الترا فلسطين | فريق التحرير
سقط حجران من أحد جدران وأعمدة المسجد الأقصى منذ بداية حزيران/ يونيو الجاري، لأسباب يُرجعها خبراء إلى الحفريات المتسارعة التي تجريها سلطات الاحتلال الإسرائيلي والجمعيات الاستيطانية في المنطقة الجنوبية والغربية من جدار المسجد.
وأظهرت صور سقوط أحد الحجارة مؤخرًا من عامود رخامي داخل مصلى الأقصى القديم تحت المصلى القبلي، وحجر آخر سقط قبله بيومين في منطقة المكتبة "الختنية" الملاصقة لمصلى الأقصى القديم من الخارج.
وقال مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني في تصريح مقتضب لـ"الترا فلسطين" إن الحجر الذي سقط في المصلى القديم انفصل عن "شمعة" من الصخور الكلسية، وذلك ربما بسبب عاملي الزمن والرطوبة وفق تقديرات لجنة الإعمار.
وأكد الكسواني، أن لجنة الإعمار تقوم بفحص السبب الحقيقي وراء سقوط مثل هذا الحجر، ومساحته 25*20 سم، مضيفًا أن هناك صور وفيديوهات توثّق وجود تصدّعات وتشققات في جدران المسجد الأقصى.
ويقول الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص، إن سقوط هذا الحجر في الأقصى القديم يأتي بعد سنوات من منع قوات الاحتلال للأوقاف الإسلامية من ترميم أسوار المسجد الأقصى، وبالذات في المنطقة الجنوبية المطلة على التسويات.
عاجل: سقوط حجر في مصلى الأقصى القديم من السور الجنوبي للأقصى أنباء مؤكدة عن سقوط حجر من الحجارة الداخلية للسور الجنوبي...
Posted by زياد ابحيص on Thursday, June 16, 2022
ونوّه في منشور على "فيسبوك" إلى أن سقوط الحجر يأتي مع استمرار الحفريات الجنوبية، بوتيرة غير مسبوقة، والتي تُسمع في كثير من الأحيان من داخل تسويات الأقصى، ولا سيما التسوية الجنوبية الغربية بين الجامع القبلي والمتحف الإسلامي.
وقال أستاذ دراسات بيت المقدس في جامعة اسطنبول عبد الله معروف إن سقوط الحجرين دلالة واضحة على محاولات الاحتلال السيطرة على المنطقة الجنوبية الغربية في المسجد الأقصى المبارك عبر حفريات تحت الأرض.
وأكد معروف في حديث مع "الترا فلسطين"، أن الأخبار التي كانت تُنشر سابقًا حول نية الاحتلال السيطرة على هذه المنطقة تحت الأرض، صحيحة، وهذا الأمر يشير إلى خطورة ما وصلت إليه هذه الحفريات.
معروف يحذّر من محاولة خطيرة من قبل الاحتلال للنفاذ إلى داخل الأقصى وتهيئة موقع في داخله
وأوضح معروف أن الحديث لا يدور عن حفريات تحت أساسات المسجد الأقصى المبارك، وإنما عن محاولة لفتح ثغرة في سور المسجد الأقصى نفسه، إلى المنطقة الجنوبية الغربية تحت الأرض في المسجد الأقصى، والتي تلاصق مصلى الأقصى القديم من جهة الغرب، وتصل حتى الجدار الغربي للمسجد الأقصى، تحت المتحف الإسلامي المسمى جامع المغاربة.
وحذّر معروف من محاولة خطيرة من قبل الاحتلال للنفاذ إلى داخل المسجد الأقصى وتهيئة موقع في داخله كما كانت الأخبار تنتشر في هذا المجال، لاسيما في شهر رمضان الماضي.
وحول الهدف من هذه الحفريات وحجمها في المنطقة الجنوبية الغربية تحت الأقصى، رجّح معروف أن الاحتلال ربما يسعى الاحتلال إلى تحويل هذه المنطقة إلى كنيس يهودي، مؤكدًا أن الأمر لم يعد مسألة سنوات، وإنما نتحدث عن حفريات تكاد تصل خطواتها النهائية، وهنا منبع الخطورة.
خطير: للنشر رجاءً تبين لي بوضوح أن هناك خلطاً شديداً وخطيراً - وأظنه مقصوداً - لدى الإعلاميين والسياسيين بل وبعض...
Posted by عبدالله معروف on Monday, June 27, 2022
مجلس الأوقاف: حفريات غامضة تقوم بها سلطة الآثار وجمعية العاد في محيط الأقصى
وكان مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس، أصدر قبل أيام بيانًا حذر فيه من خطورة "الحفريات والأعمال الغريبة والغامضة التي تقوم بها سلطة الآثار الإسرائيلية وجمعية العاد الاستيطانية منذ فترة في محيط المسجد الأقصى المبارك خاصة من الجهتين الجنوبية والغربية الملاصقة للأساس الخارجي للمسجد الأقصى، في منطقتي حائط البراق والقصور الأموية، وهي وقف إسلامي صحيح".
وأكد مجلس الأوقاف أنه "يرصد ومنذ فترة قيام مجموعة من العمال وباستخدام الجرافات وآلات الحفر الكبيرة بالعمل بعجلة مريبة في ساحة حائط البراق وفي منطقة القصور الأموية في المنطقة الملاصقة للأساسات السفلية للمسجد الأقصى المبارك، من خلال تفريغ الأتربة وعمل ثقوب بجدران محاذية للسور الجنوبي للمسجد وتفريغ للممرات في محاولة لإخفاء ما يقومون به من حفريات".
وأضاف أنه تم رصد عمليات تكسير مستمر منذ أشهر لحجارة أثرية مهمة، ويتم تحويلها لحجارة صغيرة بهدف إخفاء أثرها وإخراجها على أنها "طمم"، وذلك من قبل عمال حفريات تابعين لجمعيات استيطانية.
لذا حذر مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس من "الاستمرار بالعبث والتخريب وتغيير المعالم التاريخية والدينية لهذه المواقع التاريخية الوقفية". وطالب بالوقف الفوري لهذه الحفريات المشبوهة في محيط المسجد الأقصى المبارك.
