الترا فلسطين | فريق التحرير
استعرض السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة، الخطوات التي قطعتها الإمارات باتجاه التطبيع مع "إسرائيل"، مطالبًا الإسرائيليين بعدم تنفيذ خطة ضم الضفة من أجل مواصلة هذا التطبيع، وذلك في مقال كتبه العتيبة لصحيفة "يديعوت أحرنوت" بعنوان: "إما الضم أو التطبيع"، ونشرته على الصفحة الثانية من نسختها الورقية الصادرة، اليوم الجمعة.
سفير الإمارات في واشنطن يكتب مقالاً لصحيفة يديعوت أحرنوت مذكرًا بالخطوات التي قطعتها الإمارات باتجاه التطبيع مع إسرائيل
وذكّر العتيبة بمشاركته في المؤتمر الصحافي لإعلان خطة ترامب للتسوية "صفقة القرن"، رغم الموقف العربي المعلن برفض هذه الخطة، معتبرًا هذه المشاركة، أحد المواقف التي اتخذتها بلاده في إطار "التأييد غير المحدود للسلام في المنطقة".
اقرأ/ي أيضًا: الإمارات تمد جسورها للتطبيع الإسرائيلي مع العرب
وأشار إلى أنه عمل مع الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة باراك أوباما على "خطط لخطوات بانية للثقة، تعود بالفوائد الكبيرة على إسرائيل -على صورة علاقات مشتركة مع الدول العربية- مقابل حكم ذاتي موسع واستثمارات في فلسطين" على حد قوله.
كما أشار إلى الدعوة التي وجهتها الإمارات إلى "إسرائيل" للمشاركة في معرض إكسبو الذي كان مفترضًا افتتاحه نهاية العام الجاري، قبل أن يتم تأجيله بسبب جائحة كورونا، إضافة إلى حضور الدبلوماسيين الإسرائيليين في العاصمة الإماراتية أبوظبي، من خلال مقر وكالة الأمم المتحدة للطاقة المتجددة.
ونوّه العتيبة إلى أن الإمارات "عارضت بشكل مثابر وناشط للعنف، وصنفنا حزب الله كمنظمة إرهابية، وشجبنا تحريض حماس، واستنكرنا الاستفزازات الإسرائيلية، وبقينا طيلة الوقت مؤيدين متحمسين للشعب الفلسطيني ومريدين لمبادرة السلام العربية".
العتيبة: الإمارات عارضت بشكل مثابر العنف، وشجبنا تحريض حماس
وأضاف، أن خطة ضم الضفة الغربية "تتناقض مع حديث قادة إسرائيليين في الفترة الأخيرة بحماس عن التطبيع مع الإمارات ودول عربية إضافية، وتتحدى الإجماع العربي والدولي بخصوص الحق الفلسطيني، وتؤثر على الأردن التي يعود استقرارها بالفائدة على المنطقة كلها، وتربح منه إسرائيل على نحو خاص".
اقرأ/ي أيضًا: شركة إماراتية تقدم عروض عمل مغرية لخبراء سايبر إسرائيليين
واعتبر العتيبة، أن الضم "سيقلب رأسًا على عقب، التطلعات الإسرائيلية لعلاقات أمنية واقتصادية وثقافية جيدة مع العالم العربي ومع الإمارات (..) وسيزيد من تصلب وجهات النظر العربية ضد إسرائيل، في الوقت الذي تبادر فيه الإمارات لمشاريع التبادل الثقافي وفهم أوسع لإسرائيل".
وتابع، "إسرائيل والإمارات تملكان جيشين من أفضل الجيوش المدربة في المنطقة، مع مخاوف مشتركة في مجال الإرهاب والعدوان، وتربطهما علاقات طويلة ووثيقة مع الولايات المتحدة الأميركية"، مضيفًا، أنه "كان بمقدورهما أن تخلقا تعاونًا أمنيًا أكثر عمقًا وفعاليةً، باعتبارهما الدولتين اللتين تملكان اقتصادًا متطورًا ومتنوعًا".
وأكد العتيبة، أن الإمارات "ترغب في أن تصديق أن إسرائيل فرصة وليست عدو، وترى القدرة الكبيرة المحتملة في علاقات أحسن، لكن قرار الضم سيكون مؤشرًا إلى أنه يمكن أن نكون مخطئين في ما إذا كانت إسرائيل ترى الأمور بنفس الشكل" وفق قوله.
العتيبة للإسرائيليين: نتطلع لتعاون أعمق وأكثر فعالية، ونرغب في تصديق أن إسرائيل فرصة وليست عدو
وعلى الرغم من إشارة السفير الإماراتي المثير للجدل، بشأن مساهمة أبوظبي في إعلان خطة نتنياهو – ترامب لتصفية القضية الفلسطينية تحت عنوان "صفقة القرن"، فإنه يكرر في أكثر من موضع، بطريقة متناقضة، تهديد الضم للمبادرة العربية، متجاهلًا واقع أن خطة الإدارة الأمريكية التي بدأ الإعلان عنها من مؤتمر اقتصادي في المنامة، كانت بمثابة انقلاب على تلك المبادرة وعلى حل الدولتين، كما أنها كانت بمثابة تشريع لضم مناطق واسعة من الضفة الغربية لـ "إسرائيل"، تحت مبررات تنموية.
يُذكر أن العتيبة يُعتبر من أبرز مؤيدي التطبيع مع "إسرائيل"، وقد أكدت وسائل إعلام إسرائيلية سابقة أنه تربطه علاقة قوية مع السفير الإسرائيلي في واشنطن رون دريمير.
وكانت الإمارات أرسلت في الشهر الماضي وقبل يومين طائرتين إلى مطار اللد الإسرائيلي، إحداهما من طائرات شركة الاتحاد الإماراتية للطيران، وتحمل شعارها، بدعوى أنهما تحملان مساعدات للفلسطينيين، لكن السلطة رفضت استلام هذه المساعدات، واعتبرتها "غطاءً للتطبيع". بينما أكد عضو اللجنة التنفيذية عزام الأحمد في حديث صحافي، أمس، أن العلاقات بين السلطة والإمارات شبه مقطوعة، وأن الأخيرة لا تقدم أي مساعدات للفلسطينيين منذ سنوات.
اقرأ/ي أيضًا:
الإمارات تفتح أبوابها أمام السياح الإسرائيليين