26-أغسطس-2023
صنبور مياه

منذ بداية الصيف تتوالى انقطاعات المياه عن بلدة بيرزيت، إحدى أكبر بلدات محافظة رام الله والبيرة، ما دفع بالأهالي لإعلاء صوتهم وتنظيم احتجاجات على انقطاع المياه، موجهين اللوم على البلدية ومصلحة المياه.

بلدة بيرزيت التي تضم ثلاث مؤسسات ضخمة وأهمها جامعة بيرزيت، ويصل عدد سكانها إلى أكثر من 16 ألف نسمة، تحصل على الماء مرة كل أسبوعين، وعند وصول المياه يكون الضخ ضعيفًا

بيرزيت مجمع سكني كبير، وعدا عن سكانها الأصليين، يعيش فيها آلاف الطلبة في جامعة بيرزيت والموظفين والعمال لقربها من مدينة رام الله، حيث يناهز عدد سكانها 15 ألف نسمة. وفي الوقت الذي يحمل فيه السكان، البلدية ومصلحة مياه القدس المسؤولية عن أزمة المياه، تنفي البلدية مسؤوليتها، فيما لم ترد المصلحة على هذه الاتهامات.

تروي سلام أبو شرار، وهي من سكان بلدة بيرزيت، أنها تعيش في عمارة سكنية كبيرة فيها 22 شقة، ومنذ بداية الصيف هناك أزمة حقيقية في المياه، وصاحب العمارة يضطر لشراء خزانات المياه لسد احتياجات السكان، لكنها في إحدى المرات انقطعت بشكل كامل عن الشقق، بينها شقق وصل انقطاع المياه بالكامل عنها إلى ثلاثة أيام، أما بالنسبة لها فكان الانقطاع لمدة 24 ساعة.

وتقول سلام أبو شرار لـ"الترا فلسطين"، إن هذه الانقطاعات أثرت بشكل كبير على حياتها، فلم تتمكن من القيام بأبسط الأمور مثل غسل يديها أو الاستحمام أو الطبخ أو حتى الشرب، وكانت الحياة صعبة ومستحيلة بدون ماء.

اليوم السبت، توجه مواطنون من سكان بيرزيت إلى البلدية للاحتجاج على هذه الأزمة، وطالبوا البلدية الضغط بشكل أكبر على مصلحة المياه لحلها. وكان السكان قد أصدروا بيانًا باسم "سكان مناطق بيرزيت" بسبب تفاقم أزمة المياه، قالوا فيه: "ندرك الأثر السيء للوضع السياسي وخاصة الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال لكميات المياه وقرار الحكومة الإسرائيلية بتقليل كمية المياه الممنوحة للفلسطينيين، ولكن هذا لا يعني أن لا يبحث عن حلول وتقليل التحديات الخاصة بهذا الجانب، وهذا يجب أن تقوم به مصلحة المياه مع البلديات ضمن خطتها الاستراتيجية".

وأضاف البيان، أن بلدة بيرزيت التي تضم ثلاث مؤسسات ضخمة وأهمها جامعة بيرزيت، ويصل عدد سكانها إلى أكثر من 16 ألف نسمة، تحصل على الماء مرة كل أسبوعين، وبالتأكيد في ظل عدد السكان الكبير والطلاب والعاملين، فإن كمية المياه التي يتم ضخها وبهذه الفترة الزمنية البعيدة لا تكفي حاجة الناس من المياه التي تمنحها المصلحة.

وتابع البيان: "ما فاقم من الأزمة تردي البنية التحتية التي تحتاج الى إعادة تأهيل لضمان عدم تسرب الماء والكفاءة في التوزيع وأيضًا التراخيص اليومية والمجنونة التي تمنحها بلدية بيرزيت للبناء يوميًا بدون أي خطة لمواجهة المشكلات الناجمة عن ذلك".

وطالب السكان في بيانهم مصلحة المياه "صاحبة الاحتكار"، بتطوير وإعادة تأهيل البنية التحتية للمياه والخدمات الصحية وزيادة عدد المضخات المركزية في البلدة، وأن تلتزم مصلحة مياه محافظة القدس بضخ المياه لمدة لا تقل عن ثلاثة أيام أسبوعيًا في كل أحياء البلدة بدون تمييز.

