14-أكتوبر-2023
صورة تظهر جانب من اقتحام قوات القسام للجدار الفاصل بين قطاع غزة وغلافه. تصوير هاني الشاعر

تظهر الصورة اقتحام قوات القسام للجدار الذي يفصل قطاع غزة عن غلافه. تصوير هاني الشاعر

الترا فلسطين | فريق التحرير

نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تحقيقًا كشفت فيه عن الأسرار التي عرفتها حماس عن جيش الاحتلال، والتي ساعدت على نجاح عملية طوفان الأقصى، ووضعت حكومة الاحتلال في موقف حرج. 

أوضح التحقيق، الذي أجرى مقابلات مع أكثر من 20 جنديًا ومسؤولًا عسكريًا واستخباراتيًا، أن المقاتلين الفلسطينيين كانوا يعرفون جيدًا كيفية العثور على مركز مخابرات الاحتلال، وكيفية الدخول إليه

وأوضح التحقيق، الذي أجرى مقابلات مع أكثر من 20 جنديًا ومسؤولًا عسكريًا واستخباراتيًا، أن المقاتلين الفلسطينيين كانوا يعرفون جيدًا كيفية العثور على مركز مخابرات الاحتلال، وكيفية الدخول إليه.

وأشارت الصحيفة إلى مقطع فيديو أظهر المقاومين وهم يستخدمون خريطة مرمزة بالألوان لقاعدة مركز المخابرات، فيما أظهرت وثائق تخطيط حماس ومقاطع الفيديو الخاصة بالهجوم، والمقابلات مع مسؤولين أمنيين أن المجموعة كان لديها فهم متطور بشكل مدهش لكيفية عمل الجيش، وأين تتمركز وحدات معينة، وحتى الوقت الذي سيستغرقه وصول التعزيزات. 

صورة مأخوذة من مقاطع فيديو للقسام، تظهر استخدام خريطة مرمزة لقاعدة مخابرات الاحتلال.
خارطة مستوطنات غلاف غزة كانت بحوزة مقاتل من كتائب القسام

وبينت وثيقة تخطيط أخرى تابعة لحماس، عثر عليها المستجيبون "الإسرائيليون" للطوارئ في إحدى المستوطنات، أن المهاجمين تم تنظيمهم في وحدات محددة جيدًا ذات أهداف وخطط معركة واضحة، ما بين ملّاحين وسائقين ومقتحمين، بالإضافة إلى وحدات مسلحة  لتوفير غطاء للمهاجمين. 

وتم تكليف المقاومين باقتحام القرية من زوايا محددة، وذكر التحقيق أنه كان لديهم تقديرات لعدد قوات الاحتلال المتمركزة في المواقع القريبة، وعدد المركبات التي كانت تحت تصرفهم، والمدة التي تستغرقها قوات الإغاثة للوصول إليهم.

وأكد التحقيق أن الوثيقة كانت تعود إلى أكتوبر 2022، مما يشير إلى أنه تم التخطيط للهجوم منذ عام على الأقل، وفي أماكن أخرى، تم نشر مهاجمين آخرين على تقاطعات الطرق الرئيسية لنصب كمين لتعزيزات "إسرائيلية"، وفقًا لأربعة ضباط ومسؤولين كبار.

وكان لدى بعض الوحدات تعليمات محددة للقبض على جنود الاحتلال والمستوطنين لاستخدامهم كورقة مساومة في عمليات تبادل الأسرى المستقبلية.

ووصفت الصحيفة مقاطع الفيديو، التي نشرتها حماس عن العملية، بأنها توفر "تفاصيل مرعبة" عن كيفية تمكّن الحركة من مفاجأة "أقوى" جيش في الشرق الأوسط والتغلب عليه خلال ساعات قليلة. 

وصفت الصحيفة مقاطع الفيديو، التي نشرتها حماس عن العملية، بأنها توفر "تفاصيل مرعبة" عن كيفية تمكّن كتائب القسام من مفاجأة "أقوى" جيش في الشرق الأوسط والتغلب عليه خلال ساعات قليلة

وبفضل ما أسمته نيويورك تايمز بـ"التخطيط الدقيق والوعي غير العادي" بأسرار إسرائيل ونقاط ضعفها، تمكّن المقاومون من اجتياح ثماني قواعد عسكرية وأكثر من 15 مستوطنة. 

وباستخدام طائرات بدون طيار، دمرت حماس أبراج المراقبة والاتصالات الرئيسية على طول الحدود مع غزة، مما أدى إلى فرض نقاط عمياء واسعة على جيش الاحتلال، ويقول المسؤولون في حكومة الاحتلال إن حماس استخدمت المتفجرات والجرارات لصنع فجوات في الحواجز الحدودية، مما سمح لـ 200 مهاجم بالتدفق في الموجة الأولى و1800 آخرين في وقت لاحق من ذلك اليوم. 

ونقل التحقيق على لسان جيش الاحتلال إنه بمجرد انتهاء حرب غزة 2023، فسوف يحقق في كيفية تمكّن حماس من اختراق دفاعاتها بهذه السهولة. 

وأضاف إنه سواء كان الجيش مهمل بأسراره أو مخترق من قبل جواسيس تابعين لحماس، فإن ما تم الكشف عنه قد أثار بالفعل قلق المسؤولين والمحللين الذين تساءلوا كيف يمكن للجيش "الإسرائيلي"، المشهور بجمع المعلومات الاستخبارية، أن يكشف عن غير قصد الكثير من المعلومات حول عملياته الخاصة.