ضجّت فلسطين بقصة رجل قال إنه جاء من جنوب أفريقيا إلى القدس مشيًا على الأقدام، وأقام في المدينة بعد أن تعذّر عليه مواصلة رحلته إلى الحج بسبب جائحة كورونا، ليحصل على رعاية خاصة في المدينة المقدسة، قبل أن يُفجر لقاؤه مع رئيس الوزراء محمد اشتية جدلاً كبيرًا حول رحلته واتهامات بالنصب والاحتيال يواجهها في بلاده، ما دفع مكتب رئيس الوزراء لحذف خبر اللقاء عن صفحته الرسمية.
رئيس الوزراء استقبل شهيد ستكالا فوصلت أخباره إلى جنوب أفريقيا حيث نشر صحافيٌ قصته
الصحافي فيصل سيّد من جنوب أفريقيا، شارك خبر لقاء شهيد بن يوسف ستكالا مع اشتية، محذرًا من أن رحلته إلى القدس "ليست إلا محاولة للهروب من القضايا التي تلاحقه في بلاده، وسرقة المزيد من الأموال"
وأشار إلى أنه عرض قصص بعض ضحايا "النصاب" في برنامجه التلفزيوني، مشيرًا إلى أن جرائم النصب هذه تركزت في رحلات الحج والعمرة.
المحامي حمزة قطينة من القدس كان من أوائل الفلسطينين الذين تابعوا قصة هذا الشخص، مبينًا أن أهل القدس أكرموه ووفروا له المبيت في فندق والغداء طوال الشهرين الماضيين.
وأوضح قطينة لـ الترا فلسطين، أن "حقيقة الرجل" تم فضحها بعد لقائه مع اشتية، حيث انهالت الاتصالات من أشخاص في جنوب أفريقيا مع معارفهم في القدس، محذرين من أن الشخص "مشهور بجمع الأموال من الناس لتوفير رحلات حج وعمرة ثم النصب عليهم، وأنه مطلوبٌ في جنوب أفريقيا وهارب منذ أكثر من سنة".
وبيّن أن التخوفات الآن من أن يقوم هذا الشخص "بنصبة كبيرة" تؤدي لتوتر العلاقات بين فلسطين وجنوب أفريقيا، مضيفًا أن رواية وصوله على الأقدام لا يوجد أي دليل عنها.
المحامي قطينة: ستكالا طلب دعمًا ماليًا بحجة أنه لا يجد مكانًا للمبيت رغم توفير إقامة له في فندق بالقدس
وأشار إلى أن "ستكالا" طلب مبالغ كبيرة من عدة جهات زاعمًا أنه لا يجد مكانًا للمبيت، رغم توفير إقامة له في فندق مع الطعام، مضيفًا أنه كان مع آخرين من القدس قدموا له مساعدات مالية من أجل المبيت، "لكنها ليست مبالغ كبيرة".
في المقابل، شارك "ستكالا" منشوراتٍ على حسابه في موقع "فيسبوك" ردًا على الاتهامات الموجهة له، فاتهم الصحافي سيّد بأنه هو من يُمارس الخداع، مؤكدًا براءته من هذه التهم.
ونشر "ستكالا" صورًا من رحلته التي يقول إنه بدأها في شهر آب/أغسطس 2018، وتوقفت في القدس منذ شهر شباط/فبراير الماضي، بسبب الإغلاقات التي صاحبت جائحة كورونا.
وأثارت القصة ضجة كبيرة بين الفلسطينيين، فدافع الصحافي عماد الأصفر عنه بالقول إنه حصل على البراءة من التهم في جنوب أفريقيا، منتقدًا الهجوم عليه.
من جانبه، انتقد الفنان كامل قلالوة تناقل رواية موحدة حول الرجل دون التوثق منها، مشيرًا إلى وجود رواية أخرى بأن الرجل حصل على البراءة من التهمة التي كانت موجهة أصلاً ضد الشركة التي هو شريك فيها وليس ضده شخصيًا.
في حين، نقل الصحافي أمير أبو عرام جزءًا من الرواية التي يسردها "شهيد" حول رحلته نحو القدس، ومنها تعرضه للخطف في سيناء ثم الإفراج عنه.
أما الصحافي علي نصر عبيدات فشارك عدة منشورات ساخرة، كان منها صورة لحذاء "شهيد" ونسخة من تقرير صحافي حوله، متسائلاً: "هذا حذاء شخص أتى إلى القدس مشيًا على الأقدام؟".
اقرأ/ي أيضًا:
فيديو | شركة طيران إماراتية تروّج لـ "إسرائيل" بالهيكل والشكشوكة