16-أكتوبر-2023
"إسرائيل" تنشر جنودًا ودبابات ومركبات مدرعة بالقرب من حدود غزة

"إسرائيل" تنشر جنودًا ودبابات ومركبات مدرعة بالقرب من حدود غزة. تصوير مصطفى الخاروف

الترا فلسطين | فريق التحرير 

"أي شيء تلمسه يمكن أن يكون قنبلة، وأي شخص تراه يمكن أن يكون مقاتلًا. عليك أن تتحرك ببطء، في بعض الأحيان يتحركون بشكل أسرع مما يمكنك الرد عليه، الشيء الوحيد الذي يبقيك على قيد الحياة هو تدريبك". هكذا وصف خبير متفجرات عسكري في جيش الاحتلال قطاع غزة لصحيفة فايننشال تايمز. الخبير الذي عمل قبل تسع سنوات بتفكيك الأنفاق في غزة، وصف الدخول إلى غزة بـ "الكابوس". 

ويهدف الاجتياح الإسرائيلي المتوقع، للقطاع المكتظ بالسكان، إلى القضاء على حركة حماس حسبما صرح ضباط عسكريون لصحيفة نيويورك تايمز. 

جنرال أمريكي:  الإسرائيليون سوف يتورطون في "حالة من الفوضى وعدم القدرة على التنبؤ بحرب المناطق الحضرية". 

ويقول محللون لصحيفة واشنطن بوست إن الاجتياح البري على غزة سوف يكون "حمام دم"، وبينما نزح سكان قطاع غزة جنوبًا، تخطط القيادة العسكرية للاحتلال لشن هجوم واسع النطاق، لكن الخبراء في حرب المدن يحذرون من أن التضاريس الجغرافية صعبة، وأن النهاية غير مؤكدة. 

وعلى عكس الماضي، عندما تم إرسال قوات الاحتلال لتحقيق أهداف محدودة، يتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ "النصر الكامل" على حماس، والذي وصفته فاينانشل تايمز بـ"بالمهمة المعقدة للغاية ومليئة بالتحديات"، مضيفة أنه من غير الواضح كم من الوقت ستستغرق أو عدد الأرواح التي ستكلفها.

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال نير دينار: "حماس مستعدة بشكل جيد للغاية، ولكننا نعرف ذلك أيضًا"، مدعيًا أن "إسرائيل" قامت بتحسين أدواتها وأساليبها العسكرية.

وتذكر الصحيفة أن حماس تتطلع إلى استغلال جميع المزايا التي يقدمها القتال في المناطق الحضرية، من "الأفخاخ المتفجرة ومواقع القناصة المعززة، فضلًا عن مجموعة من التكتيكات منخفضة التقنية لإضعاف القدرات التكنولوجية الإسرائيلية". 

وكتبت واشنطن بوست، على لسان جنرال متقاعد من مشاة البحرية الأمريكية شغل منصب رئيس القيادة المركزية: " أتوقع أن يستمر العنف على مدى فترة زمنية طويلة"، مضيفًا أن الإسرائيليين سيتورطون "في حالة من الفوضى وعدم القدرة على التنبؤ بحرب المناطق الحضرية". 

وبحسب واشنطن بوست، منعت شبكة الأنفاق الاحتلال من القيام بعمليات برية واسعة النطاق داخل غزة في السنوات الماضية، كما أن الحدود البرية بين غزة ومصر تمتلئ بالمئات من الأنفاق التي تستخدم لتهريب المقاومين والأسلحة وغيرها من البضائع والمؤن الاستهلاكية، والتي تسمح للقسام بالاحتماء فيها، ويمكن لبطاريات قاذفة الصواريخ المخبأة تحت السطح أن تطلق النار وتختفي مرة أخرى.

العقيد الإسرائيلي المتقاعد شمعون أراد، وبحسب ما نقلت فايننشال تايمز على لسانه، فإن "الجيش الإسرائيلي سوف ينشر ما يسمى بعقيدة النصر، التي تتطلب من القوات الجوية أن يكون لديها مجموعة كبيرة من الأهداف التي تم فحصها مسبقًا وتدميرها بشكل سريع"، وهذا بدأ بالفعل، حيث تقصف طائرات الاحتلال بشكل مكثف مساحات واسعة من غزة، وتتوقف فقط للتزود بالوقود، وغالبًا ما تكون في الجو. 

صحيفة "foreign affairs": حماس توقعت الرد الإسرائيلي، ولهذا فهي مستعدة جيدًا لمحاربة تمرد حضري طويل الأمد ضد جيش الاحتلال

 وتدعي "إسرائيل" أنها طورت أحد أحدث التدريبات على حرب المناطق الحضرية في العالم، وتجري التدريبات في "بلدية"، وهي منشأة تبلغ مساحتها 5000 فدان تم بناؤها في عام 2005، وتضم 600 مبنى. ولكن وبحسب صحيفة فايننشال تايمز فإن عملية طوفان الأقصى أثبتت تطور قدرات حركة حماس. 

وبحسب صحيفة "foreign affairs" الأمريكية، فإن حماس بالتأكيد توقعت الرد الإسرائيلي، ولهذا فهي مستعدة جيدًا لمحاربة تمرد حضري طويل الأمد ضد جيش الاحتلال، ومن المحتمل أنها تأمل إلحاق خسائر كبيرة بالجيش الذي لم يشارك في مثل هذا القتال منذ سنوات عديدة. 

وذكر خبراء أن "إسرائيل" لا تعرف مسار معظم الأنفاق، في حين أن حركة حماس تعرف أنفاقها عن ظهر قلب، وهذا يعطيها أفضلية، وميزة استراتيجية.

الاجتياح الإسرائيلي ينذر بحدوث مذبحة  

ونشرت واشنطن بوست على لسان خبراء أن التحديات التي ستواجهها "إسرائيل" في غزة تفوق التحديات التي واجهتها الولايات المتحدة الأمريكية في الفالوجة، ولكن في حالة الفلسطينيين فإن السكان لن يتمكنوا من مغادرة قطاع غزة، والذي ينذر بوقوع العديد من الضحايا المدنيين وحدوث مذبحة. وشرح أحد الخبراء بأنه إن كانت أية دولة عازمة على تدمير "منظمة مسلحة"، فإنها قد تقوم بذلك، ولكن قد "يصاحب هذا الفعل قسوة"، في إشارة إلى ما قد يرتكبه الاحتلال من مذبحة بحق سكان قطاع غزة. 

فيما لخصت صحيفة فايننشال تايمز الحرب الحضرية بطبيعتها مدمرة، مضيفة أن استعادة الأسرى الإسرائيليين وتقليل الخسائر في صفوف المدنيين سيكون مهمة معقدة للغاية، وكما يقول البعض مستحيلة، بالنسبة لجيش الاحتلال. 

وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت من أن رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو وجيش الاحتلال يواجهان مأزقًا، فاستخدام القوة الجوية لمهاجمة حماس يزيد من خطر وقوع خسائر في صفوف المدنيين، في حين أن استخدام القوات البرية أكثر دقة ولكنه يزيد من المخاطر على الجنود، وأضاف: "مما أعرفه عن الرأي العام الإسرائيلي في الوقت الحالي، فإن الدافع سيكون القيام بمخاطرات أقل."