الترا فلسطين | فريق التحرير
مرة أخرى، دوّت "عبوة التامر" في مخيم جنين، مع إطلاق جيش الاحتلال "عملية عسكرية" أطلق عليها اسم "البيت والحديقة"، يوم الإثنين، لتتصاعد ألسنة الدخان من الآليات العسكرية في المخيم مؤكدة قوة العبوة المصنوعة محليًا بقوة وتقنية مفاجئة لجيش الاحتلال.
تحمل "عبوة التامر" اسم الشهيد تامر النشرتي (23 سنة) من مخيم جنين، وقد شكلت صدمة للاحتلال أبرزتها وسائل الإعلام، بسبب ضخامة العبوة المكونة من 40 كغم من المتفجرات، وقدرتها على تفجير جزء كبير من مصفحة "الفهد" وإعطابها
وكانت "كتيبة جنين" كشفت عن "عبوة التامر"، التي تحمل اسم الشهيد تامر النشرتي، وقالت إنها أدخلت إلى الخدمة الميدانية خلال تصدي الكتيبة لاقتحام قوات الاحتلال لبلدة "كفردان" غربي جنين، مطلع شهر كانون الثاني / يناير من العام 2023. آنذاك، قالت "كتيبة جنين" في بيانها حول العبوة: "أعددنا لكم ما لا يسركم، فاليوم نحن بكامل جهوزيتنا القتالية والدفاعية، ولقد أعددنا لكم أصنافًا من الموت".
وظهرت "عبوة التامر" بقوة مرة أخرى في جنين بتاريخ 19 حزيران/يونيو، عندما فجرتها "كتيبة جنين" في مصفحة "الفهد" الإسرائيلية في محيط مخيم جنين، لتشكل صدمة للاحتلال أبرزتها وسائل الإعلام في حينه، بسبب ضخامة العبوة المكونة من 40 كغم من المتفجرات، وقدرتها على تفجير جزء كبير من مصفحة "الفهد" وإعطابها، وإصابة ستة جنود كانوا بداخلها، ما استدعى اقتحامًا كبيرًا من قوات الاحتلال للمخيم من أجل إخراج هذه الآلية، استغرق ثماني ساعات، وتخلله إعطاب خمس آليات أخرى على الأقل.
وتحمل "عبوة التامر" اسم الشهيد تامر النشرتي (23 سنة) من مخيم جنين، الذي ارتقى في شهر كانون أول/ديسمبر 2022، إثر انفجار عبوة ناسفة كان يعكف على صناعتها، حيث بقي في المستشفى لعدة أيام بحالة حرجة، قبل إعلان ارتقائه.
وأعلنت "كتيبة جنين"، آنذاك، إن تامر النشرتي "كان من أبرز مقاتليها الشجعان ومن أوائل المنتسبين لها (..) وقد تولى أكثر من مهمة جهادية وقام بواجبه على أكمل وجه".
وفي التغطية الإسرائيلية حول "عبوة التامر"، لم يستبعد مسؤول عسكري إسرائيلي أن تكون العبوة التي تم تفجيرها في مصفحة "الفهد" قد وصلت لمخيم جنين من الخارج، فهي شبيهة إلى حد كبير بالعبوات التي تصنعها المقاومة في غزة. وقال إن الجيش يحقق في مصدر هذه العبوة، وفي حال تبين أنها صناعة محلية وليست من الخارج، وهو ما أكدته "كتيبة جنين" بالفعل، فهذا يعني تطورًا كبيرًا في قدرات المقاومة في مخيم جنين، على الرغم من الحصار المشدد الذي يفرضه الجيش منذ ستة شهور على الأقل لمنع وصول مواد "ثنائية الاستخدام" إلى المخيم، يمكن الاستعانة بها في تصنيع مثل هذه العبوات.
وبعد تفجير مصفحة "الفهد"، تضاعف التحريض الإسرائيلي على تنفيذ عملية عسكرية قوية ضد جنين ومخيمها، باعتبار أن امتلاك المقاومة مثل هذه العبوات الناسفة هو تطور خطير يُنذر بعواقب وخيمة على مستوى قدرات المقاومة من جهة، والأمن الشخصي للمستوطنين من جهة أخرى.
يُشار أن مصفحة "الفهد" دخلت الخدمة في جيش الاحتلال رسميًا في عام 2021، ويُفترض أنها مصفحة متطورة وآمنة للأغراض العسكرية ولنقل المصابين أيضًا، ومخصصة للعمل في جميع التضاريس، ومصممة للتعامل مع المتفجرات وإطلاق النار.