غادر الأسير عمر العبد قاعة المحكمة في معتقل "عوفر" كما دخلها، مبتسماً، في الوقت الذي طلبت فيه نيابة الاحتلال حكماً بالسجن المؤبد أربع مرات بحقه، بينما كان وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان يجتهد في التحريض عليه، وذلك على خلفية العملية الفدائية التي نفذها في مستوطنة "حلميش" منتصف العام الجاري، وقتل خلالها ثلاثة مستوطنين.
ويتداول نشطاء مقطع فيديو وصوراً لعمر وهو يحافظ على ابتسامته طوال جلسة المحاكمة التي انتهت دون إصدار حكم بحقه، فيما علّقت صحيفة "معاريف" العبرية قائلة إن عمر لم يظهر الندم على ما فعل، ومازال يبتسم، كما تبنى النتائج وراضٍ عنها.
يأتي ذلك في حين طالب ليبرمان بإيقاع عقوبة الإعدام على عمر؛ الذي كان قد كتب وصيته ونشرها قبل انطلاقه إلى مستوطنة "حلميش"، وأعلن فيها أنه يسير باتجاه انتزاع الشهادة، غير أنه أُصيب بجروح متوسطة بعد أن نجح في اختراق كافة التحصينات الأمنية وقتل ثلاثة مستوطنين، وأصاب مستوطنة رابعة.
وقال ليبرمان: "حكم الإعدام هو العقوبة الوحيدة لمثل هذا العمل المتدني، فلتكن لدى القاضي الشجاعة الكافية لإصدار حكم الإعدام للمنفذ". وأضاف، "لن ننسى الدم اليهودي".
وكان عمر نفذ عمليته تزامناً مع أحداث البوابات الإلكترونية في المسجد الأقصى، واعتصام باب الأسباط، وقد اعتبر محللون أن العملية أسهمت في الضغط على حكومة الاحتلال لاحقاً ودفعتها لتقديم تنازلات، خوفاً من انتقال الأحداث الساخنة في القدس إلى الضفة الغربية على نطاق واسع، وتكرر مثل هذه العملية التي قال عمر العبد في وصيته إنه نفذها من أجل القدس والأقصى.
اقرأ/ي أيضاً: