07-أكتوبر-2017

"الخطر الأكبر على إسرائيل هو القادم من لبنان، لكن الخطر الواقعي يأتي من غزة"، هكذا تحدث العقيد اتسيك ترجمان، رئيس وحدة تنسيق العمليات في جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال لقاء خاص أفردت له صحيفة "يديعوت أحرنوت" مساحة هامة من ملحقها الأسبوعي، أكد فيه على المصاعب التي تسببت بها أنفاق المقاومة في غزة، وتحدث عن جانب من عمل وحدته، وعن المخاطر الحقيقية التي تواجهها إسرائيل، واحتمالية اندلاع حرب جديدة.

"قائد البئر" كان العنوان الذي منحته "يديعوت" للحوار مع ترجمان، وهو الضابط الذي قالت إنه أدار من أعماق "البئر" في مقر هيئة أركان جيش الاحتلال في "تل أبيب"؛ مئات العمليات السرية في ساحات قريبة وأخرى بعيدة.

ضابط إسرائيلي كبير يكشف كيف كان المقاومون في غزة يظهرون من كل مكان تحت الأرض، مستخدمين الأنفاق التي لم تعلم إسرائيل حقيقتها

يقول ترجمان، إنه بعد 42 دقيقة من انطلاق العدوان البري على قطاع غزة، الذي أعقب أيامًا من الغارات الجوية، قال له ضابط في لواء "غولاني" بالجيش: "لقد وصلنا للنهاية"، يضيف ترجمان، "بعد ذلك بدأ سقوط المصابين، لأن كل المناطق التي تخطيناها كانت فوق الأرض، وبعد ذلك بدأت مرحلة تحت الأرض. كانوا يثِبون من مكان، ثم يظهرون من مكان آخر، وعندما دخلنا لأول مرة إلى تل الهوى جنوب غرب قطاع غزة، صاح بي رئيس الأركان غانتس: فورًا طيروا للخلف".

اقرأ/ي أيضًا: إسرائيل تعترف: أنفاق المقاومة استعصت على الجيش

وتحدث ترجمان عن الآليات الجديدة التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي من أجل الكشف عن أنفاق المقاومة، وقطع الطريق عليها لمنع وصولها إلى الأراضي المحتلة عام 48، إذ يعتقد رئيس أركان الجيش، وقائد جهاز استخباراته "أمان"، أن حماس تعيش تحت تأثير الردع الناجم عن المواجهة البرية عام 2014، وأن هذا يدفعها للتسليم ببناء "العقبة تحت أرضية" أمام الأنفاق.

[[{"fid":"67471","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"1":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":330,"width":600,"class":"media-element file-default","data-delta":"1"}}]]

لكن ترجمان يخالف هذا الرأي، ويعتقد أن حماس قد تبادر لمواجهة جديدة من أجل منع اكتمال بناء العقبات تحت الأرض، ويقول: "المستوى السياسي ألزمنا بإنهاء أعمال بناء العقبة تحت أرضية قبل انتهاء عام 2019،  وهذا يجبرنا على التحلي بضبط النفس".

ويعترف بما أسماه "العمى الاستخباري" الذي واجه جيش الاحتلال حول تعديدات الأنفاق خلال عدوان 2014، مضيفًا، "لم نكن متمرسين في عالم القتال في أعماق الأرض. تهديد الأنفاق كان معلومًا بالنسبة لنا، لكن ليس بالمدى الذي واجهناه، واليوم مستعدون عملياتيًا ونفسيًا لمواجهة تهديد الأنفاق".

وطرحت صحيفة "يديعوت" على ترجمان، سؤالين من أكثر الأسئلة تداولاً في إسرائيل، حول التهديدات الحقيقية التي تحدق بها من جوارها، أو من دول أخرى، وكذلك حول احتماليات اندلاع حرب جديدة، فكانت إجابة ترجمان بأن التهديد الأقوى والمركزي يأتي من لبنان، لكن التهديد القابل للتحقق هو القادم من غزة.

ترجمان: التهديد المركزي يأتينا من لبنان، لكن التهديد الأقرب يأتينا من حماس، واندلاع الحرب مع غزة ممكن إذ وجّهنا ضربات عميقة لحماس

أما عن احتمالية الحرب، فيقول ترجمان إنه ليس لدى إسرائيل أو حماس رغبة في الحرب الآن، إلا أن شرارتها قد تشتعل من قبل الحركات السلفية في قطاع غزة، "فهؤلاء يطلقون النار لكي نضرب حماس، وفي حال جاءت ضرباتنا لحماس عميقة؛ فإنها ستقرر المبادرة لجولة جديدة".

وتحدث ترجمان لـ"يديعوت" عن ما أسماه "عصر التنافس على نشر المعلومات"، وتأثير ذلك على عمله، فيبيّن إن وسائل الإعلام أعلنت عن وقوع عمليات قبل وصول بلاغ حولها من الميدان، وقد كانت بعض هذه الأخبار مبنية على بلاغات كاذبة، وبعضها وصلت مكتب رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو.

ويوضح أن البلاغات القادمة من الميدان تحدد سلم الأولويات في نوع العملية التي ستُنفذ للتعامل معها، مبينًا أنه عندما تلقى الأنباء عن عملية مستوطنة "حلميش" التي نفذها الأسير عمر العبد، أطلق عملية "جيش السماء"، وهو مصطلح يشير إلى الإجراءت العسكرية التي تُتخذ في حال وجود احتمالية باحتجاز منفذي العمليات لرهائن وتحصنهم داخل مبنى، وتُستخدم خلالها طائرات مروحية، وطائرات، وقوات خاصة.

ويشير ترجمان إلى أن وحدة تنسيق العمليات التي يترأسها، تتولى حاليًا جمع المعلومات من كافة الأطراف ونقلها إلى رئيس أركان الجيش، خلافًا لما كان عليه الحال في السابق، إذ أصبحت الآن مهمة قائد لواء المركز محصورة في الضفة الغربية، وقائد لواء الجنوب في قطاع غزة وأجزاء من شبه جزيرة سيناء، أما وحدته فتنظر إلى "جوهر الأحداث وتداعياتها، وإلى سلم الأولويات، ومدى قدرتها على إنجاز مهام محددة، وتحدد لرئيس الأركان أين يكمن التهديد الأكبر" وفق قوله.


اقرأ/ي أيضًا: 

هل تخترق أنفاق المقاومة العوائق الإسرائيلية؟

فيديو | كيف تلقت إسرائيل إخفاق جيشها في حرب غزة؟ 

أسرار المخابرات الإسرائيلية في كتاب.. ماذا جاء فيه؟