20-نوفمبر-2021

عند الساعة الرابعة من مساء يوم الجمعة، كان أسامة أبو سلطان رفقة ضابط إسعاف فلسطيني وعناصر من الارتباط المدني والعسكري الفلسطيني على حاجز الجبعة قرب بيت لحم، بانتظار استلام جثمان نجله الطفل أمجد (14 سنة)، المحتجز في ثلاجات الاحتلال الإسرائيلي منذ يوم إعدامه بتاريخ 15 تشرين أول/أكتوبر في بيت جالا.

الشهيد الذي أحضره الاحتلال لهم، مصاب بعدة طلقات في جنبه الأيمن، وهناك طلقة أطلقت عليه من الأعلى اخترقت وجهه

عقب استلام جثمان الشهيد، كشف "أبو سلطان" عن الكيس الأسود لمعاينته والتأكد أنه يعود لطفله أمجد، لكنه فوجئ أنه جثمان شهيد فلسطيني آخر مجهول الهوية في الثلاثينات من عمره، مصاب بعدة طلقات في جنبه الأيمن.

يقول أبو سلطان لـ الترا فلسطين، إن الشهيد الذي أحضره الاحتلال لهم، مصاب بعدة طلقات في جنبه الأيمن، وهناك طلقة أطلقت عليه من الأعلى اخترقت وجهه، مضيفًا أن الأوراق التي وجدت مع الاحتلال عند الحاجز كتب عليها أن هذا الشهيد مجهول الهوية، واستشهد في العام 2020.

وأكد أبو سلطان، أنهم حاولوا أخذ جثمان هذا الشهيد، ليتم البحث لاحقًا عن عائلته، لكن جنود الاحتلال رفضوا إعطاءهم الجثمان، وعادوا به.

عقب إجراء عمليات بحث عن هوية الشهيد، الذي أحضره الاحتلال إلى الحاجز بالخطأ، تبين أنه فادي سمارة (39 سنة) من قرية أبو قش شمال رام الله، وهو أب لخمسة أطفال، أعدمه الاحتلال صيف العام الماضي قرب قرية النبي صالح غرب رام الله.

بعد البحث، تبين أن الشهيد فادي سمارة (39 سنة) من قرية أبو قش شمال رام الله، وهو أب لخمسة أطفال

وقال "أبو سلطان"، إنهم أبلغوا عائلة فادي أن الاحتلال سلمهم جثمانه للحظات بالخطأ.

وتظهر صورة حصل عليها "الترا فلسطين" لجثمان الشهيد فادي سمارة وجود علمات تجمد عليه، وهو مصاب بعدة طلقات في كتفه وخده وصدره، وكلها من جهة اليمين، على ما يبدو أنها أطلقت كلها مرورًا عبر نافذة السيارة.

وأفاد أبو سلطان بأن الاحتلال سوف يسلمهم جثمان نجله أمجد مساء اليوم (السبت) عند الساعة 6:00 مساء.

وأكد أنه لن يقوم بدفن الجثمان مباشرة، وإنما سيقوم بتكليف أطباء عدليين بتشريح الجثمان لإعداد ملف تحقيقي كامل، كي يلاحق الاحتلال على جريمة إعدام نجله.

أكد أبو سلطان أن طفله تم استدراجه بواسطة ضابط "الشاباك" عقب محادات طويلة بدأها الضابط معه عبر الفيسبوك

وأضاف، أن نجله تم استدراجه بواسطة ضابط "الشاباك" عقب محادات طويلة بدأها الضابط معه عبر الفيسبوك، حتى توجه إلى منطقة قريبة من الجدار الفاصل لإلقاء زجاجات حارقة، حيث كانت بانتظاره ثلاث فرق من جيش الاحتلال متخفين في كمين.

وأكد أنه تم تصفية نجله، ومن ثم وضع راية حركة حماس قرب جثمانه وإجراء مشهد مزيف لتبرير جريمة الإعدام، بالرغم أنه كان بالإمكان اعتقاله في ذلك الوقت، وفي مرات سابقة عندما تم اعتقال أصدقاء لهم، بعضهم من جيرانه، معتبرًا أن قتل طفله تم "بنية مبيَّتة لدى الاحتلال من أجل تصفية طفل نشيط ودائم الحضور في كافة الفعاليات والمناسبات الوطنية مقارنة بأقرانه".

من جانبه، قال إياد سمارة -شقيق الشهيد فادي- إن "الخطأ" الإسرائيلي "جدد للعائلة الحزن وألم الفراق وكأن الاحتلال قتله من جديد، أو كأن الاحتجاز بدأ من جديد".

أكد سمارة، أن العائلة ظلت في حالة عدم تصديق ومعرفة لمصير نجلها، إلا أن مشاهدتهم لصورة فادي أكدت لهم استشهاده

وأكد لـ الترا فلسطين، أن العائلة وغيرها الكثير من عائلات الشهداء المحتجزين ظلَّت في حالة عدم تصديق ومعرفة لمصير نجلها، إلا أن مشاهدتهم لصورة فادي أكدت لهم استشهاده وأظهرت حجم الجريمة التي اقترفها الاحتلال بحقه.

وأضاف، أنهم حاولوا على مدار عام ومصف وعبر المحاكم الإسرائيلية استرداد الجثمان دون جدوى.

وأكد سمارة، أن شقيقه تعرض للإعدام ولم يقم بأي عمل، فقد كان متوجهًا في يوم الجمعة لإحضار أطفاله وزوجته من منزل أهل زوجته في بلدة الزاوية بسلفيت.


اقرأ/ي أيضًا: 

"إسرائيل" تحظر دخول أجهزة أشعة لغزة.. طوابير من المرضى

الأمن يقتحم مخيم جنين بحثًا عن ضابط "هارب من العدالة"