11-أكتوبر-2022
"لوكندة فرح" - البيت الذي أعيد ترميمه في رام الله ليصير فندقًا

"لوكندة فرح" - البيت الذي أعيد ترميمه في رام الله ليصير فندقًا

حوّلت بلدية رام الله بيتًا قديمًا في شارع دمشق بالبلدة القديمة، إلى فندق صغير بطابع تراثيّ، وهو ما دفع المحاميّة دانا سلامة من مدينة الناصرة شمال فلسطين، للقدوم مع والديها لتجربة قضاء إجازة في المكان الذي أطلق عليه اسم "لوكندة فرح". 

بيتٌ قديم مهمل منذ عشرات السنوات في رام الله، تحوّل بعد ترميمه إلى فندق بطابع تراثي

عرفت دانا عن الفندق الصغير من خلال أصدقائها، كما أنّها تتابع عبر تطبيق "انستغرام" ما تنشره ياسمين عبد الهادي، مُشغّلة المكان، فأعجبت به، وفضّلت مع عائلتها "تجربة الإقامة في فندق جديد بطابع تراثي مليء بالجمال"، وهي فرصة أيضًا للتعرّف أكثر على رام الله، كما تقول لـ "الترا فلسطين". 

فندق لوكندة فرح في رام الله العتيقة
فندق لوكندة فرح في رام الله العتيقة

وقبيل مغادرتها، بعد أيام من الإقامة، توجّهت دانا سلامة إلى زاوية "النملية" حيث تباع منتجات محليّة تعدّها سيدات في بيوتهن، واشترت "اللبنة المدحبرة" المغمورة بزيت الزيتون، لتشجيع صناعة المنتجات الفلسطينية. 

"لوكندة فرح" يقع في البلدة القديمة بمدينة رام الله، وقد افتتحه بلدية المدينة مؤخرًا بعد ترميمه، وجرى تشغيله كفندق سياحي تلبية لرغبات زوار المدينة وسياحها ممن لديهم الرغبة بالإقامة في مثل هذه الأماكن التقليدية القديمة.

تقول الشابة ياسمين عبد الهادي لـ "الترا فلسطين" إنها شاهدت إعلانًا لبلدية رام الله عن حاجتهم لمشغِّلٍ للفندق، وعندما رأت المكان صدمها جماله وطريقة ترميمه بما يحافظ على تفاصيل روحه وأهمِّ ما فيه، لذلك تقدّمت بعطاء لتشغيله. 

الشابة ياسمين عبد الهادي، مشغِّلة فندق "لوكندة فرح"
الشابة ياسمين عبد الهادي، مشغِّلة فندق "لوكندة فرح"  - (الترا فلسطين) 

وتضيف أن اسم "لوكندة فرح" من شِقّين، الأول "Locanda" مأخوذ من كلمة أجنبية وتعني النُزل الذي تنام وتأكل فيه، فيما الشق الثاني "فرح" نسبة إلى عائلة فرح مالكة المنزل. 

لوكندة فرح

يتكون الفندق من ثلاثة طوابق،7 غرف في الطابق الثاني موزّعة بين غرف مفردة ومزدوجة، وغرفة واحدة مميزة في الطابق الثالث تسمى "العليّة" وعليها شرفتين تطلان على أحياء رام الله، أما الطابق الأول من الفندق ففيه قسم الاستقبال والمطعم والمقهى وهو مفتوح أمام الجميع، وليس للمقيمين فقط.

غرفة الاستقبال
غرفة الاستقبال
من داخل المبنى

كذلك يوجد في الفندق بئر مياه قديم على شكل "إجاصة" تفكر "عبد الهادي" في استغلاله في ريّ الأشجار، كما أنهم خصصوا زاوية تسمى "النملية" عند المدخل لبيع المنتجات البيتية والأشغال اليدوية مثل اللبنة البلدية والمكدوس والزيتون والمطرزات والفخار والصناعات الزجاجية وغيرها من المنتجات، لتشجيع السيدات والجمعيات التعاونية وتسويق منتجاتهم.

النمليةالنملية

بئر مياه قديم
بئر مياه قديم

وتقول مرام طوطح، رئيسة قسم الإعلام والبرتوكول في بلدية رام الله إن "لوكندة فرح" بيت قديم يعود لعائلة فرح (إحدى عائلات رام الله)، والعائلة الموجودة في الولايات المتحدة حاليًا، وقّعت اتفاقية مع البلدية قبل سنوات بحيث يتم ترميم المبنى وإعادة إحيائه، على أن تستملكه البلدية لمدة محددة مقابل ذلك.

من داخل المبنى

وأضافت طوطح في حديثها لـ "الترا فلسطين" أنه تم البدء بترميم المبنى قبل جائحة كورونا، لكن عمليات الترميم توقفت بعد، ثم جرى استئناف العملية التي تهدف في هذا المكان وغيره من البيوت القديمة، لعدم إهمالها، والحفاظ على الموروث التاريخي الموجود في مدينة رام الله من الهدم، كون أن القوانين ما تزال عاجزة عن حماية بيوت مبنية من سنوات معينة، لذا تقوم البلدية باستملاكها وترميمها سواء من صندوق البلدية، أو من خلال الدعم الخارجي. 

مرام طوطح، مديرة العلاقات العامة والبروتوكول في بلدية رام الله
مرام طوطح، رئيسة قسم الإعلام والبرتوكول في بلدية رام الله - (الترا فلسطين) 

وأشارت طوطح إلى أن البيت الذي توافد عليه سابقًا، عدد كبير من أبناء مدن فلسطينية، ظل مهجورًا لسنوات، وتوالت عليه أحداث كبرى مثل حرب النكسة، والانتفاضتين، إلى أن جرى ترميمه وإحالته لفندق صغير، لأن المدينة تشهد حركة سياحية ممتازة، كما أن البلدية يحضر إليها زوار باستمرار، لذا كان الهدف هو إقامة فندق لهؤلاء الزوار الذين يفضّلون الإقامة في مثل هذه البيوت القديمة بدل الفنادق التقليدية.

و"لوكندة فرح" ليست التجربة الأولى في الترميم والحفاظ على المباني القديمة التي تقوم بها بلدية رام الله. وتلفت طوطح إلى ترميم عدد من المنازل القديمة، أهمها شراء "بيت جغب" الذي كان مهددً بالهدم، وصدر قرار محكمة عليا يجيز الهدم، لكن البلدية قامت بشرائه بمبلغ كبير، لحمايته من الهدم. 

لوكندة فرح

وأضافت "قمنا بترميم بيت ورّة وتحويله لمركز الاستعلام السياحي، كما أنّ المحكمة العثمانية أصبحت مركزًا للثقافة والطفولة والشباب ومكتبة للأطفال، وأصبح "حوش قندح" بيتًا للفنانين، كما أن دار الصاع ودار الزرو والزيبق هي بيوت متلاصقة استملكتها البلدية وتعمل على ترميمها لتحوّلها إلى أمكنة تروي حكاية المدينة، وهناك دار الأصبح التي أصبحت حديقة العائلة.