12-فبراير-2020

الترا فلسطين | فريق التحرير

كثيرًا ما يتكرر اسم "ماعوز" حين الحديث عن العلاقات السّريّة الإسرائيلية مع دول عربيّة. يكاد لا يخلو تقرير في وسائل إعلام عبرية من هذا الاسم، وتقول المصادر الإسرائيلية إنّ له دورًا محوريًا في تعزيز العلاقات السريّة مع دول إسلامية وعربيّة وخليجيّة، وإظهارها للعلن.

    الرقابة الإسرائيلية على وسائل الإعلام لا تسمح بكشف الاسم الحقيقيّ لـ"ماعوز"، مهندس التطبيع مع الدول العربية     

قبل بضع سنوات بدأت وسائل إعلام عبرية نشر تسريبات حول شخصيّة رجل الظل "ماعوز" وهو الاسم الذي يعني "الحصن" بالعربية، وتحديدًا عن دوره في تعزيز العلاقات السريّة الإسرائيلية مع دول الخليج، لدرجة أنّ صحيفة "هآرتس" العبرية وصفته في بعض الأحيان بـ "سفير إسرائيل في الرياض". 

وتقول وسائل إعلام عبرية إنّ الرقابة العسكرية الإسرائيلية على وسائل الإعلام لا تسمح بكشف الاسم الحقيقيّ لـ"ماعوز" منسّق العلاقات مع الدول العربية والإسلامية والمقرّب جدًا من رئيس الحكومة الإسرائيلية، وتشير القناة الثانية الإسرائيلية أنه يقضي غالب وقته متنقّلًا بين دول الخليج العربي. 

      القناة الثانية الإسرائيلية: يقضي غالب وقته متنقّلًا بين دول الخليج العربي       

بحسب ما رشح ويرشح من معلومات في وسائل إعلام عبرية، فإنّ "ماعوز" رجل أعمال يجيد اللغة العربية، وهو ضابط سابق شغل مناصب رفيعة في جهاز "الشاباك"، واختاره رئيس هيئة الأمن القومي الإسرائيلي، ليترأس جسمًا يقع على عاتقه "معالجة الساحة القريبة" وتعزيز العلاقات مع دول الطوق العربية خصوصًا، والدول العربية والإسلامية عمومًا. وهذا الجسم يجري نقاشات تشارك فيها معظم الجهات الإسرائيلية ذات العلاقة، بالتعاون السري والعلني للتنسيق، وهذه الاجتماعات تجري بوتيرة أسبوعية.

وبعد انتقادات وتساؤلات عن الراتب المرتفع الذي يتقاضاه "ماعوز" رجل الظّل، باتت وسائل إعلام عبرية تتحدث عنه بصفته نائب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مائير بن شابات.

    "ماعوز" وبن شابات يطبّقان نظرية البيضة والدجاجة في إنشاء العلاقات مع الدول العربيّة    

وفي إحدى المرّات أشارت إذاعة جيش الاحتلال إلى أنّ "ماعوز" وبن شابات يطبّقان نظرية البيضة والدجاجة في إنشاء العلاقات مع الدول العربيّة. وتنصّ تلك النظرية على أنّ العلاقات العلنية يجب أن يسبقها علاقات سريّة تتسم بتعزيز الثقة بين الطرفين، وتهيّئ الظروف لعلاقات علنيّة.

صحيفة "معاريف" العبرية كشفت في مناسبتين أنّ دور "ماعوز" يُثير غضب يوسي كوهين رئيس جهاز المخابرات  الاسرائيلية الخارجية "الموساد"، وأن دوره المتعاظم سبب حالة من التوتر بين مجلس الأمن القومي الإسرائيلي وجهاز "الموساد" الذي كان ولعقود طويلة قناة الاتصال السرية مع الدول العربية.

وسبق أن كشفت القناة 13 الإسرائيلية أنّ رئيس "الموساد" هدد بن شبات بكشف هوية "ماعوز" إن لم يتوقّف عن تجاوز صلاحياته.

وأبرزت سلسلة تقارير حملت عنوان: "نتيناهو العرب" بثّتها القناة 13 الإسرائيلية دور"ماعوز" في تعزيز العلاقات الإسرائيلية السرية مع الإمارات والسعودية والبحرين، وإعداده لصفقة تقوم على اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، مقابل التطبيع العلني مع "إسرائيل"، كما أن "ماعوز" وفقًا لنفس القناة لعب دورًا مركزيًا في تطبيع العلاقات بين "إسرائيل" ودولة تشاد العام الماضي.


اقرأ/ي أيضًا: 

كيف تجسس الإسرائيليون علينا في المقاهي؟

تعلُّم العربيّة "رأس حربة" في عمل الشاباك

إمبراطورية تجارة الأعضاء.. إسرائيل وراء كلّ هذا!