"آخر مرةٍ رأيتُها فيها كانت قبل واحدٍ وسبعين عامًا، لكنها من أهم الوجوه التي تذكرني بـ نعليا قبيل عام النكبة.. جارتنا أم عبد الله"، تقول الحاجة عائشة شاهين (80 عامًا): "كانت أمًا لعددٍ كبير من الأولاد، وبالكاد كان زوجها يستطيع تأمين متطلبات حياتهم".
كانت أم عبد الله تعرف جيدًا قيمة "النعمة" فلا ترمي كِسرة خبز يابس! في أسوأ الأحوال، تَجِدُها تبلِّلُها ببعض الماء والملح، وتقدمها لأحد أطفالها عَشاءً مُشبِعًا.
كلهم كانوا يعتمدون الفخار أو الطين عمومًا كوسيلة أساسية لحفظ خزين العام كلّه وليس الطعام البائت وحسب
لا تنسى شاهين -وكان عمرها آنذاك 9 أعوام- حين كانت تزورها برفقة أمها بعد الظهيرة، فتجدها متربعةً على مصطبةٍ تظلِّلُها أوراق "الليف" أمام باب بيتها، تهزُّ طرف ثوبها مقابل وعاءٍ فيه ما تبقى من غداء اليوم. كانت مقتنعةً تمامًا أن هبات الهواء التي تصدر عن هذه الحركة ستحفظه من التعفّن حتى صبيحة اليوم التالي على الأقل.
اقرأ/ي أيضًا: صور | عن "الناس الطيبة" في فلسطين قبل النكبة
بينما كان جبين أم عبد الله يتصبب عرقًا، كانت أم عائشة مطمئنةً لطعامها الذي وضعتهُ في ثلاجتها الخاصة. تتحدث عن ثلاجة أمها فتقول: "كانت وعاءً فخاريًا كبيرًا، تملؤه أمي بالماء، تتركه قليلاً في الظل، ثم تضعُ آنيات الطعام المتبقي بداخله، تُغطّيه بقطعة قماشٍ بيضاء منعًا لهجوم الذباب والبعوض، فيبقى على طعمه ولونه لغداء اليوم التالي".
مثلُها كان كل سكّان نعليا -19 كم شمال شرق غزة- وغيرها من القرى والمدن الفلسطينية الذين لم تصلهم الكهرباء -ما دون القدس- حتى عام النكبة 1948.
كلهم كانوا يعتمدون الفخار أو الطين عمومًا كوسيلةٍ أساسيةٍ لحفظ خزين العام كلّه وليس الطعام البائت وحسب. بعد قراءة هذا التقرير ربما ستتمنى صديقنا القارئ أن تعود لتعيش تلك الأيام، على الأقل حتى لا تسمع عن المواد الحافظة التي صارت أساس التخزين اليوم، وهي من أهم أسباب السرطان.
رائحة الذكرى
في كل بيتٍ في نعليا كانت هناك صوامع مبنيةً من الطين مخصصةٌ لحفظ القمح والشعير والذرة والعدس والحبوب كلها "مثل حصالة الفلوس بس طولها طول بني آدم" وفق قول شاهين. وتشرح قائلة: "كانت تستند إلى سور البيت، لها من الأعلى فتحة لإدخال الحبوب، ومن الأسفل بابٌ صغيرٌ بحجم رأس طفل، يُفتَحُ حين تحتاج ربة البيت إلى المحصول لصنع الطعام، تأخذ ما تحتاجه وتعود لتغلقه فورًا".
على ذمة زوجها أحمد شاهين الذي كان يشاركها الحديث، كانت الحبوب تمكث في البيت عامًا وأحيانًا عامين، دون أن ينالها العطب "ولا يصيبها السوس بفضل صوامع الطين التي تحميه من الحر والرطوبة".
