06-يناير-2024
الاحتلال الإسرائيلي

الترا فلسطين | فريق التحرير

نشرت صحيفة هآرتس العبرية تحقيقًا حول كتائب المستوطنين في الضفة الغربية، والتي شكلها جيش الاحتلال. وتضم في صفوفها الآلاف من المسلحين الذين يشاركون في تنفيذ هجمات العنيفة ضد الفلسطينيين.

‏التحقيق الذي أعدته الصحفية هاغار شيراف جاء بعنوان: "قام الجيش الإسرائيلي بتجنيد الآلاف من المستوطنين في كتائب الدفاع الاقليمية عن المستوطنات".

وكتبت الصحيفة: "تتراكم الأدلة على ارتكابهم أعمال العنف. لقد تضاعف عدد المجندين خمسة أضعاف منذ بداية الحرب، وفي الوقت نفسه تراكمت المزيد والمزيد من الأدلة حول المستوطنين من الجيش الذين يهاجمون الفلسطينيين ويهددونهم".

وواصلت الصحيفة: "يقول ناشط اجتماعي اسرائيلي في الخليل: أستطيع التعامل مع الجنود حتى لو كانوا متعصبين، لكن المستوطنين بالزي العسكري يستحيل التعامل معهم". كما سردت الصحيفة شهادة لسيدة فلسطينية جاء فيها: "بعد أسبوع من الحرب، صعدت عائشة العزة 19 عاماً من الخليل، إلى سطح منزلها. وقف أمامها رجل تعرفت على وجهه، وهو أحد جيرانها وهو مستوطن. لكن في ذلك اليوم كان هناك شيء غريب، كان يرتدي زيًا عسكريًا، وكان مسلحًا ببندقية M16".

تواصل السيدة الفلسطينية شهادتها: "لقد شتمني، ووصفني بالكلبة، وشحذ بندقيته بالرصاص، كما رشقني بالحجارة" وعرضت الصحيفة شهادة للسيدة الفلسطينية نفسها، فقبل حوالي شهر في طريق عودتها إلى منزلها من نقطة التفتيش، التقت بمستوطن آخر يعيش بالقرب منها، وكان يرتدي أيضًا زيًا عسكريا رسميًا. وطلب منها أن تظهر له بطاقة هويتها ثم هاتفها أيضًا. وعندما رفضت تسليمه الجهاز، هددها بالاعتقال. وتقول: "المستوطنون كجنود أصعب بكثير من الجنود النظاميين، والآن هم المسؤولون هنا".

وزادت الصحيفة العبرية: "جيران الفتاة الفلسطينية "عائشة العزة" هما اثنان من آلاف المستوطنين الذين تم تجنيدهم في جيش الاحتياط عندما اندلعت الحرب. في المجمل، تم تجنيد حوالي 5500 من سكان المستوطنات في كتائب الدفاع الإقليمي للخدمة في مستوطناتهم وبالقرب من القرى الفلسطينية المجاورة. بعد تجنيدهم، توسعت صفوف كتائب المستوطنين خمسة أضعاف، ويخدم الآن حوالي 7000 شخص في الكتائب بما في ذلك أعضاء وحدات الطوارئ في المستوطنات، الذين تم تجنيدهم بموجب امر استدعاء جنود خدمة الاحتياط رقم 8".

وطبقا للصحيفة "في الأيام العادية، تتولى كتائب الجيش في المستوطنات مسؤولية ما يعرف بتأميم المنطقة الأمنية للمستوطنة، وهو مصطلح غامض يختلف معناه الفعلي من مكان إلى آخر، لكن منذ أن توسعت صفوفهم، يبدو أن أنشطة بعض الكتائب بدأت تنحدر إلى أعمال عنف ومضايقات وتهديدات ضد الفلسطينيين الذين يعيشون في المنطقة المصنفة ج".

وتكمل الصحيفة: في 16 أكتوبر، على سبيل المثال، في فترة ما بعد الظهر، دخل جنود من  هذه الكتائب ومستوطن معروف إلى قرية  سوسيا، مع جرافة. وتعرف الفلسطينيون على سائق الجرافة بأنه مستوطن يعيش في بؤرة استيطانية قريبة. ووفقًا لإفادتهم، فإن الجنود والمستوطنين دمروا المباني والبنى التحتية والمحاصيل الزراعية، وأغلقوا الطرق المؤدية إلى القرية، ومنعوا الأهالي من مغادرة منازلهم. وعندما غادروا أخيرًا، اكتشف السكان تدمير ثلاثة صهاريج وأنابيب مياه ومبنى؛ إغلاق مغارة وإغلاق الطرق المؤدية إليها واقتلاع أشجار الزيتون والعنب".

 وعرضت الصحيفة شهادة المحامي كيمار ماشيركي من منظمة "حاكيل" والذي توجه فورًا إلى الإدارة المدنية لمعرفة ما إذا كان قد صدر أمر بهدم المباني في القرية. وكان الجواب "لا"، واعترف الجيش الإسرائيلي لاحقًا بأن القوة تجاوزت المهمة التي أرسلت إليها. وأضاف أنه يجري التحقيق في الحادث، وذلك حسب الصحيفة العبرية.

‏وخلصت الصحيفة إلى أنه الهجمات التي تنفذها كتائب المستوطنين في منطقة الخليل يجري استنساخها في وسط وشمال الضفة الغربية بنفس الطريقة على حد تعبيرها.