22-يناير-2022

أنقاض منزل محمود صالحية بعد هدمه | gettyimages

"أنا استأجرت بيت لعائلتي في بيت حنينا، وأختي سكنت عند بنتها، أما أمي فسكنت عند شقيقي". هذا ما انتهى إليه حال 14 مقدسيًا من عائلة صالحية، بعدما هدمت بلدية الاحتلال في القدس منزلهم فجر يوم الأربعاء الماضي في حي الشيخ جراح.

قيدوه ورموه خارج المنزل في البرد القارس مع أفراد أسرته، ثم حضر إليه الضابط وقال له: "بدي أطلعك من الدار حافي يا كلب"

محمود صالحية (50 سنة) الذي تحدى قوات الاحتلال الإسرائيلي بإشعال النار في نفسه مع عائلته وتفجير المنزل في حال اقتحامها له، لم يكن بإمكانه الانتصار في مواجهة اقتحام مئات الجنود لمنزله بشكل مباغت عند الساعة الثالثة فجرًا.

يوضح صالحية لـ الترا فلسطين، أنهم قسَّموا أنفسهم للتناوب على حراسة المنزل، ولم يكد يتوجه للمنزل حتى اقتحم مئات الجنود المنزل بشكل سريع، وألقوا قنابل الصوت لتشتيت الانتباه وتخويفهم.

وأضاف، أنهم قيدوه وألقوا به خارج المنزل في البرد القارس مع أفراد أسرته، ثم حضر إليه الضابط -الذي لم يستطع اقتحام المنزل في مرة سابقة- وقال له: "بدي أطلعك من الدار حافي يا كلب".

وأفاد صالحية بأن قوات الاحتلال اعتقلته ومن معه ونقلتهم إلى مركز للشرطة، وهناك رفض الامتثال لهم والإدلاء بإفادته، مبينًا أن 20 شخصًا من أبناء عائلته تم احتجازهم ليومين، وعندما توجهوا إلى المحكمة قال له الضابط سوف آخذك لترى منزلك كيف هُدم. وبالفعل مرت مركبة الشرطة من أمام المنزل المهدوم.

عندما توجهوا إلى المحكمة قال له الضابط سوف آخذك لترى منزلك كيف هُدم. وبالفعل مرت مركبة الشرطة من أمام المنزل المهدوم

"هُجرت العائلة مرة ثانية، بعدما كانت تهجيرها الأول من منزلها في عين كارم خلال النكبة" يقول صالحية بحسرة. لكنه هذه المرة قرر التوجه إلى المحكمة المركزية الإسرائيلية للاحتجاج على الهدم، وكذلك لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي.


شاهد: تغطية إخبارية لهذا الملف والملفات الإخبارية الراهنة عربيًا ودوليًا على شاشة التلفزيون العربي أخبار:

 


في هذا السياق، أكد وليد تايه، محامي عائلة صالحية، أن هدم منزل العائلة "جريمة حرب"، باعتبار الأمر القضائي الذي كان بحوزة قوات الاحتلال هو إخلاء المنزل وليس هدمه.

وأوضح تايه، أنه سيتوجه بالنيابة عن العائلة للمحكمة المركزية الإسرائيلية في القدس المحتلة غدًا الأحد من أجل المطالبة بعودة عائلة صالحية إلى الأرض، والسماح لها ببناء خيمة أو بركس فيها. كما سيُطالب بلدية الاحتلال، عبر المحكمة ذاتها، أن تعاود بناء المنزل من جديد.

سيتوجهون إلى محكمة لاهاي بشكل شخصي ضد "دولة إسرائيل"، فالمحكمة تقبل الدعاوى الشخصية

وبيَّن تايه، أنهم سيتوجهون إلى محكمة لاهاي يوم الجمعة المقبل، من خلال مكتبهم القانوني في لندن، وسيكون ذلك بشكل شخصي ضد "دولة إسرائيل"، وليس من خلال السلطة الفلسطينية، منوهًا أن المحكمة تقبل الدعاوى الشخصية، وليس بالضرورة أن تتقدم به دولة ضد دولة أخرى كما كان في السابق.

وأكد، أن الملف جاهزٌ إذ بدأوا العمل به قبل أربعة شهور، موضحًا أن المحكمة بعد قبولها الملف، سوف تُقدم لائحة اتهام ضد "إسرائيل"، ثم ستدعو الفريق القانوني الخاص بهم لتبدأ جلسات المحاكمة.

وأشار المحامي تايه إلى أن العائلة ستطلب من محكمة لاهاي تثبيت أن ما حدث جريمة حرب، بسبب هدم المنزل بدون وجود أمر رسمي ينص على الهدم.


اقرأ/ي أيضًا: 

"مخاتير" القدس: اتهامات بتمرير سيادة الاحتلال يُقابلها تذرع بإنجازات محلية

مذبحة الطنطورة: تفاصيل جديدة يرويها جنود سابقون