سلطت حادثة طعن رئيس هيئة الجنايات في محكمة بداية طولكرم القاضي عماد ثابت، يوم الإثنين، الضوء من جديد على عدد من الاعتداءات التي شهدتها مناطق عدة في الضفة الغربية خلال الأشهر الماضية، دون إلقاء القبض على الجناة، لعل أبرزها إطلاق النار على نائب رئيس المجلس التشريعي السابق ناصر الدين الشاعر.
ونظم القضاة وقفة احتجاجية، اليوم الثلاثاء، أمام مختلف محاكم الضفة الغربية، للتعبير عن رفضهم لحادثة الاعتداء على القاضي ثابت، والتضامن معه، مطالبين بتوفير الحماية لهم.
وقفة اليوم تأتي من قبل القضاة لدق ناقوس الخطر، لأن هذا الاعتداء هو الاعتداء الأول الظاهر، ولكن سبقه الكثير من الاعتداءات اللفظية التي تطال القضاة والسلطة القضائية
وعبر المتحدث باسم مجلس القضاء الأعلى رائد عساف عن رفضه لأي اعتداء بحق أي شخص بغض النظر عن مسمى هذا الشخص، داعيًا في تعقيب لـ الترا فلسطين، الأجهزة الأمنية المختصة إلى سرعة إلقاء القبض على كل شخص يقوم بالاعتداء على أي شخص آخر، بغض النظر عن صفته أو المسمى، لأن الاعتداء مستنكر على أي شخص، فما بالك لو كان على شخص له صفة اعتبارية.
وأكد رائد عساف، أنه يجب على أجهزة الأمن سرعة القبض على هؤلاء الأشخاص، حتى تأخذ العدالة مجراها، لأن كل اعتداء على أي انسان غير مقبول وغير مبرر.
وقال عساف، إن وقفة اليوم تأتي من قبل القضاة لدق ناقوس الخطر، لأن هذا الاعتداء هو الاعتداء الأول الظاهر، ولكن سبقه الكثير من الاعتداءات اللفظية التي تطال القضاة والسلطة القضائية والمحاكم وتعميمات وليست نابعة عن تجارب شخصية.
وأكد، أن حماية القضاة واستقلال السلطة القضائية ليس مطلب القضاة وحدهم فقط، وإنما هو مصلحة مجتمعية ومطلب مجتمعي، لان من أهم السمات التي تميز أي مجتمع ديمقراطي متحضر بأن يحافظ على استقلال القضاء والسلطة القضائية.
واعتبر رائد عساف، أن عمل القضاة ليس عملاً وظيفيًا عاديًا "وإنما يتصل بحقوق الناس وأعراض الناس وبالمال"، مضيفًا أن حماية القاضي الشخصية لا تكون بطلب، وإنما على المجتمع أن يحافظ على استقلال القضاء وحماية القضاة من أي تدخلات.
وشدّد أن حادثة الاعتداء على القاضي عماد ثابت لن تمر مرور الكرام، "ويجب أن يتم معاقبة الشخص المعتدي عقابًا رادعًا لتطاوله على قيمة قانونية وقضائية، وليس فقط الاعتداء على شخص، لأن الاعتداء بالضرب على أي إنسان مستنكر وغير مبرر فما بالك لو كان هذا الشخص قاضيًا؟".
للقضاة مطالب عدة، الأول هو الحفاظ على استقلال القضاء، وهناك مطالب أخرى مثل إنشاء أبنية "تحافظ على كرامة القاضي والمتقاضي"، وتوظيف عدد كاف من القضاة والموظفين والكادر الإداري
وحول مطالب القضاة، قال إن للقضاة مطالب عدة، الأول هو الحفاظ على استقلال القضاء، وهناك مطالب أخرى مثل إنشاء أبنية "تحافظ على كرامة القاضي والمتقاضي"، حيث أن محكمة صلح رام الله على سبيل المثال "بناء ومقر لا يحقق الكرامة الإنسانية لا للقاضي ولا للمتقاضي"، ومنذ عامين يطالبون بنقل المقر إلى مقر "يلبي الكرامة الإنسانية" حسب قوله.
وأضاف، أن لديهم مطالب عديدة رفعت للجهات المعنية، مثل توظيف عدد كاف من القضاة والموظفين والكادر الإداري، "ولكن للأسف دائمًا ما تصطدم بالإمكانيات المادية"، بحسب عساف.
وتعرّض رئيس هيئة الجنايات في محكمة بداية طولكرم القاضي عماد ثابت، بعد ظهر يوم الإثنين، لعدة طعنات أمام منزله من قبل أحد المتهمين من أصحاب السوابق، ما أدى لإصابته بجروح في أنحاء مختلفة من جسمه، استدعت نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، وفقًا لمجلس القضاء الأعلى.
