04-يناير-2024
جيش الاحتلال في غزة

الترا فلسطين | فريق التحرير 

نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية مقالًا للصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي، اليوم الخميس، يتساءل فيه وراء السبب لعدم تسجيل حالات رفض في صفوف جنود الاحتلال للجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية والسجون الإسرائيلية.

وكتب جدعون ليفي أنه لم يتم تسجيل "حالة رفض" بين صفوف الجنود منذ اندلاع الحرب، باستثناء شاب واحد فقط قبل التجنيد. 

جدعون ليفي: في غضون سنوات قليلة سوف يندم ويخجل بعض الجنود من خدمتهم في الحرب الحالية على غزة.

ومن بين مئات الآلاف من جنود الاحتياط والدائمين، فإنه لا يوجد جندي أو ضابط، طيار أو مدفعي أو مظلي، قد قال: هذا يكفي! أنا غير مستعد لمواصلة المشاركة في المجزرة، وغير مستعد لأن يكون شريكًا في التسبب في المعاناة اللاإنسانية. ولم يقف حتى سجّان واحد فقط ليقول الحقيقة عما يحدث في السجون بحق الأسرى الفلسطينيين. 

ويشرح جدعون ليفي أن هذا يبدو ظاهريًا بأن القوات الإسرائيلية راضية عن الحرب بموافقة كاملة، ولكن، بحسب الكاتب، فإن هذا الغياب التام للتردد "يشير إلى الطاعة التلقائية أكثر من المواطنة الصالحة". وأضاف أن مثل هذه الحرب الوحشية التي لم تثير الشكوك بعد بين الجنود تشير إلى "العمى الأخلاقي"، خاصة بين الجنود الذين يقاتلون في غزة ويرون الجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي. 

ويرى الكاتب أن "عدم رفض الخدمة" مثير للدهشة أكثر في ضوء ما حدث العام الماضي، حينما أصبح الرفض "سلاحًا مشروعًا وأكثر شيوعًا مما مضى"، حينما رفض طيارون وجنود احتياط وعسكريون الخدمة رفضًا للتعديلات القضائية التي تسعى الحكومة الإسرائيلية فرضها.

وخلص جدعون ليفي أن بعض الضباط الدائمين والاحتياط مقتنعون بأن التعديلات القضائية كانت سببًا وجيهاً وعادلًا للرفض، على عكس سفك الدماء والدمار في قطاع غزة، ورأى أن الجيش يدمر منطقة كاملة من الأرض على سكانها، وهذا لا يزعج ضمير القوات الإسرائيلية، وذلك بعكس ما حدث عام 2003 حينما وقع 27 طيارًا إسرائيليًا عريضة رفضوا فيها تنفيذ هجوم عسكري غير أخلاقي قد يؤدي إلى قتل المدنيين.

وشرح الكاتب أن الجواب الواضح لغياب "الضمير والتردد بين جيش الاحتلال" يرجع إلى ما حدث في عملية طوفان الأقصى، إذ تدعي "إسرائيل" إنه مسموح لها "بفعل كل شيء، وكل ما تفعله مناسب"، وتتعامل مع أن رفض الحرب أشد خطورة وقسوة من رفض التدريب يصل إلى "حد الخيانة"، فيما يرى جدعون ليفي أن الغياب التام للتردد، بعد نحو 90 يومًا من الحرب الشنيعة، لا ينبغي أن يكون موضع احتفال، وتوقع أنه في غضون سنوات قليلة سوف يندم ويخجل بعض الجنود من خدمتهم فيها.