كانت الحبوب تمكث في البيت عامًا وأحيانًا عامين دون أن ينالها العطب ولا يصيبها السوس
يضيف، "كان الخبز يمكث في دارنا يومين وثلاثة دون أن يتعفّن رغم درجة الحرارة الحالية، حيث كنا نحفظه في سلالٍ من القش بعد لفّها بقطع قماشٍ بيضاء خفيفة، ثم نعلق السلال في سقيفة أو عريشة"، معبرًا ببساطة أهل القرى عن السبب: "لأن الهواء في الأعلى أبرد من الهواء في الأسفل".
في تلك الأيام، لم تكن هناك دفيئاتٌ زراعيةٌ تتيح زراعة أنواع المحاصيل الموسمية على مدار العام. على سبيل الأهمية ذكرنا أمام الحاجة شاهين محصول البندورة، فضحِكت قبل أن تقوم من مكانها فجأة، ومشت نحو غرفةٍ قريبة ثم عادت تحمل معها مرطبانًا زجاجيًا كبيرًا، أفرغت ما بداخله على الحصيرة وقالت: "هادي هي البندورة... وهيك كنا نعمل"، أقراصٌ بنيةٌ غامقة لولا أنها قالت عنها بندورة لما عرفناها!
كان أهل القرى بالعموم يعمدون إلى تجفيف البندورة بقصها إلى جزئين، يفردونها على قماشةٍ نظيفة، ويبدأون برش الملح بداخل كل قسم، ثم يغطونها بقماشة تشبه شاش الجروح؛ خفيفةً تمنع الذباب وتسمح لأشعة الشمس بالتسرب نحو الداخل، ثم يتركونها حتى تصبح "كالحطب". أضافت شاهين، "عندما نريد صنع السلطة مثلاً ننقعها ببعض الماء لمدة دقائق، يذهب تجعيدها، وتعود طرية، ثم ندقها مع الفلفل أو الثوم. ويا لطيف ما أزكاها".
أما الملوخية فكانت تُغسل جيدًا، ثم تجفف تحت الشمس لعدة أيامٍ يتم خلالها تقليبها أكثر من مرة، ثم تُفرَكُ حتى تصبح بودرة، وتحفظ في مرطباناتٍ مبطنةٍ بالقماش الجاف، أو بأكياس الخيش، ثم تُطبخ وقت الحاجة بإضافة السلق لها وقلي الثوم تمامًا كما لو كانت طازجة.
حتى البرتقال!
ابنة القرية ذاتها (نعليا)، الحاجة عائشة المقيّد -من مواليد عام 1933- تتذكر أن أمها كانت تربي بقرتين، تستفيد من حليبهما ببيعه، وما يفيض منه تحفظه لأبنائها أيامًا دون أن يفسد بأوانٍ فخارية، توضع بأوانٍ أخرى ملأى بالماء.
كنا نشرب الماء من القُلّة باردًا نقيًا، وكانت أمي تلفّها بقطعة من الخيش تبللها بين الفينة والأخرى ببعض الماء لتزيد من فاعلية التبريد
علميًا، يتغلغل الماء في مسامات الفخار، فيخلق فرقًا بين الضغط في جدار الآنية وبخار الماء الموجود في الهواء خارجها، مما يسمح بصناعة محيطٍ هوائيٍ أكثر برودة في الداخل. على سبيل التأكيد تعلق الحاجة المقيّد: "كنا نشرب الماء من القُلّة باردًا نقيًا، وكانت أمي رحمها الله تلفّها بقطعة من الخيش تبللها بين الفينة والأخرى ببعض الماء لتزيد من فاعلية التبريد".
وتقول: "أهل زمان نفسهم طيبة، إيش الموجود بياكلوه، إذا لحم أكلوا، وإذا عدس حمدوا وشكروا".
اقرأ/ي أيضًا: صور | كيف تجمّلت نساء فلسطين قبل النكبة؟
كان أهل الحاجة عائشة يجففون العنب والتين ويحفظونه في مرطبانات زجاجيةٍ لعامٍ كاملٍ دون أن يمسّه دودٌ أو سوس، بينما كانت أمها تعمل على "كبس اللحم" في مرطباناتٍ صغيرةٍ بعد تقطيعه بحجم عقلة الإصبع، وطبخه بدهنه على النار دون أي إضافات، ثم تمليحه بزيادة، "وكانت تغلق فم المرطبان بطبقةٍ من الشمع، ثم بغطائه، ولا تفتحه إلا وقت الاستخدام، وعند استخدامه لا تضع على الطبخ ملحًا فملح اللحم يُغني" تكمل.
