تلقّى الصحافي حسام سالم من قطاع غزة، اتّصالًا هاتفيًا يفيد بإنهاء عمله كمصوّر صحافي حر مع صحيفة "نيويورك تايمز"، وذلك بعد أيّام من نشر موقع "Honest Reporting" تقريرًا يتّهم سالم وصحفيين آخرين من القطاع (فادي حنونة وسليمان حجي) بـ "معاداة السامية".
الصحافي حسام سالم: ما يجري جهد مستمر ومنظّم لتشويه الصحفيين الفلسطينيين والتشكيك في نزاهتهم
وقرار فصل الصحافي حسام سالم، يأتي بعد أيام من طرد الصحافية الأمريكية "كاتي هالبر" ومنعها من تقديم برنامجها الصباحي في تلفزيون ذا هيل"Hill TV"، عقب إجرائها مقابلة مع العضو في مجلس النوّاب الأمريكي رشيدة طليب، الفلسطينية الأصل. والمقابلة التي لم يتم بثّها، وصفت فيها طليب "إسرائيل" بأنها "حكومة الفصل العنصري".
من حين لآخر تُقدم مؤسسات إعلامية عالمية مؤيّدة لـ "إسرائيل" على فصل صحافيين بتهمة "معاداة السامية" أو نشر محتوى مؤيّد للقضية الفلسطينية عبر منصّات التواصل الاجتماعي، مثلما فعلت "BBC" البريطانية مع الصحافية تالا حلاوة، أو "دويتشه فيله" الألمانية حين فصلت 7 صحافيين من القسم العربي، وهم: زاهي علاوي، وياسر أبو معيلق، وباسل العريضي، وداوود إبراهيم، ومرهف محمود، مرام سالم، وفرح مرقة، والأخيرتان كسبتا قرارات قضائية من محاكم ألمانية تفيد بأن فصلهما من العمل لم يكن مبررًا.
قرار الفصل تمّ بناء على تقرير نشره محرر هولندي إسرائيليّ، وصفهم بـ "جنود هتلر" و"معادي السامية"
وقال الصحفي حسام سالم لـ "الترا فلسطين" إنّه تم إبلاغه عبر مكالمة هاتفة مفاجئة من قبل موقع صحيفة "نيويورك تايمز"، بأنه سيتم وقف العمل معه، دون تقديم أي معلومات أخرى. مضيفًا أنّه فهم لاحقًا أنّ قرار فصله تم على خلفية إعداد تقرير نشره موقع "Honest Reporting" في 26 آب/ اغسطس، أعدّه محررٌ هولندي -حصل على الجنسية الإسرائيلية قبل عامين- صرّح لاحقًا بأنه نجح في طرد ثلاثة صحفيين يعملون مع صحيفة "نيويورك تايمز" في غزة، واصفًا إياهم بـ"معادي السامية"، ونشر بوستات تمجّد الشهداء والمقاومة.
وبدأ المصور حسام سالم العمل مع "نيويورك تايمز" عام 2018، وشارك في تغطية أحداث مسيرات العودة والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عامي 2021، و2022، كما شارك في تصوير تحقيق حول قتل الاحتلال للمسعفة رزان النجار. ويلفت إلى أن التقرير الذي استندت عليه "الصحيفة الأمريكية في قرار إقالته، أورد منشورات كتبها (حسام) على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، أعرب فيها عن دعمه للمقاومة في مواجهة جرائم الاحتلال، وإشادته بصمود الشعب الفلسطيني وتضحياته، ويترحّم على الشهداء، وأحدهم ابن عمّه.
وأعرب سالم عن أسفه لأنّ موقع "Honest Reporting" لم يكتف فقط بالتحريض عليه لدى "نيويورك تايمز"، بل لكونه حضّ جهات إعلامية أخرى على وقف العمل معه، لإلحاق أكبر قدر من الضرر به.
ووصف الصحافي الفلسطيني ما يجري في هذا السياق بأنه "جهد مستمر ومنظّم لتشويه صورة الصحفيين الفلسطينيين والتشكيك في نزاهتهم، لمجرد تغطيتهم للانتهاكات الإنسانية التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني".
الصحافية الأمريكية "كاتي هالبر" تم طردها من عملها هي الأسبوع الماضي، بعداستضافتها عضو مجلس النوّاب الأمريكي رشيدة طليب، للحديث عن أن "إسرائيل" دولة فصل عنصري
وبالعودة إلى الصحافية الأمريكية "كاتي هالبر" التي تم وقفها الأسبوع الماضي عن تقديم البرنامج الصباحي على منصّة "Hill TV" المملوكة لمجموعة "Nexstar Media Group" التي تمتلك أيضًا عشرات القنوات الإخبارية المحلية والفضائية. فقد ذكر موقع "ذا انترسيب" أنّ مسؤولًا تنفيذيًا في إحدى شركات البث الكبرى، أوقف بث مقطع على موقع "ذا هيل تي في"، تتحدّف فيه عضو الكونغرس رشيدة طليب، بأنّ "إسرائيل" تتمتع بخصائص دولة الفصل العنصري، وتطرّقت لتصريحات منظمات حقوق الإنسان بهذا الشأن، مثل منظمة "بتسيلم" و"هيومن رايتس ووتش" ومنظمة العفو الدولية. كما اقتبست طليب خلال حديثها عن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك قوله إن "إسرائيل يمكن أن تصبح دولة فصل عنصري إذا لم تغيّر مسارها".
وأشارت "هالبر" -مقدمة البرنامج- خلال النقاش مع طليب إلى القوانين الإسرائيلية التي تمنع الفلسطينيين من السفر بحريّة، أو العيش في "إسرائيل" حتى لو كانوا متزوجين من إسرائيلي/ة، وكذلك إلى القوانين التي تمنح أو تمنع دخول البلاد على أساس الدين أو العرق على وجه التحديد.
وشاركت كاتيا هالبر في حسابها على "تويتر" تغريدة كتبت فيها: "لقد تم فصلي بسبب انتقادي لإسرائيل" بعد أن أعادت تغريد ما كتبه الصحافي الفلسطيني حسام سالم، المفصول من "نيويورك تايمز" بعد التحريض عليه.
I was fired for criticizing Israel. Please direct message me! https://t.co/p4gD0p9AC3
— Katie Halper (@kthalps) October 5, 2022