الترا فلسطين | فريق التحرير
قال الخبير الإسرائيلي في الشأن العربي يوني بن مناحيم، الإثنين، إن العاهل الأردني عبد الله الثاني يستعد لمواجهة سياسية مع حكومة اليمين المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو، تشمل عزل هذه الحكومة، بسبب مخاوفه من خطوات أحادية الجانب وخروقات قد تتخذها في القدس والضفة الغربية.
الملك عبد الله ظل يعمل سرًا مع البيت الأبيض منذ عدة أسابيع لتوضيح خطوطه الحمراء لحكومة نتنياهو، وينتظر زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي ووزير الخارجية إلى "إسرائيل" على أمل أن تحمل الزيارتان دعمًا للموقف الأردني
وأوضح بن مناحيم في مقال نشره على موقعه الخاص، أن الإدارة الأمريكية لا تملك خطة سلام جديدة للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وجو بايدن يعتقد أن حل الدولتين ليس فكرة واقعية الآن، ويفضل التركيز على إدارة الصراع وتحسين الوضع الاقتصادي والإنساني للفلسطينيين في الضفة الغربية، وهذا يشكل مصدر قلق كبير للسلطة الفلسطينية والأردن.
ونقل يوني بن مناحيم عن مصادر أردنية، أن الملك عبد الله ظل يعمل سرًا مع البيت الأبيض منذ عدة أسابيع لتوضيح خطوطه الحمراء لحكومة نتنياهو، وذلك بعدما ظهر في شبكة CNN محذرًا من أن أي إجراءات أحادية الجانب قد تقوم بها "إسرائيل" ستؤدي إلى صراع مع الأردن وانتفاضة جديدة في الضفة الغربية.
وأضافت المصادر الأردنية، أن الملك عبد الله ينتظر زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي ووزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى "إسرائيل" في الأسبوعين الأخيرين من الشهر الحالي، على أمل أن تحمل الزيارتان دعمًا للموقف الأردني وتحذيرًا أمريكيًا للإسرائيليين من خطوات أحادية الجانب، خاصة في المسجد الأقصى والضفة الغربية.
وأوضحت مصادر بن مناحيم، أن الملك عبد الله يتابع الخلافات العميقة في "إسرائيل" حول التعديلات القضائية، ويأمل أن تؤدي موجة الاحتجاجات لانتخابات مبكرة، أو على الأقل لكبح خطوات الحكومة اليمينية، مؤكدة أن الملك حدد مبادئ الأردن وخطوطه الحمراء لعام 2023، وهو يستعد لمواجهة سياسية مع حكومة نتنياهو.
وهذه المبادئ، بحسب المصادر، هي: المحافظة الصارمة على مكانة الأردن كحارس للأماكن المقدسة في القدس، خاصة المسجد الأقصى، وفقًا لاتفاقية السلام لعام 1994، ومعارضة أي محاولة إسرائيلية لمنح السعودية موطئ قدم في المسجد الأقصى.
ومن المبادئ أيضًا، رفض أي محاولة من قبل إدارة بايدن لتبني بنود من خطة دونالد ترامب للسلام الشهيرة باسم "صفقة القرن"، ومعارضة أي توسيع للمستوطنات أو تحرك لضم الضفة الغربية. وإضافة لذلك فستواصل الأردن الإصرار على حل الدولتين ورفض أي محاولة إسرائيلية للإيحاء بأن الأردن هو فلسطين.
الاستراتيجية الفورية للملك عبد الله تقوم على محاولة عزل الحكومة اليمينية في "إسرائيل" وتقديمها للعالم كحكومة فصل عنصري، وهو يدعم كل التحركات الفلسطينية ضد "إسرائيل" في ساحة الأمم المتحدة، ومحكمة العدل الدولية
وقال يوني بن مناحيم، إن الاستراتيجية الفورية للملك عبد الله تقوم على محاولة عزل الحكومة اليمينية في "إسرائيل" وتقديمها للعالم كحكومة فصل عنصري، وهو ينسق هذا الأمر مع الرئيس محمود عباس، ويدعم كل التحركات الفلسطينية ضد "إسرائيل" في ساحة الأمم المتحدة، ومحكمة العدل الدولية.
وأضاف، أن الملك عبد الله يحظى بدعم كامل من البرلمان الأردني لهذه الاستراتيجية، مدعيًا أنه يحاول إبراز التركيز على القضية الفلسطينية لصرف أنظار الشارع الأردني عن المشاكل الاقتصادية الصعبة التي تواجهها الأردن.
وتابع: "ما يجب أن يكون مصدر قلق كبير لإسرائيل هو نية الملك العمل أيضًا على وضع حاجز بين إسرائيل والدول العربية التي لديها معها اتفاقيات سلام وتطبيع ومحاولة عزلها، ولذلك لم تشارك الأردن في اجتماعات منتدى النقب التي عقدت في أبوظبي مؤخرًا، رغم محاولات أمريكية ومن الدول الأعضاء في المنتدى لدفعها إلى المشاركة".
وأكد يوني بن مناحيم، أن وزارة الخارجية الأردنية تقيم عام 2023 بأنه عام صعب في العلاقات الأردنية - الإسرائيلية، وقد تكون هناك أيضًا قطيعة في العلاقات السياسية بينهما.