27-أكتوبر-2022
القائمون على فكرة المشروع: ولاء مرتجى، ومؤمن السماك، وعلي عبيد

فاز ثلاثة خريجين من قطاع غزة بالمركز الأول عربيًا، كأفضل مشروع تخرّج في مسابقة تحدي العرب لإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي، والتي أقيمت في معرض جايتكس العالمي في دبي في أكتوبر/ تشرين أول الجاري، بعد أن حصولهم على المركز الأوّل في فلسطين.

المشروع الفائز بالمركز الأول في المسابقة التي شاركت فيها 12 دولة عربية، يتمثّل في ابتكار فرشة كهربائية ذكية تساعد في تقليب المرضى طريحي الفراش

والمشروع الفائز بالمركز الأول في المسابقة التي شاركت فيها 12 دولة عربية، يتمثّل في ابتكار فرشة كهربائية ذكية "Smart Air Mattress" تساعد في تقليب المرضى طريحي الفراش لمنع إصابتهم بالتقرّحات، وذلك عبر تطبيق هاتفي أو لوحة يدوية إلكترونية.

مؤمن السماك وعلي عبيد
مؤمن السماك وعلي عبيد

والخريجون الذين قدّموا المشروع هم ولاء مرتجى من قسم العلاج الطبيعي في الجامعة الإسلامية، ومؤمن السماك، وعلي عبيد من قسم هندسة المعدات الطبية في جامعة الأزهر بغزة.

وقال مؤمن السماك أحد أعضاء الفريق في حديث لـ "الترا فلسطين" إن فكرة الفرشة الذكية جاءت من قبل أحد أعضاء الفريق، والذي يعاني أحد أفراد عائلته من مرض يبقيه طريح الفراش، ما يتطلّب من العائلة تقليبه كل عدة ساعات حتى لا يصاب جسده بالتقرّحات. 

ضمن مسابقة تحدي العرب لإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي

وتابع السماك بدأنا العمل على الفكرة كمشروع تخرج، وخلال شهرين صنعنا نموذجًا أوليًا متقدّمًا، الأمر الذي أهّلنا للفوز بالمركز الأول على جامعات قطاع غزة، بعد ذلك حصلنا على المركز الأول على فلسطين، وهو ما أهّلنا لتمثيل فلسطين في مسابقة تحدي العرب في دبي والفوز بالمركز الأول كذلك. 

فرشة كهربائية ذكية تساعد في تقليب المرضى طريحي الفراش لمنع إصابتهم بالتقرّحات

ونظرًا لغياب تمويل للمشروع، أوضح السماك أنهم صنعوا النموذج الأول من الفرشة بواسطة أدوات وقطع محلية، ولم يتمكنوا من استخدام مواد عالية الكفاءة، أو بعض القطع والأدوات التي تحتاج إلى عملية تصنيع وفق مقاسات محددة. 

آلية العمل 

وعن آلية عمل الفرشة، بيّن السماك أن الفرشة مقسّمة إلى خمسة أجزاء ممتلئة بالهواء، ويتم التحكم من قبل الأهل عبر تطبيق جوال أو عبر ريموت إلكتروني بكمية الهواء الداخل والخارج من كل جزء،وبذلك يتمكن أهل المريض من تحديد الوضعية التي تريح المريض كتوجيهه إلى اليمين أو اليسار أو رفع رأسه وصدره، أو رفع قدميه، وفقًا لتوصيات الأطباء.

غياب الحاضنة

وأوضح السماك أن الفريق وصل إلى مرحلة البحث عن حاضنة حقيقية لمشروعهم بحيث يتم تمويله ماديًا، ويساعدهم في إجراء المزيد من التجارب من قبل مهندسين مختصين.

ثلاثة غزّيين يفوزون بأفضل مشروع تخرّج عربي

وأعرب المهندس الناشئ عن أسفه لغياب احتضان حقيقي لمشروعهم، يؤهلهم لتطوير ابتكارهم، وتدشين خط إنتاج خاص بتصنيع أجزاء الفرشة باستخدام مواد ذات كفاءة عالية كما يطمحون.

بيئة طاردة

من جانبه أوضح نائب رئيس مجلس إدارة اتحاد شركات أنظمة المعلومات "بيتا" أشرف اليازوري أن قطاع غزة يمثل بيئة طاردة للاستثمار والمشاريع الريادية، نظرًا للصعوبات والمعيقات الكبيرة التي يواجهها أصحاب تلك المشاريع.

وبيّن اليازوري في حديث لـ "الترا فلسطين" أن عددًا كبيرًا من المشاريع الناشئة اضطرت للخروج من قطاع غزة، بعد أن واجهت معوقات من ضمنها الحصار الإسرائيلي، والأنظمة المالية المعقدة المعمول بها. وأشار إلى أن تلك الشركات باتت تحقق نجاحات في عملها في الخارج، بعد أن وجدت بيئة حاضنة وداعمة لها.

المشاريع الريادية في غزة تصطدم بعقبات تخلق جوًا من الإحباط لدى المبادرين

وأوضح أن المشاريع الريادية تصطدم بعقبات تخلق جوًا من الإحباط لدى المبادرين، بالتالي تحول دون تحول المشاريع إلى شركات رسمية مرخصة، بسبب دفع الضرائب، والإجراءات المالية والإدارية المعقدة.

وتابع اليازوري أنه في حال تم تجاوز العقبة الأولى، يواجه أصحاب المشاريع الإبداعية مشكلة في تمويل ابتكاراتهم، لافتًا إلى أن قيمة التمويل الذي توفّره المؤسسات الداعمة في قطاع غزة، محدود، ويبدأ من 5 إلى 15 ألف دولار، وهو مبلغ لا يكفي لإنضاج فكرة مشروع وإيصاله لمرحلة النموذج.

ودعا لإنشاء صندوق مدعوم من هيئة تشجيع الاستثمار، أو من صندوق التنمية الفلسطيني، لرفع قيمة التمويل إلى عشرات ومئات آلاف الدولارات لتطوير هذه الأفكار. وشدد على ضرورة أن يكون لدى أصحاب المشاريع والأفكار وعي واضح حول كيفية تسويق فكرتهم، وإشراك مستثمرين لتطويرها.

تحدي العربثلاثة غزّيين يفوزون بأفضل مشروع تخرّج عربي

تجدر الإشارة إلى أنه وإلى جانب فوز الخريجين الثلاثة بالمرتبة الأولى، حظي مشروعان آخران من فلسطين بجائزتين في التحدي، وهما مشروع "Zamakan" الذي حاز على جائزة أفضل عرض عن فئة المشاريع الناشئة لأصحابه حمزة سراج واحمد سلهب وعيسى كوبا من مدينة القدس، ومشروع "Gaz Sensor"  لصاحبته غزل الجمل من منطقة ضواحي القدس على المركز الثالث عن فئة المدارس.