13-أغسطس-2022
لابيد

لابيد ونتنياهو في جلسة تقييم أمني خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة (gettyimages)

خلصت صحيفة "معاريف" إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لابيد، حقق كل الأهداف الذاتية خلال عملية "بزوغ الفجر" ضد قطاع غزة، وبحسب الصحيفة "فقد تمكن من تقليص الهوة مع منافسيه، وترك نتنياهو خائر القوى".

رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لابيد حقق كل الأهداف الذاتية خلال عملية "بزوغ الفجر"

وقالت الصحيفة إنّ الفاعلين الكبار في السياسة الإسرائيلية، يائير لابيد وبنيامين نتنياهو، اختتما أسبوعًا ممتازًا، فقد أكسبت عملية "بزوغ الفجر" لابيد نقاطًا مهمةً وقيمةً في المجال الأمني، فيما حصل نتنياهو على الانصياع والطاعة في الانتخابات الداخلية لحزب الليكود من أجل تحديد أسماء المرشحين في القائمة الانتخابية، وتمكن نتنياهو وأنصاره من الحصول على المواقع المتقدمة فيها.

وتنظر الصحيفة إلى موقف لابيد ونتنياهو من الأسبوع الماضي بدهشة، رغم التنافس الكبير بينهما، إلّا أنهما وصفا الأسبوع الماضي بنفس الطريق وبجملة واحدة "كل الأهداف تحققت"، وهو ما أعقب عملية "بزوغ الفجر" من ناحية لابيد الذي لخص العملية بهذه الطريقة. أما نتنياهو الذي لم يعقد أي مؤتمر صحفي عقب نهاية التصويت في الانتخابات التمهيدية لحزبه، إلّا أن الجملة التي تلخص الأسبوع لديه "تم تحقيق جميع الأهداف"، وفي الوقت الذي حقق فيه لابيد انجازًا سياسيًا طفيفًا إلّا أن نتنياهو تمكن من تحقيق نجاح سيخدمه على المدى الطويل خلال الحملة الانتخابية وما بعدها، بحسب الصحيفة العبرية.

getty

وأشارت صحيفة معاريف إلى أن لابيد حقق أهدافه من وراء عملية "بزوغ الفجر"، وثبت فكرة أنه "عندما تكون الدولة تحت النار ثمة  قيمة تتجاوز الأحزاب والكتل  البرلمانية ويتوجب التوقف الحديث عن النوايا السياسية التي تقف وراء قرار رئيس الحكومة السياسي والأمني بإطلاق عملية عسكرية".

ووفقًا للصحيفة فإن واحدةً من إنجازات لابيد أنه لن يوجد أحد يتهمه بأن قرار إطلاق العملية العسكرية ضد قطاع غزة كان الهدف منه سياسي داخلي، في ظل أن أي رئيس حكومة يتخذ قرارًا لتنفيذ عملية عسكرية خلال الحملة الانتخابية يتم اتهامه تلقائيًا بامتلاك نوايا سياسية.

وفي محاولة الصحيفة إثبات أن الدافع وراء عملية "بزوغ الفجر" لم يكن سياسيًا، فقد قالت أن الناس في "إسرائيل" يعاني من متلازمة الذاكرة السياسية القصيرة، وأن هناك فارقًا كبيرًا بين الموعد الذي حصلت فيه والانتخابات القريبة، التي تبعد 3 أشهر، مشيرةً إلى أن تأثيرها يمكن أن يعكس على استطلاعات الرأي لمدة أسبوعين، ولاحقًا سوف ينتقل السجال العام إلى موضوع آخر.

وأضافت الصحيفة أن الأداء الجيد لرئيس الحكومة خلال العملية العسكرية، قبل الانتخابات بثلاثة أشهر، لن يكون من بين الأسباب التي ستدفع الناخبين اليمينيين لمنح أصواتهم لحزب يوجد مستقبل (يش عتيد)، أي حزب لابيد. واستكملت الصحيفة شرحها، قائلةً إن هذا النجاح العسكرية يمكن أن يساهم في تقوية لابيد لدى ناخبي يسار الوسط، حيث يمكن أن يمنحه أفضلية على حساب واحد من أحزاب الوسط، خاصةً أن ما اكتسبه لابيد هو صورة أمنية وخبرة قيمة في هذا المجال بعد العملية العسكرية.

والخبرة التي اكتسبها في المجال الأمني والعسكري، كانت ميزة نتنياهو التي ساهمت في تغلبه على لابيد باستمرار باعتباره أكثر ملاءمةً لمنصب رئيس الحكومة، فيما قام لابيد بتقليص هذه الفجوة مع نتنياهو، وبالتالي تم تحقيق هدف لابيد في هذه الجزئية.

getty

أما فيما يخص إنجازات نتنياهو، فقد انهى المهمة الأولى الأهم قبل الانتخابات العامة، وتم اختيار القائمة التي اقترحها لحزب الليكود، أو كما وصفها هو نفسه في أحد مقاطع الفيديو عشية الانتخابات التمهيدية، قائلًا: "قائمة مكونة من الأشخاص المناسبين". والهدف من ذلك هو أنه في حال عدم حصول كتلة اليمين على 61 مقعدًا، هو أن يمتلك نتنياهو قائمةً متماسكةً من أعضاء الليكود. خاصةً أن قناعة نتنياهو تعود إلى أنه في حال عدم حصول كتلة اليمين على 61 مقعدًا فإن خصومه من يسار الوسط سوف يفعلون ما كان سيفعله لو كان محلهم، وهو اللجوء إلى أعضاء الليكود ومحاولة استقطاب منشقين عن الحزب، ولهذا السبب بذل كل جهد ممكن خلال الشهر الماضي لقتل أي متنافس محتمل على عضوية القائمة الانتخابية لليكود يشتبه بعدم ولائه لشخصه، وحتى حال تحقق السيناريو الإيجابي بالنسبة لنتنياهو، أي قدرة الليكود على تشكيل حكومة، فهو يعتقد أنه لا ينبغي أن يتواجد أي شخص في القائمة مشكوك في ولائه.