31-مارس-2018

طوّرت شركة "جوجل" في إسرائيل تطبيقًا يروّج لطبق الحمّص كوجبة من التراث الإسرائيلي، ويسعى إلى بناء قاعدة بيانات حول أذواق الإسرائيليين في هذه الوجبة، وذلك في إطار "المسؤولية الاجتماعية" للشركة على مستوى إسرائيل، ما يمثّل انحيازًا تامًا للرواية الإسرائيلية بشأن وجبة الحمّص الشهيرة في تراث بلاد الشام.

وأظهر مقطع فيديو دعائي للتطبيق مجموعة من المتحدثين، يتكلمون عن الحمّص باعتباره "الطبق الوطني الأكثر شهرة في إسرائيل" وفق ادعائهم. يوضح أحد المتحدثين أن في إسرائيل 22 ألف مطعم للحمص، تُنتج أنواعًا مختلفة منه.

في كذبة نيسان.. "جوجل" تطلق تطبيقًا يروّج لطبق الحمّص كوجبة من التراث الإسرائيلي

ويضيف أحد المتحدثين، أن تطبيق "جوجل آي بي آي" يمثل منصة لربط الإسرائيليين بنوع الحمّص المفضل لهم، من خلال بناء قاعدة بيانات وتطوير أداة لتحليل ذوق كل مستخدم. ويحظى الفيديو بتمويل قوي على "يوتيوب"، وذلك قبل ساعات من إطلاقه رسميًا يوم غد الأحد، أي مع "كذبة نيسان" التي تُسجل هذا العام مشاركة "جوجل" في تزييف الحقيقة التاريخية لطبق الحمَص الشعبي.

شركة "جوجل" التي تدعم الرواية الإسرائيلية بقوة، وتُموّلها على "يوتيوب"، موقع الفيديوهات التابع لها، تُعتبر محرّك البحث الأول بالنسبة لعشرات الملايين من مستخدمي الإنترنت حول العالم، وتُستخدم للتأكد من صحة المعلومات والأخبار والصور، لكن هي ذاتها امتنعت هذه المرة عن التحقق من صحة الرواية الإسرائيلية حول الحمّص.

وفي وقت سابق، أثارت أكاذيب إسرائيلية عن الحمص والفلافل انتقادات عربية، وليس فلسطينية فحسب، ما دفع الإسرائيليين إلى تبرير سرقة هذه الأكلات بالقول إن "إسرائيل دولة في الشرق الأوسط، وتتشارك التاريخ والأطباق مع دول الجوار".

ويؤكد مفكرون فلسطينيون أن الصهيونية أرسلت أساتذة وباحثين أوروبيين إلى فلسطين نهاية القرن التاسع عشر، لدراسة التراث الفلسطيني تمهيدًا لسرقته، وقد أنتج هؤلاء أبحاثًا زعموا فيها أن العادات والتقاليد الخاصة بالفلسطينيين حينها مصدرها التوراة.

ولا يُعد تبني شركة "جوجل" الأمريكية الأصل؛ مزاعم إسرائيل حول الحمّص هو الانحياز الأمريكي الأول للأكاذيب الإسرائيلية في المطبخ. ففي وقت سابق، زعمت رايتشل راي، مقدمة برامج الطبخ الأمريكية الشهيرة أن الحمّص والتبولة وورق العنب هي أكلات إسرائيلية، عندما نشرت صورًا لمائدة طعام تضمنت هذه الأكلات، قالت إنها أعدتها احتفاء بعيد الميلاد.

وسبق أن ارتدت مضيفات في طائرات شركة "إلعال" الإسرائيلية الثوب الفلسطيني في مناسبات عبرية، بدعوى أنه ثوب من تصميم إسرائيلي، وهو ما فعلته أيضًا زوجة وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق موشيه دايان.

وكانت وزيرة الثقافة في حكومة الاحتلال ميري ريغف، ارتدت في مهرجان كان السينمائي العام الماضي فستانًا حمل صورة مدينة القدس، بما فيها المسجد الأقصى، في محاولة للادعاء بأن القدس بأكملها هي عاصمة إسرائيل، وأن المسجد الأقصى هو "جبل الهيكل".


اقرأ/ي أيضًا: 

ورق العنب والحمص والتبولة.. طعام إسرائيلي!

المطبخ الإسرائيلي المليء بالأكاذيب

في "مدونة الشيف المتنكر" القصة تزيّن الطبق