وفي أحيان أخرى، كانوا يجففون اللحم بعد تشريحه وسلقه "نصف نضج"، ثم تعليقه بعد كبسه بالملح على حبلٍ تحت الشمس، "وهو ما يعرف حتى اليوم باسم اللحم المقدد، أو القديد".
تردف الحاجة عائشة، "كانت أمي تحفظ أرطالاً من البصل في الأرض الصغيرة التي يطل عليها بيتنا مطمورًا تحت أكوام القش الذي كان يحفظه من الرطوبة وحرارة الشمس صيفًا، وأرطالاً أخرى من البطاطا تدفنها في الطين فتستخدمها بين العام والعام".
أم عائشة كانت تجفف المفتول "وكانت أكلة مفضلة للقروين بنعليا" تضعه على البخار حتى تطرى حبته قليلاً، ثم تنشره تحت الشمس حتى يصبح "كما المفتول الجاهز هذه الأيام قاسيًا"، ثم تجلب القرع (اليقطين - الحبة الطويلة)، تحفره وتكشط لبه حتى تصبح الحبة مثل وعاء.
اقرأ/ي أيضًا: صور | لاجئون أوربيون في غزة.. حكايات حب ونخوة
تضيف، "كانت تجفف القرعة تحت الشمس حتى تطرق عليها فتصدر صوتًا كصوت الخشب، تضع فيها المفتول الجاف وتغطيها بالخيش جيدًا، وعندما ترغب بطبخ واحدة، تضعها كلها على النار. المفتول والقرعة".
وعن تجفيف البرتقال فاسمعوا هذه، كانت أم عائشة تجفف أرطال البرتقال تحت الشمس، بعد اختيار مكانٍ بدرجة حرارةٍ تعرف هي فقط مدى مناسبتها، تتركه أيامًا دون أن يقترب منه حتى الذباب، فتصبح قشرته كالحطبة، بينما يبقى داخله سليمًا بعصيره ونكهته اللذيذة. تعلّق: "كانت تحمّل المسافرين منه، وتحفظ الكثير منه لأخيها الذي كان يزور القرية كل عام أو عامين مرة مسافرًا من الكويت".
"كانت مشاكيك البامية، والفلفل الأحمر والثوم والذرة بمثابة زينة البيت التي تدل على أن ربته معدّلة"
جدران بيوت القرويين كانت قبل النكبة تتزين بما كانوا يسمونه "المشاكيك" ومفردها "مشكاك"، ويقصد بها الحبل الذي يتم إدخاله في نوع الخضار بواسطة الإبرة حتى يصبح كالعِقد، ثم تعليقه في الشمس حتى يجف، "كانت مشاكيك البامية، والفلفل الأحمر والثوم والذرة بمثابة زينة البيت التي تدل على أن ربته معدّلة" على حد تعبير المقيد.
مطامير أرضية
الحاج سلمان أبو رخيّة (85 عامًا) من عربان روبين المحتلة (أقصى الغرب من قضاء الرملة)، حدّثنا عن حياة ما قبل النكبة عندما كانوا يتركون بيوت الكرميد الأحمر، ويفضِّلون العيش في بيوت الشعر.
وفي الوقت الذي كان أهل القرى والمدن يذبحون الماشية للتغذي بلحمها على قدر الحاجة وفي المناسبات -إلا أصحاب المال والنفوذ منهم- كان أهل روبين يذبحونها في الأسبوع أكثر من مرة للضيوف أو للأهل كونهم كانوا يربونها بأنواعها المختلفة: البقر والماعز والخراف.