كما طالبوا بلدية بيرزيت "بتحمل كافة مسؤولياتها في متابعة مشكلة المياه مع المصلحة وضمان وصولها إلى المواطنين دون الحاجة في كل مرة أن يقوم المواطن برفع اعتراضات ومكالمات هاتفية ومرافعات ومطالبات يستفسر فيها عن وقت وصول المياه، أو إذا كان سيحصل على الماء بالأساس".

كما طالبوها بإيجاد حلول للأزمة، "مثل الاستفادة من حاووز الماء (بحسب المعلومات معطل غير مستخدم حاليًا) واستخدام مياه العيون بالطريقة الأمثل لخدمة السكان في أوقات انقطاع المياه ومراقبة البناء وضمان وإلزام أصحاب العقارات بتشغيلها والمحافظة عليها وعلى نظافتها".

من جانبها، ديانا الصايج رئيسة بلدية بيرزيت أكدت لـ الترا فلسطين وجود أزمة كبيرة في المياه هذا العام، وهي أكبر من الأزمة المعتادة في السنوات السابقة، مبينة أن أبرز أسباب هذه الأزمة في بيرزيت "بوصول الكثير من الزائرين من الخارج، وامتلاء العمارات السكنية في بيرزيت بالسكان".

وأوضحت ديانا الصايج، أنه بالإضافة إلى الأسباب السابقة، فإن السبب الرئيسي للأزمة الشديدة هذه السنة هو عدم التزام المصلحة بإعطاء الكميات كما يجب، بحجة أن المصدر (إسرائيل) لا تعطيهم الكميات اللازمة، معتبرة أن مبرر مصلحة المياه "غير صحيح، لأن هناك مناطق أخرى لا تنقطع عنها المياه، منها المدن الكبيرة".

نفت ديانا الصايج مسؤولية بلدية بيرزيت عن الأزمة، وقالت: خلال الاجتماعات مع المصلحة حول الأمر، تقول إن الاحتلال هو الذي لا يُقدم الكميات اللازمة، ولكن نحن نقول أن هناك سوء توزيع لدى المصلحة

وأفادت الصايج، أن المياه لا تصل إلى بيرزيت إلا مرة كل أسبوعين، وعند وصولها يكون الضخ ضعيفًا، وخلال الاجتماعات مع المصلحة حول الأمر، تقول إن الاحتلال هو الذي لا يُقدم الكميات اللازمة، "ولكن نحن نقول أن هناك سوء توزيع لدى المصلحة".

وأضافت، أن لدى السكان في بيرزيت احتجاجات وقد حضروا إلى البلدية، وأبدوا تفهمهم لموقف البلدية وأنها ليست السبب، "ولكن طالبونا بمزيد من الضغط على المصلحة، وغدًا (الأحد) هناك اجتماع مع المصلحة هو الرابع حول الأمر".

ونفت ديانا الصايج أن تكون لبلدية بيرزيت أي مسؤولية حول هذه الأزمة، "فنحن يوم الجمعة فقط اتصلنا خمس اتصالات على مصلحة المياه، واجتمعنا معهم عدة مرات"، مبينة أن الضغط الذي قامت به البلدية على المصلحة تعهدوا اليوم (السبت) ببقاء طواقمها في بيرزيت حتى وصول المياه لكل المناطق، ولو استمر الأمر ليومين متواصلين.

وردًا على مطالب السكان بإيجاد حلول للمياه خارج نطاق المصلحة، أجابت ديانا الصايج: "حاووز المياه قديم وفيه مشاكل وغير صالح للتعبئة، وحتى لو كان جاهزًا فهو يحتاج إلى المياه للتعبئة والمياه مقطوعة بالأصل".

وللرد على الاتهامات الموجهة لمصلحة المياه، تواصلنا مع مدير مصلحة مياه القدس عبد الخالق الكرمي وهو الشخص الوحيد المخول في الشركة، ولكن اتصالاتنا المتكررة لم تلق أي رد.