أظهرت ملفات رسمية تم الكشف عنها مؤخرًا أن حكومة توني بلير البريطانية، وصفت سلوك الجيش الإسرائيلي بالتصرف مثل "الجيش الروسي وليس جيش دولة متحضرة" خلال عدوان الاحتلال العسكري الكبير على الضفة الغربية المحتلة في الانتفاضة الثانية.
وتقول صحيفة "الغارديان": "تتجلى التوترات، التي تشبه إلى حد مخيف المخاوف الغربية بشأن العمليات الإسرائيلية الحالية في قطاع غزة، في وثائق أصدرها الأرشيف الوطني".
وتظهر الوثائق استياء الحلفاء الغربيين إزاء ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين عندما حاصرت قوات الجيش الإسرائيلي مقر المقاطعة والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في عام 2002.
مسؤول بريطاني، قال: إذا كانت بعض التقارير التي تلقيناها موثوقة، فإن سلوك الجيش الإسرائيلي كان أكثر جدارة بالجيش الروسي من سلوك دولة متحضرة من المفترض
في نهاية شهر آذار/مارس 2002، أطلق أرييل شارون، رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، عملية "السور الواقي"، واستدعى عشرين ألف جندي احتياطي. وحاصرت دبابات الجيش الإسرائيلي مقر عرفات في رام الله، وقطعت خطوط الهاتف وإمدادات الكهرباء، في حين اندلعت معارك ضارية من شارع إلى آخر لمدة ثمانية أيام في مخيم جنين للاجئين.
وفي اجتماع متوتر مع مستشار شارون للشؤون الخارجية داني أيالون، حذر السفير البريطاني شيرارد كوبر كولز من أن الهجوم كان "خطأ استراتيجيًا كبيرًا" من شأنه أن يقوض الدعم لإسرائيل بين حلفائها.
وقال كوبر كولز للمستشار، بحسب تقريره عن الاجتماع: "إذا كانت بعض التقارير التي تلقيناها موثوقة، فإن سلوك الجيش الإسرائيلي كان أكثر جدارة بالجيش الروسي من سلوك دولة متحضرة من المفترض".
وأضاف: "لم أكن أقصد أن مثل هذا السلوك كان مسألة تتعلق بالسياسة. ولكن لم يكن هناك شك في أن الجنود الأفراد كانوا خارج نطاق السيطرة وارتكبوا أفعالًا أثارت غضب الرأي العام الدولي".
ضابط بريطاني: الجيش الإسرائيلي "قوة من الدرجة الثانية، تفتقر إلى الانضباط، ومتغطرسة ومتسلطة"
وعلى سبيل المثال، استشهد كوبر كولز بحالة الجنود الإسرائيليين الذين بثوا مقطع فيديو إباحي على التلفزيون الفلسطيني. وكتب كوبر كولز: "لم يكن لدى أيالون إجابة حقيقية على أي من هذا، ولم يكن يدعي سوى الجهل والأكاذيب العربية".
وقال ضابط بريطاني راقب عمليات الجيش الإسرائيلي في الأراضي المحتلة قبل العدوان على الضفة إنه على الرغم من سمعة الجيش الإسرائيلي كقوة "كفؤة وفعّالة"، فإن الواقع كان مختلفاً تمامًا. وكان حكمه اللاذع هو أن الجيش الإسرائيلي "قوة من الدرجة الثانية، تفتقر إلى الانضباط، ومتغطرسة ومتسلطة".
وأوضح: "إنهم يستخدمون القوة المفرطة بشكل روتيني مثل إطلاق النار على أرجل راشقي الحجارة أو على إطارات السيارات مع التدفق مستمر لا مفر منه لسيارات الإسعاف التي تنقل الشباب إلى المستشفى وهم مصابون بطلقات نارية مميتة في الرأس والجسم".