28-يوليو-2019

Antoine GYORI/ Getty Image

الترا فلسطين | فريق التحرير 

مرّت 17 سنة على مقتل 14 ضابطًا وجنديًا إسرائيليًا، في العمليّة التي أطلق عليها اسم "زقاق الموت" في وادي النصارى بمدينة الخليل، ونفّذتها مجموعة من "سرايا القدس" الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي. 

بعد تلك السنوات، عادت صحيفة "معاريف" العبرية إلى موقع العمليّة لتستذكر "السبت الأسود" كما أطلقت عليه في ملحقها الأسبوعي "العودة إلى زقاق الموت بعد 17 عامًا"، برفقة العقيد في جيش الاحتلال عيران نيف، الذي كان قائد الكتيبة 913، وصار الآن المسؤول عن الضفة الغربية، ومعه الياهو ليبمان الذي قاد وحدات الطوارىء في مستوطنات الخليل، ويترأس الآن المجلس المحلي لمستوطنة "كريات أربع". 

 ارتقى منفّذو العملية الثلاثة في تلك المواجهة، وهم: ذياب المحتسب، وولاء سرور، وأكرم الهنيني      

تقول الصحيفة العبرية "جئنا إلى هُنا (الخليل) مع نيف وليبمان ليتذكروا لنا تلك الليلة المظلمة في منتصف تشرين ثاني/ نوفمبر 2002. 

"الجيب الأوّل انقطعت به السبل في وسط ساحة الحرب، وظلّت أضواؤه مشتعلة، اللواء درور فينبرك قتل. على مدار ساعات لم ندرك من أيّ مكان يطلقون النار علينا، لم نعرف من قُتل ومن بقي حيًا من جنودنا، ولم نعرف إذا ما جرى اختطاف جنود"، يقول العقيد الإسرائيلي نيف. 

ويضيف: "هُنا في هذه الشرفة، كان المنفّذ مستلقيًا غارقًا في دمائه، ولكن لم يزل حيًا بانتظارنا دون أن نعلم، لقد تخطّيناه، فنهض وضربنا بوابل من الرصاص من مسافة قريبة.. لقد وقعت معجزة؛ الرصاصات كانت تمرّ من بيننا". 

أمّا ليبمان، فأمضى أول 40 دقيقة من المعركة في قتال مخيف "يوقف الشعر كالمسامير" كما تصف الصحيفة. مشيرةً إلى تشكيل قوّة مرتجلة من الجنود والمستوطنين، وتم تجميع الجرحى في مكان حصين بمنتصف الزقاق، ووصلت طائرات مروحية ومجنزرات، وكل ذلك "تحت النار الحارقة".

وعن تفاصيل المعركة أيضًا، يشير العقيد نيف نحو سوق الأدوات المستعملة "البالة" ويقول: "هُنا دار الجزء الأوّل من المعركة في مواجهة المنفّذ الذي فتح النار.. كل القوات هُرعت إلى هنا، والجميع أطلق النار والمنفّذ قتل بسرعة، ولكن لم نكن نعلم أنّ الأمر الجديّ سيقع بعد ذلك، في نفس الزقاق". 

ويستذكر ليبمان بالقول: "كنت أقود الجيب بحذر حتى لا أدهس الجثث، تجاوزت الجيب الأول، وانقضّ منفّذ نحو نافذة الجيب المصفحة وبدأ إطلاق وابل من الرصاص، وخلال ثواني ظهر المنفّذ الثاني على النافذة المقابلة، وبدأتُ إطلاق وابل من الرصاص.. كنتُ على يقين أنني متّ، ولكن تبيّن أن رصاصهم لم يخترق النافذة المصفّحة". 

وحاول العقيد نيف تبرير الخسائر التي لحقت بجيش الاحتلال خلال المعركة التي دامت أكثر من أربع ساعات في مواجهة عدة مقاومين، قائلًا إن المنفذين فعلوا هُنا ما يفعله الساحر من أجل تضليل الجمهور، لقد دفعونا إلى النظر إلى إحدى اليدين، ولكنهم كانوا يعملون باليد الأخرى، القليل من الرجال أدركوا ذلك خلال الوقت الفعليّ للمعركة، لقد وقع حادث وانطلق الرصاص، ولم يكن أحد يدري من يطلق النار على من!".

منفّذو العملية الثلاثة