بعلب سردين وهياكل من الخردة وأشياء أخرى، قدّم 12 شابًا وشابة من غزة أعمالًا فنيّة تجسّد معاناتهم، في معرض "مبني للمعزول" الذي نظمته اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لبيان آثار الحصار الإسرائيليّ الذي استمر 15 سنة على شباب القطاع.
بعلب سردين وهياكل من الخردة وأشياء أخرى، قدّم شبّان من غزة أعمالًا فنيّة تجسّد معاناتهم، في معرض "مبني للمعزول" الذي يعكس آثار الحصار الإسرائيليّ
وتقول سهير زقوت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لـ "الترا فلسطين" إنّ خُمس المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة من فئة الشباب الذين لم يعرفوا في حياتهم سوى حدودًا مغلقة وحياة معزولة.
وتشير إلى أنّ معرض "مبني للمعزول" جاء بعد استطلاع للرأي أجرته اللجنة، وقال فيه 9 من كل 10 شبان، إن حياتهم ليست طبيعية مقارنة بالمجتمعات الأخرى.
قوارب موت بحثًا عن حياة!
الشابّة آلاء الشوا شاركت بلوحة فنيّة تعجّ بعشرات الشبان المهاجرين على متن قارب وسط البحر، وبعضهم بدا غارقًا فيه، في إشارة للجوء شبّان من قطاع غزة للهجرة غير الشرعية عبر قوارب الموت، بحثًا عن مستقبل وحياة أفضل.
واستخدمت آلاء في إعداد لوحتها، القماش الخاص بسترات النجاة التي يرتديها الشبان أثناء هجرتهم بحرًا. وقالت في حديثها لـ "الترا فلسطين" إنها عاشت شعور أهالي الشبان الذين غرقوا في البحر، وانقطعت أخبارهم، ولم يتم العثور على جثثهم.
علب سردين
واختار محمد جحلش (35 عامًا) أن يُعبّر عن معاناة أقرانه في غزة بإعداد لوحة من علب السردين التي تقدمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، وفي كل علبة سردين اختار أن يعرض مشكلة.
قال جحلش لــ "الترا فلسطين" إنه بحث عن قالب بسيط يمكّنه من إيصال معاناة الشباب، فوجد علبة السردين الخيار الأفضل، فهي تشبه غزة من ناحية الإغلاق والحصار الذي يحيط بها. كما أن علبة السردين تحوي الأسماك المتراصّة بجانب بعضها، تمامًا كحال قطاع غزة حيث الكثافة السكانية الأعلى على مستوى العالم.
وأضاف: ضمّت اللوحة 30 علبة سردين، جسّدت داخل كل علبة -عبر رموز منحوتة- إحدى المشاكل والقضايا التي يعاني منها الشباب في قطاع غزة، كقضايا السفر، والعمل، والتعليم، والصحة.
أحلام عالقة في هيكل خردة
عساف الخرطي عبّر هو الآخر عن معاناة الشباب عبر تصميم هيكل معدني من قطع الخردة المبعثرة على هيئة شاب، وقال إن التصميم الفني الذي يحمل اسم "أحلام عالقة" يشير لتشتت الشباب في قطاع غزة وضياع أحلامهم وطموحاتهم، لكنهم ورغم ذلك يقاومون حالة اليأس والإحباط التي عانوا منها خلال سنوات الحصار، ولم يفقدوا الأمل.
والاستطلاع الذي أجرته اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وشارك فيه 385 شاب وشابة من قطاع غزة، أظهر أن ثلثيهم ما يزالون يعتمدون على أسرهم في توفير لقمة عيشهم. وبدا 40 في المئة من الشبّان المستطلعة آرائهم فاقدين لأي بصيص أمل في العثور على فرصة عمل خلال 15 سنة قادمة.