاح الزراعي

وأدى إهمال الخربة، بحسب رئيس بلدية عطارة نصر العطاري، إلى تعرضها لعمليات نبش وحفريات خلال الفترة الماضية من قبل مجهولين، قد يكونوا سربوا تلك الآثار المسروقة منها إلى الاحتلال.

لكن ما جرى، يوم الخميس 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، هو سرقة آثار الخربة في وضح النهار، عندما اقتحمت "الإدارة المدنية" الإسرائيلية مع قوة من جيش الاحتلال الخربة لمصادرة كرفانين تعود ملكيتها لمزارعين من القرية، كما سرقوا مواد أثرية وأعمدة رخامية تاريخية.

يقول نصر العطاري رئيس بلدية عطارة لـ الترا فلسطين، إن خربة "طرفين" التاريخية تقع شرق عطارة وفيها أعمدة مكشوفة على وجه الأرض منذ سنوات، مبينًا أن جزءًا من هذه الخربة يحوي مواقع أثرية، وهناك جزءٌ آخر هي أراضٍ عادية قابلة للاستصلاح الزراعي، لذا تم منح أصحاب الأراضي إذن عمل بكتب رسمية من دائرة الآثار لاستصلاح المناطق المسموح العمل بها.

وأوضح نصر العطاري، أن أصحاب الأراضي أحضروا كرفانات زراعية ووضعوها في أراضيهم، وشرعوا بأعمال بناء سلاسل حجرية وزراعة الأرض، إلا أن قوات الاحتلال اقتحمت المنطقة وأغلقتها ولم تسمح سوى لأصحاب الأراضي بالدخول.

وأفاد، أن شاحنات الاحتلال خرجت من الأراضي تحمل كرفانين، وأعمدة رخامية تاريخية قديمة، منوهًا أن هذه الخربة تقع في المنطقة المصنفة "ب" حسب اتفاق أوسلو، أي أن المسؤولية المدنية عنها تخضع للسلطة الفلسطينية.

شاحنات الاحتلال خرجت من الأراضي تحمل كرفانين، وأعمدة رخامية تاريخية قديمة، ولطات الاحتلال لم تعطهم أي كتب بمصادرة الأعمدة، بينما قدمت لأصحاب الكرفانين كتبًا بمصادرتها، ما يعني أن الأعمدة الأثرية تعرضت للسرقة في وضح النهار

وأضاف، أن سلطات الاحتلال لم تعطهم أي كتب بمصادرة الأعمدة، بينما قدمت لأصحاب الكرفانين كتبًا بمصادرتها، ما يعني أن الأعمدة الأثرية تعرضت للسرقة في وضح النهار.

وزعم ضابط "الإدارة المدنية" أن هذه منطقة أثرية ويجب الحفاظ عليها، ولأن السلطة الفلسطينية لم تحافظ عليها هم يريدون القيام بذلك، لكن، وفقًا لنصر العطاري، فإن العملية كلها مجرد سرقة وليس للحفاظ على الأرض، فهذه الآثار فلسطينية وتقع في أرض فلسطينية ولا سلطة للاحتلال عليها.

من جانبه، قال وكيل وزارة السياحة والآثار صالح طوافشة، إن هذه الآثار يفترض أن تكون في سياقها الطبيعي الحضاري وفي موقعها الأثري ويمنع نقلها منه، وبالتالي فإن ما قام به الاحتلال هو سرقة آثار، مؤكدًا أن هذه المنطقة تتبع إداريًا للسلطة الفلسطينية ويمنع دخولها، لكن الاحتلال صعد في آخر فترة من نشاطه ضد التراث الوطني الفلسطيني.

ترتفع خربة "طرفين" حوالي 800 متر عن سطح البحر وتبلغ مساحتها نحو 100 دونم، وتحت أرض الخربة توجد مدينة قديمة، وهناك بعض الأبواب والسراديب يمكن مشاهدتها تحت الأرض

واعتبر صالح طوافشة دخول مواقع أثرية ونهب مواد أثرية موجودة فيها "سابقة خطيرة"، منوهًا أن مثل هذه الجرائم تكررت أكثر من مرة في الأشهر الماضية، "ونحن بدورنا نتابع عن كثب ما يجري من سرقة للآثار من قبل الاحتلال".

جدير بالذكر أن خربة "طرفين" تقع جنوب شرق بلدة عطارة شمالي مدينة رام الله ومطلة على الشارع الالتفافي المعروف باسم وادي البلاط، وقد مرت بها عدة فترات تاريخية، لكن أقدم الدلائل في الموقع تعود للعصور البرونزية ثم الفترة الرومانية والبيزنطية والفترات الإسلامية، وفق نصر العطاري.

وترتفع خربة "طرفين" حوالي 800 متر عن سطح البحر وتبلغ مساحتها نحو 100 دونم. وأفاد العطاري أن تحت أرض الخربة توجد مدينة قديمة، وهناك بعض الأبواب والسراديب يمكن مشاهدتها تحت الأرض، أما ما هو ظاهر فهو بعض السلاسل الحجرية القديمة والأعمدة.