بعد سلسلة طويلة من الاعتداءات والاستفزازات التي مارستها عصابات المستوطنين، اضطر نبيل دراغمة للنزوح بشكل قسريّ مع 12 من أفراد أسرته، من تجمُّع "أم الجمال" البدوي في الأغوار الشمالية، والبحث عن ملاذ جديد قرب طوباس.
أكثر من 27 تجمّعًا بدويًا في الضفة الغربية جرى تهجيرهم بشكل قسري منذ السابع من أكتوبر، جرّاء اعتداءات المستوطنين
وتجمّع "أم الجمال" البدوي الواقع قرب مثلث عين الحلوة في الطريق إلى طوباس، من الناحية الشمالية، كانت تقيم فيه 14 عائلة بدوية بواقع أكثر من 100 شخص غالبيّتهم نساء وأطفال. وقد تفرّقوا تباعًا منذ نحو شهر بعد أن أقام مستوطنون بؤرة استيطانية رعوية بمحاذاتهم.
يقول دراغمة في حديث مع "الترا فلسطين" إن المستوطنين أقاموا البؤرة ونفّذوا اعتداءات على الأهالي، وروّعوا الأغنام، وضيّقوا العيش على السكّان، حتى بدأت العائلات بالرحيل عن التجمّع.
ويضيف نبيل ضراغمة أنه آثر الصمود في التجمّع، وظلّ يقيم فيه لوحده مع عائلته منذ أكثر من 25 يومًا، ما زاد من اعتداءات المستوطنين والجيش عليهم، واستفزازهم لتهجيرهم بشكل قسريّ.
اعتداءات المستوطنين على سكّان تجمّع أم الجمال البدوي في الأغوار الشمالية، دفع آخر عائلة للرحيل.
منذ السابع من أكتوبر هُجّر سكان 27 تجمّعًا بدويًا في الضفة الغربية، قسرًا، جرّاء اعتداءات المستوطنين وجيش الاحتلال. pic.twitter.com/bKzqnL0SKy— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) September 16, 2024
ويبيّن أن المستوطنين كانوا يقتحمون التجمّع خلال النهار وأحيانًا بعد منتصف الليل أو حتى قبل الفجر، كي لا يسمحوا لهم بالاستقرار، عملًا أو نومًا.
ويؤكد أن اعتداءات المستوطنين تنوّعت، وآخرها قبل يومين عندما قاموا باستفزازه ثم حضر الجيش واعتقله، واقتاده إلى معسكر يبعد عن المنزل نحو 10 كيلومترات، وبعد احتجاز لأكثر من 3 ساعات طلبوا منه العودة للتجمّع مشيًا على الأقدام.
ويضيف أنّه اتّصل بأحد الأصدقاء وقام باصطحابه للتجمع، إلّا أن المستوطنين ومع ساعات الصباح داهموا التجمّع من جديد، وهو ما اضطره في نهاية المطاف للرحيل، والبحث عن مأوى جديد عبر استئجار أرض والإقامة عليها شرق مدينة طوباس.
بحسب أرقام رسمية فلسطينية فإن أكثر من 27 تجمّعًا بدويًا جرى تهجيرهم بشكل قسري منذ السابع من أكتوبر، جرّاء اعتداءات المستوطنين وجيش الاحتلال.