اشتكى مواطنون وأصحاب محطات تعبئة الغاز في الضفة الغربية من شح في توفر غاز الطهي خلال الأيام الماضية، الأمر الذي أدى إلى توقّف عمل بعض المحطات مؤقتًا، قبل استئنافه مجددًا.
شكاوى من نقص في إمدادات الغاز في بعض المحطّات بالضفة الغربية، وهيئة البترول تقول إن الأمور لم تصل لدرجة "الأزمة"
في المقابل، أقرّت الهيئة العامة للبترول في وزارة المالية بوجود شح في كمية الغاز، لكنها أكدت أن الأمور تحت السيطرة ولم تصل إلى درجة الأزمة، ودعت المواطنين لعدم اختلاق الأزمات.
وكانت محطة حمزة شاهين في مدينة الخليل أعلنت عن توقف العمل لثلاثة أيام مطلع هذا الأسبوع، فيما توقف العمل في محطة الجراشي في بيت لحم الأحد الماضي بسبب نفاذ كمية الغاز، قبل أن تباشرا عملهما من جديد مع وصول كمية محدودة من الغاز اليوم وأمس الإثنين.
وبيّن جواد شاهين أحد أصحاب محطة حمزة شاهين، أن كميات الغاز التي وصلت إلى محطته أمس الإثنين، واليوم الثلاثاء، لا تكفي لإنهاء الأزمة، مشيرًا إلى أن بعض المواطنين لا يزالون يتجمعون أمام المحطة لتعبئة أسطوانات الغاز.
وأوضح شاهين في حديث لـ "الترا فلسطين" أن وصول كميات الغاز إلى المحطة غير منتظمة، مشيرًا إلى أن الكميات التي تصل تنفد مباشرة بسبب حاجة المواطنين.
صاحب مجطة لتعبئة الغاز: الكميات التي تصل تنفد مباشرة بسبب حاجة المواطنين
وقال شاهين إن الأمور مستقرة نسبيًا حتى اللحظة، ومن لا يستطيع تعبئة اسطوانته في نفس اليوم، يتمكن من تعبئتها في اليوم التالي، ونفى وجود أي مخزون من الغاز لديهم، مبيّنًا أن الكميات التي تصل يتم تصريفها بصورة مباشرة.
وكان أيمن شاهين صاحب أحد أكبر محطات الغاز في محافظة الخليل، اتهم -في مقطع فيديو- السلطة الفلسطينية بالمسؤولية عن شُحّ كميات الغاز، مبينًا أن محطته أغلقت أبوابها لثلاثة أيام.
ودعا شاهين، رئيس الحكومة محمد اشتية وهيئة البترول لتحمل مسؤولياتهما، والتدخل العاجل لإنهاء الأزمة قبل أن تتفاقم في حال استمر الوضع على ما هو عليه.
وعزا شاهين الأزمة إلى عدم سداد السلطة للأموال المستحقة عليها للاحتلال الإسرائيلي، وذلك على الرغم من التزامهم كمحطة بدفع التزاماتهم كافة للحكومة.
الأمور مستقرة
من جانبه أقرّ رئيس الهيئة العامة للبترول في وزارة المالية مجدي الحسن بحصول شح في كميات الغاز الواردة إلى الضفة الغربية، لكنه أكد أن الأمور مستقرة ولم تصل إلى درجة الأزمة.
وأوضح الحسن في حديث لـ "الترا فلسطين" أن كميات من الغاز ستصل إلى الضفة الغربية في منتصف الشهر الجاري، وذلك بعد إجراء تعاقدات مع شركات إسرائيلية لتوريد الغاز من أمريكا وليس من روسيا، كما كان متبعًا.
رئيس الهيئة العامة للبترول في وزارة المالية مجدي الحسن، دعا المواطنين لعدم اختلاق الأزمات
ودعا الحسن المواطنين إلى عدم اختلاق الأزمات وفق وصفه، وعدم الاكتظاظ أمام محطات توزيع الغاز، مؤكدًا على توفّر الغاز لدى جميع الموزِّعين.
ونفى وجود مشكلة مادية مع الاحتلال الإسرائيلي تسببت بشح كميات الغاز، عازيًا سبب الأزمة إلى الحرب الروسية الأوكرانية.
وتابع الحسن: "للأسف في ناس توقعت ارتفاع سعر الغاز، فلجأت إلى تخزين كميات من الغاز، كما أن لدينا شكوك بأن هناك من يقوم بتهريب الغاز إلى الطرف الآخر (الإسرائيلي)، بسبب ارتفاع السعر.
وبين أن نقص الغاز الذي حصل في بعض المحطات سببه عدم دفع الشيكات، والتعامل بالدين وعدم الدفع مُقدّمًا. وتوقّع أن تنخفض كمية استهلاك الغاز خلال الصيف بنسبة 70%.
ودعا المواطنين إلى التعامل مع الموزعين، وعدم التوجّه إلى محطات التوزيع، مبينًا أن جشع بعض أصحاب المحطات يدفعهم للبيع مباشرة للمواطنين لتحقيق ربح مضاعف، وهو أمر مخالف لإجراءات السلامة العامة.
ونفى الحسن أن يكون بمقدور الاحتلال السيطرة على حصص الغاز الخاصة بالضفة الغربية، لأن الأمر مرتبط باتفاقيات وعقود مع شركات وليس مع حكومة الاحتلال، وفق قوله.
