الترا فلسطين | فريق التحرير
استعرض المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل التطورات التي تشهدها "جولة التصعيد الحالية" وفق وصفه، مقارنة بـ"انتفاضة المنفردين" التي شهدتها الضفة الغربية والقدس في عام 2015، معتبرًا أن نوعية السلاح هي أبرز ملامح هذه الجولة.
منفذو العمليات في "الموجة" الحالية أكبر سنًا من "انتفاضة المنفردين"، ومزودون بوسائل قتالية "فتاكة"، وهذا ما كان ينقص منفذي العمليات المنفردة في انتفاضة المنفردين في عام 2015
وقال عاموس هرئيل، إن منفذي العمليات في "الموجة" الحالية أكبر سنًا من "انتفاضة المنفردين"، ومزودين بوسائل قتالية "فتاكة"، وهذا ما كان ينقص منفذي العمليات المنفردة في انتفاضة المنفردين في عام 2015، حيث كان سلاح "الكارلو" محلي الصنع -الذي تكرر تعطله أثناء تنفيذ العمليات- هو السلاح المفضل حينها، أما الآن فيتم استخدام مسدسات وبنادق من طراز M16 ورشاشات من طراز كلاشنكوف، وهذا السلاح جزءٌ منه تم تهريبه من الأردن ولبنان.
وأوضح هرئيل، أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية قلقة من الاهتمام البالغ الذي تظهره التنظيمات الفلسطينية في الضفة الغربية بتطوير الصواريخ وإدخالها إلى المواجهة، إضافة إلى محاولة تنفيذ عمليات باستخدام طائرات مسيرة صغيرة.
وأضاف: "السقف الذي لم يتم خرقه حتى الآن هو العودة إلى العمليات الانتحارية، فالتنظيمات الفلسطينية مترددة في الذهاب إلى هذه باعتبارها السبب في فشل الانتفاضة الثانية، لكن العبوات الناسفة التي تم تفجيرها في قوات الجيش خلال الشهور الماضية تدل أن قدرات تصنيع عبوات قاتلة عادت مجددًا إلى الميدان."
يُشار أن الشهور الأخيرة شهدت عمليتي تفجير عبوات ناسفة كبيرتين، إحداهما قبل أقل من عام، وتحديدًا في شهر تشرين ثاني/نوفمبر 2022، عندما قام الأسير إسلام فروخ بإعداد عبوتين وتفجيرهما في محطتي للحافلات بالقدس، وقد أسفرت العملية المزدوجة عن مقتل مستوطن وإصابة 26 آخرين. أما العملية الثانية فهي تفجير مصفحة "الفهد" في مخيم جنين خلال شهر حزيران/يونيو، وقد أسفرت عن إصابة خمسة جنود في وحدة المستعربين.
وقبل ذلك، في عام 2016، شهدت مدينة القدس عملية تفجيرية نفذها الشهيد عبد الحميد أبو سرور في حافلة إسرائيلية، وأسفرت عن إصابة 21 مستوطنًا. ثم في عام 2019، تم تفجير عبوة في عين بوبين قضاء رام الله، وقد أسفرت العملية عن مقتل مستوطنة وإصابة ثلاثة آخرين، وتم اعتقال أعضاء الخلية المسؤولة عن العملية، وهم أعضاء في الجبهة الشعبية.
ويصف الخبراء الأمنيون الإسرائيليون، زراعة العبوات الناسفة الموجهة عن بُعد بأنها "حرب أشباح"، إذ يملك المنفذ زمام المبادرة بينما المستهدف يكون في دائرة رد الفعل. ولا تصل مثل هذه العمليات مرحلة التنفيذ إلا بعد الفشل الجهد الاستخباري الوقائي المتواصل الذي يقع على عاتق جهاز "الشاباك"، إضافة إلى إخفاق العمل الشرطي في موقع التفجير، ما يتيح للمنفذ رصد المكان ثم زرع العبوة والانسحاب بانتظار لحظة التنفيذ.
ويستغرق تنفيذ عملية تفجيرية استعدادات تستمر لأسابيع طويلة، بدءًا من تجميع مكونات العبوات ثم تصينعها ثم جمع معلومات استخبارية تسبق التنفيذ. كما أن نجاح هذه العمليات يعني أن "الشاباك" وشرطة الاحتلال والجيش يقفون أمام عمل منظم، وهي المرحلة القديمة - الجديدة التي عاد لها العمل المقاوم في الضفة الغربية بعد سنوات من الانقطاع بسبب الظروف الأمنية المعقدة.