21-يناير-2023
توضيحية

توضيحية

"ما حدث لتومير نوعٌ من القتل"، بهذه الكلمات لخّصت شقيقة ضابط الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" ما جرى مع شقيقها داخل زنزانته، في شهر أيار/ مايو 2021، للقناة الإسرائيلية 12.

وجّهت أسرة الضابط الإسرائيلي رسالة إلى أفيف كوخافي بعد مغادرته منصبه، جاء فيها: الجيش يفضّل تجاهل ما حدث، ومحوه، وأنت من خلال أفعالك دعمت ذلك.. فما هي قصة هذا الضابط؟

"تومير" كان ضابط استخبارات أنهى خدمته الإلزامية وبات ضمن خدمة الاحتياط، ويعمل في وحدة سرية تكنولوجية، ومع ذلك وبخلاف القانون الإسرائيلي الذي يحظر اعتقال المدنيين في السجون العسكرية، تم احتجازه في أيلول/ سبتمبر 2020 في سجن عسكري بعد اتهامه بارتكاب "أعمال تمس بأمن الدولة انطلاقًا من دوافع شخصية"، وعُثر عليه بعد ذلك ميّتًا في زنزانته بعد نحو 9 أشهر من سجنه، وصدر حينها أمر بحظر نشر تفاصيل التحقيق في ملابسات الوفاة والتهمة التي وجهت له أو حتى اسمه الكامل أو صورته الشخصية.

عبقري الاستخبارات الإسرائيلية الذي "أضر بأساس الدولة": مات أم قتل؟

وذكرت القناة 13 الإسرائيلية أنها علمت بأن تومير "ألحق الأذى في أساس من أسس دولة إسرائيل، وأن الجيش يحاول تقليص الضرر الناجم عن ذلك"، دون أن توضح مزيدًا من التفاصيل.

و"تويمر" من مواليد حيفا، ودرس في أشهر مدارسها الخاصة "هرائيلي"، وفي الوقت نفسه تخرج بدرجة البكالوريوس في دراسات علوم الكمبيوتر عندما كان يبلغ من العمر 17 عامًا، ثم انضم لجيش الاحتلال لتأدية الخدمة العسكرية الإلزامية في وحدة تقنية سرية، وعندما سُئل عن سبب ارتكابه الجرائم المنسوبة إليه، أجاب بأنه "كان يريد أن يُمجّد نفسه، وأن يتفاخر أمام زملائه أعضاء الوحدة"، وقد كان من المتوقع أن يُحكم عليه بالسجن لمدة تتراوح بين 8 - 12 سنة.

وبثّت القناة الإسرائيلية 12 تحقيقًا تلفزيونيًا تحدّث عن الإخفاقات في ملف "تومير" وقالت إنّ ضابطًا صغيرًا في وحدة سرية تمكن من ارتكاب جريمة خطيرة كادت أن تُلحق أضرارًا عظيمة بـ "إسرائيل"، كما يدعي الجيش، دون أن يلاحظ أحد ذلك، كما أن الضابط الذي كان سليمًا، مات فجأة، في سجن عسكري يخضع لحراسة يُفترض أنّها صارمة، وأضافت أنه ومنذ وفاته قبل أكثر من سنتين، لا يوجد تقرير يشرح سبب وفاته، وليس ثمة استخلاص للعبر.

وفي حديثهما للقناة الإسرائيلية 12، كشفت شقيقتا "تومير" أنه وفي ليلة وفاته، تناول العشاء كالعادة مع زملائه السجناء. لكنّ الجيش يدّعي أن "تومير" تناول بعد ذلك دواء على شكل حبوب، ما أدى لوفاته، دون أن يكشف طبيعة الحبوب. وأضافتا أنه تم أخذ عينة من دم شقيقهما وإرسالها لمختبر في الولايات المتحدة الأمريكية.

وعن ملابسات اعتقاله تتحدّث الشقيقتان عن أن "تومير" وأثناء خدمته العسكرية الإلزامية، عمل في إحدى وحدات النخبة السرية المتخصصة بالحرب الإلكترونية، وفي أحد الأيام اكتشف الجيش أن "تومير" ارتكب "فعلًا خطيرًا" فتم اعتقاله وإخضاعه للتحقيق. ولاحقًا وصف رئيس أركان جيش الاحتلال السابق أفيف كوخافي، ما جرى بالقول إنّ ضابطًا من "أمان" ارتكب مخالفات خطيرة جدًا، وفعل ذلك عن قصدٍ، ومعرفة.

وقبل أسابيع من نهاية ولايته رئيسًا للأركان، أعلن أفيف كوخافي، قبوله توصيات لجنة التحقيق المتعلقة باعتبار "تومير" من "شهداء الجيش الإسرائيلي" وتسجيل أسرته في قائمة "الأسر الثكلى" التي قتل أبناؤها أثناء أداء خدمتهم عسكرية، ومنحها تعويضًا ماليًا، ودفنه في مقبرة عسكرية رغم أنه عندما اعتقل وتوفي لم يكن في الخدمة العسكرية، بل كان مدنيًا يعمل في شركة "سايبر" كبيرة.

وبعد مغادرته مهام منصبه وجّهت أسرة الضابط رسالة مفتوحة إلى كوخافي جاء فيها: "يبدو أن الجيش الإسرائيلي يفضّل أو أنه لا يريد أن يعرف، ولا أن يفهم بعمق ما حدث في الوحدة العسكرية التي عمل فيها تومير، وأن يصم آذانه ويغمض عينيه عمّا حدث في السجن، الجيش يفضّل تجاهل ما حدث، ومحوه، وأنت من خلال أفعالك دعمت ذلك".