يقول: "كان يفيض الكثير من اللحم، فنلجأ إلى طبخه مملحًا مع الكثير من الدهن". كانوا يستخدمون نفس الطريقة التي ذكرتها الحاجة المقيد أعلاه، الفرق فقط كان أنهم وضعوه في أوانٍ فخارية، ثم دفنوه في التراب حتى يبقى بعيدًا عن أشعة الشمس ويستمد برودته من رطوبة الأرض حوله.
كان سكان البادية عمومًا يحفظون الحبوب في المطامير الأرضية التي كانت يُغلفون جوانبها بالتبن أو قشور القمح ويهيلون فوقها التراب
أما حفظ الحبوب، فعلى عكس أهل القرى، كان سكان البادية عمومًا يلجئون إلى المطامير الأرضية ومفردها مطمورة، أو ما يسمّى بلهجة البدو "الدفين"، وهي حفرٌ "بعمق طول إنسان" كما يصفها الحاج أبو رخية، كانت تغلف جوانبها بالتبن، أو قشور القمح، وتوضع فيها الحبوب لتغطى بطبقةٍ من التبن ثم يهيلون فوقها التراب حتى وقت الحاجة.
أهل روبين زرعوا بالإضافة إلى القمح والشعير والعدس والسمسم والحمص والفول والبطيخ والشمام، زرعوا التين بكثرة، ما جعلهم يلجئون إلى تجفيفه مع نهاية كل موسم. يعلّق الحاج الذي يُكنى بأبي معيوف: "كنت أملك قرابة الـ50 بقرة أرعاها في روبين قبل النكبة، وكنت أجفف التين بما يعادل الـ40 صندوقًا كل عام، أطعمها إياها على مراحل لغرض إدرار الحليب"، يتمتم بحزن: "كنا بخير.. الله يرحم هديك الأيام".
جلد الماعز ونبتة الشيح
أما الحاجة حربة أبو زكري، وهي من مهجري مدينة بئر السبع عام 1948، فتروي حكايات تلك الأيام، عندما كان بدو تلك المدينة يصنعون السمن من ما أسمته "روبة الحليب" الذي كانوا يحصّلونه من الأغنام والماشية خاصتهم، قالت: "كنا نضع الحليب في قربةٍ مصنوعة من جلد الماعز الذي يتميز بسماكته وقدرته على عزل الحرارة، بعد تنظيفه طبعًا وإخاطة جوانبه بشكلٍ متين، ثم تعليقها في خشبة أفقية تستند إلى خشبتين عموديتين، ثم البدء بخضّها لمدة لا تقل عن نصف ساعة حتى يُخرِج الحليب زبدته، فنفصلها عن السائل في طبّاخة (إناء الطبخ)".
كانت الحاجة حربة، ومعظم النساء هناك، يطبخون ما يتمخض من سمن مع الملح لإطالة عمره ومنعه من التعفّن، بالإضافة إلى بعض أوراق نبتة "الشيح" التي كانت تنمو بكثرةٍ هناك (وهي عشبة عطرية معمِّرة)، ثم يضعونها في أوانٍ فخاريةٍ ويغطونها جيدًا، ويدفنونها في الأرض بمكانٍ ظليلٍ حتى يأتي وقت استخدامها.
وتضيف، "صنعنا الفسيخ من السمك، وأيضًا دفنّاه في الأرض فتراتٍ طويلة، كما صنعنا اللبن الجميد الذي كنا نعجنه بالملح، فيمكث عندنا سنة وأكثر، كل هذا كنا نحفظه في أوانٍ فخارية، وندفنه في الأرض ونخرجه فقط وقت استخدامه".
وأوضحت أن النساء -بسبب ارتفاع درجة الحرارة في المدينة الصحراوية كُنَّ يتحرين طبخ الطعام- "كل طقّة بطقتها" حسب تعبيرها، بمعنى "كانت تتحرى أن لا يزيد منه لليوم التالي خشية فساده"، وعلى ذلك تعلق: "كنا نعرف قيمة النعمة مش مثل جيل اليوم"، تنهّدت وآثرت إنهاء الحديث قبل أن يزورها الحنين لأرضٍ لو تركتموها تمشي إليها لما ضيّعتها "أرضي، كيف ما أعرفها؟" تتساءل.
