11-سبتمبر-2017

لوحة جدارية في غزة

نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، اليوم الاثنين (11 أيلول/ سبتمبر)، مقالًا تحليليًا لرئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق، اللواء احتياط، غيورا ايلند، حول مفاوضات تحرير الجنود الإسرائيليين الأسرى، بالاعتماد على أسلوب كعكة الجبن وكعكعة الشوكولاتة، خلُص فيه إلى أنّ إسرائيل فشلت في كل صفقات تبادل الأسرى التي أبرمتها مع الفلسطينيين.

ضابط إسرائيليّ ينشر مقالًا في صحيفة "يديعوت أحرنوت" يُشخّص فيه سبب الفشل الإسرائيليّ في إنجاز صفقات تبادل، ويضع حلولًا

ويشير انشغال آيلند، هو واحد من كبار منظري الحرب الإسرائيليين بمسألة المفاوضات للإفراج عن الإسرى الإسرائيليين المحتجزين بغزة، إلى أنّ هذا الملف بات مُلحًّا جدًا، ويفرض نفسه بقوة على جدول الأعمال في إسرائيل.

ويشخّص ايلند، سبب الفشل الإسرائيلي في صفقات تبادل الأسرى السابقة، منذ صفقة جبريل (1985)، بالقول إنّ السبب بسيط، وهو أننا نتفاوض بشأن قضية واحدة، مع أن الجانب الآخر يتمتع بجميع المزايا. فهو غير مبال بينما نحن متحمسون. والنتيجة السيئة التي نحصدها لا مفر منها".

ويلفت ايلند إلى أنّ كل المحاولات الإسرائيلية الحالية للتوصل إلى اتفاق مع حماس، يسمح بإستعادة المدنيين الإسرائيليين وجثث الجنود، فشلت مرارًا وتكرارًا. مشيرًا إلى أنّ محاولة رئيس الصليب الأحمر، الذي زار غزة مؤخرًا، لم تساعد في ذلك أيضًا".

ولإنجاز صفقة تبادل ناجحة، يرى آيلند أنّ اللجان مثل لجنة القاضي شمغار التي عملت لتحديد السقف الأعلى المقبول لصفقات التبادل، لن تنفع، ولن ينفع أيضًا اختيار أفضل رجل لمنصب منسق شؤون أسرى الحرب والمفقودين، مبيّنًا أنّ السبيل الوحيد للنجاح هو طرح صفقة تناقش عدة قضايا، بحيث يكون موضوع تبادل الأسرى أحد مواضيعها، وليس محورها.

ويدلل ايلند على صحّة مقترحه، بالقول إنّه في عام 2009، ومع انتهاء عملية "الرصاص المصبوب"، تم ممارسة ضغوط دولية على إسرائيل لفتح المعابر المؤدية لقطاع غزة ونقل الشاحنات المحملة بالطعام والمعدات. ويقول إنّه "كان يجب على إسرائيل أن تقول في ذلك الوقت: نحن حساسون للمسائل الإنسانية، ولكن لجميع القضايا الإنسانية. وسوف نتفاوض مع حماس حول مسألتين: نطاق فتح المعابر وتبادل الأسرى".

ويمضى رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق شارحًا وجهة نظره: "لو كُنّا قد فعلنا ذلك، لكانت قد نشأت حالة متوازنة. نحن كنا سنضغط لإطلاق سراح جلعاد شاليط، وحماس كانت ستضغط لفتح المعابر. ونحن كنا سنظهر المرونة في موضوع "المعابر"، والجانب الآخر كان سيضطر لإظهار المرونة في موضوع "شاليط". هذا لم يحدث آنذاك، ولا يحدث اليوم".

ويقول، ايلند، "الصفقات  بشكل عام هي الطريقة الصحيحة لحل أيّ نزاع. لنفترض أنّ إسرائيل تجري مفاوضات مع أي طرف، عدوّ أو صديق على توزيع كعكة معينة. تنتهي المفاوضات بتقاسم الكعكة بنسبة 50:50. لدى الحكومة الإسرائيلية مشكلة في توضح كيف وافقنا على إعطاء الجانب الآخر 50٪، في حين أننا أكثر ذكاء وأقوى منه، وبالتالي سوف تجد صعوبة في المصادقة على مثل هذا الاتفاق".

ويحاول ايلند، شرح طريقته المقترحة لإبرام اتفاق تبادل أسرى جيّد لإسرائيل، بالقول: "لنفترض حالة أخرى، تجري فيها المفاوضات حول كعكتين - كعكة جبن وكعكة شوكولاتة- تنتهي المفاوضات بحصولنا على رُبع كعكة الجبن فقط، ولكن مع ثلاثة أرباع كعكة الشوكولاتة. من الواضح أن هذه حالة مماثلة للحالة السابقة، حيث أن المفاوضات انتهت في المتوسط بنسبة 50:50. ولكن هناك فرق كبير هنا. بما أننا نتعامل مع كعكتين، يمكن للحكومة أن تقول: فيما يتعلق بكعكة الجبن، صحيح أنه تبقى لدينا الرُبع، ولكنها في كل الأحوال كعكة صغيرة وغير لذيذة، لذلك ليس سيئًا للغاية أننا أبدينا السخاء وتخلينا عن ثلاثة أرباع منها".

ويضيف: "من ناحية أخرى، فإن كعكة الشوكولاتة هي كعكة مهمة حقًا. وفي هذه المسألة، أصررنا على إجبار الطرف الآخر على تقديم ثلاثة أرباعها. لذا، في النهاية، نحن من يفوز في الصفقة. الجانب الآخر سوف يدّعي الشيء نفسه ولكن بشكل معكوس، والجميع سوف يشعرون بالرضا: فهم أيضًا يمكنهم أن يحكوا لجمهورهم قصة النصر".

ويرسم ايلند ملامح أي صفقة تبادل أسرى ناجحة من ناحية إسرائيلية بالقول: "عندما يجري النقاش حول قضية واحدة، يكون المقصود دائمًا "لعبة نتيجتها صفر". وعند مناقشة عدد من القضايا، يتبين أن أولويات كلا الجانبين مختلفة. ما يعتبر الأهم بالنسبة لنا يعتبر أقلّ أهمية لدى الجانب الآخر، وهكذا فإنه لكي نتمكن من التوصل إلى "اتفاق شامل" مع حكومة غزة، يجب علينا أولا أن نعترف بأن غزة أصبحت منذ زمن دولة، بكل ما يعنيه الأمر، وأنّ حماس هي الحاكم هناك. إسرائيل تملك قدرة كبيرة على تقديم العصي والجزر في غزة، ولذلك، إذا دخلنا في مفاوضات كهذه (مباشرة أو غير مباشرة)، حين يكون تبادل الأسرى أحد المواضيع التي ستناقش، يمكننا تحقيق نتيجة جيدة أيضًا في مسألة إعادة جثتي غولدين وأورون، وإطلاق سراح الاخرين الذين تحتجزهم حماس، وكذلك في مواضيع أخرى".


اقرأ/ي أيضًا:

نفين العواودة.. ضحية الجريمة وممحاتها!

مستوطنون زبائن في ورشات ومتاجر فلسطينية

ثورة البراق.. حين قال الفلسطينيّ كلمته