06-فبراير-2023
شيك مرتجع باسم شهيد

شيك مرتجع باسم شهيد

كانت لجنة لبناء مسجد في قرية عصيرة القبلية، تجمع التبرعات من قرية أوصرين جنوب نابلس في شباط/ فبراير 2022، حين جاء شاب صغير في العمر، وحرر ورقة شيك قيمتها ألف شيقل، وسلمه للقائمين على جمع التبرعات.

الشهيد عمار مفلح عديلي، كان حرر شيكًا بمبلغ مالي كتبرّع لبناء أحد المساجد في محافظة نابلس، قبل أن يرتقي برصاص الاحتلال

اشترت اللجنة مواد بناء بقيمة المبلغ المدوّن على الشيك الذي وصل إلى إحدى الشركات. وفي موعد استحقاقه أعاد البنك الشيك لعدم توفّر رصيد ماليّ في حساب صاحبه. حاول أحد التجّار معرفة هوية صاحب الشيك، واتّصل على هاتفه، لكن بلا نتيجة. وبعد سؤال تبيّن أن صاحب الشيك، هو الشهيد عمار عديلي الذي أعدمه جنود جيش الاحتلال في بلدة حوارة جنوب نابلس، يوم الثاني من شهر كانون أول/ ديسمبر، أي قبل شهرين من موعد استحقاق الشيك. 

يقول عضو لجنة إعمار المسجد في عصيرة القبلية جنوب نابلس، إدريس خليفة: "كُنّا في شهر 2 (شباط) من العام الماضي داخل قرية أوصرين، وجاء إلينا شاب بعد صلاة الجمعة وطلب أن يتبرّع من خلال ورقة شيك، وبالفعل كتبت بيدي مبلغ الشيك بطلب من الشاب، لم أتعرّف عليه، شكرناه، وذهب في طريقه".

يضيف: "بعد رجوع الشيك كون صاحبه لم يودع المبلغ في البنك، حاول أحد التجار التواصل معه لكنه لم يستطع، وبعد سؤاله عنه تبيّن أنّ الشاب الذي تبرّع بالمبلغ هو الشهيد عمار مفلح".

بحسب خليفة فإنه وبعد الكشف عن هوية صاحب الشيك، قررت لجنة الإعمار دفع قيمته، كما أبدى التاجر رغبة في ذلك، لكنّ "أهل الخير" كثر، وتم دفع المبلغ خالصًا لروح الشهيد عمار، وبنيّة أن تكون كما نوى الشهيد في سبيل "إعمار المسجد".

ولاحقًا، وبعد أن عُرفت هوية صاحب الشيك، وأنّ من تبرّع به هو الشهيد عمار مفلح عديلي، أقدمت شركة البناء التي وصلها الشيك من أحد التجّار، على تقديم مبلغ بقيمته، للجنة إعمار المسجد في عصيرة القبلية.

أحد الذين سمعوا بالقصة قال: "هذا أقل القليل؛ أن يدفع عنك الناس، وأنت قد دفعت عمرك كله".

واستشهد عمار مفلح مطلع ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، في جريمة إعدام نفذها أحد جنود الاحتلال بعد عراك مع الشهيد في شارع حوارة جنوب نابلس، وقد تم توثيق الجريمة بالفيديو.