الترا فلسطين | فريق التحرير
تلقّى رسّام الكاريكاتير الفلسطيني محمد سباعنة، قرارًا بفصله من عمله في صحيفة "الحياة الجديدة"، بعد أيام من نشره رسم كاريكاتير عبّر فيه عن حالة الصمت والعجز السياسي الفلسطيني، ما أثار استياء مسؤولي الصحيفة، وانتهى بفصله.
محمد سباعنة: الفصل من العمل في صحيفة الحياة الجديدة جاء بعد رسم كاريكاتير عبّر فيه عن حالة الصمت والعجز السياسي الفلسطيني
وأوضح رسام الكاريكاتير محمد سباعنة (43 عامًا) في حديث مع "الترا فلسطين"، الأربعاء، أنّ قرارًا وصله اليوم بفصله من العمل من صحيفة الحياة الجديدة التي بدأ العمل بها عام 2008 واستمرّ فيها لسنوات متطوِّعًا، وذلك لـ "أسباب تخص الصحيفة"، لكنّه أكّد أن حالة الغضب على رسم لم يُنشر في الصحيفة، هي السبب الحقيقي خلف قرار مسؤوليها بفصله.
وتضمّن الكاريكاتير الذي أشار له سباعنة، صورة للقيادة الفلسطينية وهي تدرس خياراتها للرد على الاعتداءات الإسرائيلية، وهذه الخيارات تراوحت بين الإدانة والشجب والاستنكار فقط.
وبيّن سباعنة أنه نفّذ هذا الرسم بعد استشهاد المعلّم جواد بواقنة، والشاب أدهم جبارين في مخيم جنين برصاص قنّاصة الاحتلال، فجر 19 كانون ثان/ يناير الجاري، معبّرًا من خلال الرسم عن رفضه لحالة الصمت والعجز التي وصل لها المستوى السياسي الفلسطيني، وكرد فعل طبيعي من قبله "كابن لهذه البلاد".
وأشار سباعنة الذي ينحدر من بلدة قباطية لـ "الترا فلسطين"، إلى أن رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة تذرّع له في اتصال هاتفي بأن سبب إنهاء عمله هو "تجديد الطاقات شابّة"، واعتبر أنّ قرار الفصل لم يكن مفاجئًا بالنسبة له، لأنها "ليست الأزمة الأولى على مواقفي وأعمالي"، إذ لفت إلى أنه سبق وتمت مراجعته حول رسومات أخرى.
وكتب محمد سباعنة في منشور على صفحته بموقع "فيسبوك": إذا كان قرار إيقاف نشر أعمالي (لإيلام) محمد سباعنة، فأنا متألم وموجوع جدًا على شهداء جنين الذين يرتقون يوميًا، وأنا موجوع على أسرانا. أمّا إذا كان قرار فصلي نتيجة لوقوفي مع أهلي في جنين ومخيمها ونابلس وبلدتها (القديمة) فما أرخض ما دفعت من ثمن، إذا ما قورن بحذاء طفل لم يجفّ دمه في جنين.
فنان الكاريكاتير محمد سباعنة، عُرف برسوماته السياسية الناقدة، والمناهضة للاحتلال، وكانت معاناة الأسرى واحدة من المواضيع التي عبّر عنها
الجدير بالذكر أنّ فنان الكاريكاتير الفلسطيني محمد سباعنة من مواليد الكويت (1979)، عُرف برسوماته السياسية الناقدة، والمناهضة للاحتلال، وكانت معاناة الأسرى واحدة من المواضيع التي عبّر عنها، وهو الذي أمضى في الاعتقال نحو خمسة أشهر، إذ اعتقلته سلطات الاحتلال أثناء عودته من السّفر عام 2013. وصدر له: "فلسطين قصتي" بتقنية الحفر والنقش، ويروي فيه عشرات الحكايات التي عاشها وآخرون خلال اعتقاله، وكتاب رسّامو الكاريكاتير الفلسطينيين - "Palestinian cartoonist"، وفنّانو الكاريكاتير - "comics artists".
