22-ديسمبر-2020

صورة الطفل محمود كميل، على خزانة في غرفته (شذا حنايشة/ الترا فلسطين)

صباح الإثنين، كان الصّباح الأخير الذي رأت فيه ميسون علاونة وجه ابنها. في المساء كان محمود من بلدة قباطية جنوب جنين، والمُلقّب بـ "سناجل"، يحاول تنفيذ عمليّة إطلاق نار على عتبات المسجد الأقصى في القدس المحتلة، مستخدمًا سلاحًا من طراز "كارلو" محليّ الصنع.

  قتلت شرطة الاحتلال مساء الإثنين، الطفل محمود كميل قرب باب حطة المؤدي للمسجد الأقصى في القدس  

استيقظ محمود الذي كان يفترض أن يقدّم امتحانات الثانوية هذا العام، نشيطًا على غير عادته، وتأنّق بملابسه الجديدة. تقول الأمّ لـ "الترا فلسطين" إنه مازحها مع إخوته، بالقول إنّه سيتأخّر في السّهر مع أصحابه.

عاد إلى البيت بعد دقائق من خروجه، قال إنّه نسي هويته، تصوّر معنا، كما تقول أمّه ميسون، التي لم يخطر ببالها أنّ ابنها الصغير "القبضاي" و"الجدع" و"المدلل" عازمٌ على أن لا يعود. 

ميسون، والد الطفل الشّهيد (تصوير شذا حنايشة/ الترا فلسطين) 

مرّ المساء ثقيلًا على العائلة التي بدأت تتلقّط الأخبار من هنا وهناك، غير متيقنة مما جرى أو يجري. غير أنّ اتّصالًا تلقاه عمر، والد محمود كان يعني أنّ ما يتواتر من أنباء، يعنيهم. 

تلقى الأب اتّصالًا من مخابرات الاحتلال في معسكر سالم قرب جنين، وهناك جرى إعلامه بأنّ ابنه نفّذ عملية إطلاق نار في القدس، وعرضوا عليه صوره ليؤكِّد هويته. 

"لماذا قتلتموه؟"، صرخ الأب عليهم "كان بإمكانكم أن تطلقوا النار على قدميه"، وأضاف: "لا يوجد قانون في الأرض يقول إنه يمكنهم قتله بهذه الطريقة، واحتجاز جثمانه". 

عمر، والد الطفل الشّهيد (تصوير شذا حنايشة/ الترا فلسطين) 
ميسون، والد الطفل الشّهيد، وأخواته (تصوير شذا حنايشة/ الترا فلسطين) 

اقرأ/ي أيضًا:

هكذا أتذكر الأستاذ نزيه