16-يناير-2018

بعد أنباء نسبتها مصادر إسرائيلية لجيش الاحتلال، الأسبوع الماضي، تحدثت عن تحديد الخلية المنفذة لعملية نابلس، عاد جهاز المخابرات "الشاباك" إلى الإقرار بعجزه عن حل لغز العملية، وفقاً لما نشرت إذاعة جيش الاحتلال، ما يشير إلى تسريبات قد تكون مقصودة من قبل أذرع الاحتلال بعد انقضاء أسبوع على العملية، وهو ما يؤكده تحليل نشره موقع "واللا" العبري، وكتبه أمير بوخطوط، المراسل العسكري للموقع.

وقال المصدر الإسرائيلي، إن التحقيق دخل مرحلة حرجة، لأن المنفذ لم يترك خلفه في ساحة العملية أو مسار الانسحاب أي دليل يكشف هويته، مضيفاً أن "الشاباك" ينتظر ارتكاب المنفذ خطأ يقود لكشف هويته.

"الشاباك" يقول إن التحقيق في عملية نابلس دخل مرحلة حرجة، وهو الآن ينتظر خطأ من المقاومين لكشف هويتهم

ولم يستبعد المصدر أن يكون منفذ العملية قد عمل بمفرده ولا ينتمي لأي فصيل، الأمر الذي سيجعل التحقيق أكثر تعقيداً، وفق قوله. فيما لفتت إذاعة جيش الاحتلال إلى أن "الشاباك" وجهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" يجريان تحقيقاً مشتركاً لاستثمار قدراتهما الاستخبارية بغية اعتقال المنفذ؛ سواء عمل بمفرده أو ضمن خلية.

اقرأ/ي أيضاً: عملية نابلس.. 40 ثانية فقط

 ويتفوق جهاز "الشاباك" في مجال مصادر المعلومات البشرية، وهي استجواب الأسرى، والمعلومات التي يقدمها العملاء. أما جهاز "أمان" فيملك قدرات في مجال التجسس الإلكتروني على الاتصالات وسجلات كاميرات الحراسة. 

وفي العادة، يكثف "الشاباك" في هذه المرحلة من نشر شائعات حول العملية، مثل انتحال صفة تنظيم معين وإعلان المسؤولية عن الهجوم، لدفع الفصيل المنفذ لإصدار بيان مضاد، وهذا يمنح "الشاباك" فرصة لكشف هوية المنفذ، أو نشر إشاعة عبر مواقع عبرية تفيد باعتقال المنفذين لاستدارجهم للاتصال بقيادتهم أو شركائهم لطمأنتهم.

ويواصل جيش الاحتلال مصادرة كاميرات مراقبة في قرى شمال الضفة الغربية، بحثاً عن دليل يمكن الاستفادة منه في أشرطة التسجيل، ما جعل نشطاء يطلقون دعوات إلى حذف أشرطة التسجيل لحماية المقاومين.

وكتب بوخطوط مراسل "واللا" تحليلاً في هذا السياق، أشار فيه إلى الاعتقالات التي طالت أشخاصاً "مشتبه بهم في أعمال مقاومة" وفق قوله، وذلك بهدف التحقيق معهم حول ما إذا كانوا على علاقة بالعملية، أو سمعوا شيئاً على الأرض، مضيفاً، "التاريخ يعلمنا انه في بعض الأحيان المعلومة تأتي من مكان غير متوقع إطلاقاً".

"الشاباك" يحاول إلقاء "شباك صيد سمك كبيرة" للعثور على معلومات حول المقاومين، وقد ينشر شائعات لدفعهم إلى ارتكاب خطأ

وقال بوخطوط إن "الشاباك" يحاول إلقاء "شباك صيد سمك كبيرة"، بهدف العثور على المعلومات في المناطق التي لم تخدم المقاوم في طريقه للهروب إليها، مؤكداً أن الأذرع العسكرية تنتظر خطأً يقوم به المنفذ للعملية أو الخروج من مكان الاختباء.

وأشار إلى أن المنفذ قد يكون مدنياً فلسطينياً غير مرتبط بما أسماها "بنية تحتية للإرهاب"، وبعد أن نفذ العملية عاد إلى طبيعته كأن شيئاً لم يحدث، مضيفاً أن هذا هو التحدي الأكبر أمام "الشاباك" والجيش، "وهما يأخذان كل شيء بعين الاعتبار في هذه المرحلة" وفق قوله.


اقرأ/ي أيضاً:

فيديو | عملية نابلس تخلق بلبلة لدى الإسرائيليين

تهديدان تخشاهما إسرائيل في عام 2018

هآرتس: حرب محتملة مع سرايا القدس قريباً