في يافا العز
ابنة ملكة البرتقال يافا، المدنيّة المدللةُ وحيدة أمّها من البنات عربية العف (86 عامًا)، كانت تراقب عن كثبٍ كل ما يتعلق بأعمال البيت دون أن تشارك فيها لأنها ارتادت المدرسة، لكنها تعرفُ جيدًا معنى أن يكون لدى إحدى نساء يافا "فترة خزين"، كان ذلك يعني أن كل نساء حيها من الجارات زائراتٍ عندها يشمرن السواعد لتقديم العون.
أن يكون لدى إحدى نساء يافا "فترة خزين" يعني أن كل نساء حيها من الجارات زائراتٍ عندها يشمرن السواعد لتقديم العون
تقول: "أكثر المشاهد التي أذكرها وكنتُ طفلةً بعمر العشرة تقريبًا، جاراتنا وهنّ يجففن قرون الفول الأخضر، وقرون البازيلاء، والحمص، ينشرنها تحت الشمس كما هي حتى تتحطّب القشرة الخضراء وتصبح كالخشب، يبدأن بفتحها وأخذ الحبوب منها، والتي تكون جفّت نهائيًا".
كانت أمها تخزن هذه الحبوب -مثل كل أهل يافا- في جرارٍ فخارية كبيرة، وتغلقها بقطع الخيش أو بقماشٍ أبيض، فيما كانت ترش فيها بعض الملح لمنع التسوس، كذلك كان حال قطف الملوخية وتجفيفها ثم فركها وخزنها في مرطبانات الزجاج، ولطبخ السمن من دهن اللحم حكايةٌ أخرى.
تزيد، "كان يحفظ في مرطبانات ويظل لأشهر مخبئًا في مكانٍ معتم، كانت أمي تستخدمه لإضافة النكهة وتدسيم الطعام".
أما الكشك، فكانت أمها -كما أخبرتنا- تصنعه أقراصًا من القمح المجروش تحت حجر الرحى، مخلوطًا باللبن الرائب، ثم تنشره في الشمس وتملحه حتى يتشرب القمح اللبن، ومن ثم تُخزنه لصنع الكشك المطبوخ به فيما بعد "وكان يظل عندنا عامًا وأكثر".
معظم سكان المدن والقرى الفلسطينية، كانوا يعشقون التسالي: بزر البطيخ والقرع على وجه التحديد، تكمل عربية: "كل وحدة وشطارتها كم تخزّن منه، كانت أمي تجمع البذر، وكان البطيخ آنذاك بلديًا مليئًا بالبذور، تغسله جيدًا وتجففه تحت الشمس، ثم ترفعه إلى حين سهرة، أو لإكرام ضيف الغفلة، فتستخرج قدر المطلوب وتحمّصه حبًا عن طيب خاطر".
كانت المرطبانات الزجاجية الكبيرة تملؤ زاويةً في مطبخ آل العف بيافا، مخللات الباذنجان، والجزر، والزيتون المكبوس، واللبنة المكوّرة المغمورة بزيت الزيتون، وورق العنب المضغوط الذي كان يُحشى ويطعم العائلة والجيران، فيما كانت تتربع في زاويةٍ أخرى الجرار الملأى بالحبوب، وفي الصدر لا تنسى الحاجة عربية حتى هذا اليوم عقود البامية والفلفل الحار الجافة التي كانت تضفي لمطبخ أمها الرونق الذي تفتقده كثيرًا في المطابخ العصرية.
هذا التقرير أوجع بتفاصيل أسئلته كل ضيوف الترا فلسطين حين استنشقوا رائحة أمهاتهم في ذكريات خزين العام، يوم كانوا أهل العز والخير الكثير. لقد أجمعوا في ثنايا الحديث على أن حياة جيل اليوم أسهل بكثير بسبب توفر الكهرباء.
اقرأ/ي أيضًا:
ما هي ألعاب الفلسطينيين قبل النكبة؟