09-يونيو-2021

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

اعترف قياداتٌ في جهاز المخابرات الإسرائيلية "الشاباك"، أن الأسير إبراهيم حامد يملك شخصية كاريزماتية، وذكاء وحسًا أمنيًا قويًا، وأن هذه الصفات ساعدته في التخطيط على المستوى الاستراتيجي من قيادة كتائب القسام خلال الانتفاضة الثانية، وإفشال الجهود الضخمة لاغتياله أو اعتقاله على مدار سنوات.

ضابط الشاباك في سلواد: بمجرد لقائي مع حامد شعرت أنه يجب أن يظل محل متابعة جهازه ورقابته

هذه التصريحات وردت في فيلم وثائقي - استقصائي حول الأسير إبراهيم حامد، بثَّه التلفزيون الرسمي الإسرائيلي، الثلاثاء 8 حزيران/يونيو، وهو من إعداد اثنين من كبار الخبراء الإسرائيليين في الشؤون العسكرية والفلسطينية، عاموس هرئيل وآفي يسخاروف.

اقرأ/ي أيضًا: عدنان الغول: نصف المقاومة الفلسطينية

أحد ضباط "الشاباك" المتحدثين في الفيلم، هو الضابط الذي يُلقبه الجهاز "ع"، أو "عاهد"، وهو الضابط المسؤول عن بلدة سلواد في محافظة رام الله والبيرة. يستذكر "عاهد" لقاءه الأول مع حامد بعد استدعائه لمقر جيش الاحتلال قائلاً إنه "بمجرد لقائه شعر أنه أمام رجل صاحب كاريزما، وأنه يجب أن يظل محل متابعة جهازه ورقابته".

يكشف جهاز "الشاباك" أنه تأكد بأن حامد هو المسؤول التنفيذي لخلايا كتائب القسام قبل اندلاع الانتفاضة الثانية، بعد مداهمة مخبأ الشقيقين القساميين عادل وعماد عوض الله، موضحًا أن حامد، خلال الانتفاضة الثانية، أشرف على هجمات أسفرت عن مقتل 75 مستوطنًا وجنديًا.

من جانبه، تحدث اللواء روني نويما، قائد جيش الاحتلال في رام الله، إن حامد "نجح في الإفلات من أفضل المنظومات الأمنية في العالم". أما قائد "الشاباك" المسؤول عن رام الله غنون بن يتسحاك فقال: "حامد لم يكن شبحًا فقط، ولكنه تحول بالنسبة لي إلى حالة هوس وصلت لدرجة أن يطاردني في أحلامي".

قائد الشاباك في رام الله: حامد تحول بالنسبة لي إلى حالة هوس وصلت لدرجة أن يطاردني في أحلامي

يكشف الفيلم عن هجوم "لم يُكتب له النجاح بسبب الحظ فقط" وفق وصف أحد ضباط "الشاباك"، وهو تفجير مجمع لتخزين الوقود في والغاز في "تل أبيب"، يعرف باسم "مجمع بي غليلوت". في ذلك الهجوم، وفق رئيس "الشاباك" يورم كوهين، نجح في إدخال عبوة ناسفة إلى أحد أكثر المنشآت خضوعًا للإجراءات الأمنية الوقائية.

اقرأ/ي أيضًا: أبو هنود صياد النخبة الإسرائيلية

يشرح كوهين آلية إدخال العبوة الناسفة إلى المجمع قائلاً إن "خلية سلوان" بإشراف حامد زرعت العبوة في شاحنة تحمل خزانًا للوقود، وبعد أن دخلت الشاحنة تم تفجيرها، لكن الاستجابة السريعة لطواقم الطوارئ حالت دون وقوع كارثة. ويؤكد أن المحاولة تكررت بعد أقل من شهر بنفس الطريقة.

يقول: "لو نجحت تلك المحاولة لأدى ذلك لمقتل 6 آلاف إسرائيلي بحسب أقل تقدير، نتيجة أطنان الغاز والأمونيا في المنشأة"، مؤكدًا أن مقري "الشاباك" و"الموساد" كانا ضمن الدائرة التي سيضربها وميض الانفجارات لو نجحت العملية.

بعد محاولتي تفجير هذا المجمع، اعتقلت قوات الاحتلال "خلية سلوان"، حيث كانت قد نفذت حتى ذلك الوقت هجمات أسفرت عن مقتل 35 إسرائيليًا. لكن حامد بقي حُرًا، وبدأ العمل مع خلية جديدة.

حركة حماس في عهد حامد كان لديها -على الأقل- 100 "خلية نائمة" تنتظر التعليمات من أجل الانطلاق

بحسب حديث بن يتسحاك في الفيلم، فإن حركة حماس في عهد حامد كان لديها -على الأقل- 100 "خلية نائمة" تنتظر التعليمات من أجل الانطلاق ومزاولة عملها.

اقرأ/ي أيضًا: نادر العفوري.. الجنون حين يُصبح خلاصًا

المساحة الأكبر من الفيلم ذهبت لتشخيص أسرار نجاح حامد في الإفلات من قضبة "الشاباك". عن ذلك يقول كوهين، إن حامد كان يلتقي بشخص أو شخصين فقط، ولم تكن اللقاءات تحدث في مكان سكنه، ولا في مكان يُمكن أن يقود لاعتقاله إذا كان الشخص الذي سيلتقيه مراقبًا من الاحتلال أو أجهزة السلطة.

وبيّن كوهين، أن حامد لم يستخدم الاتصالات الهاتفية، والذين التقوه لم يكونوا يعرفوا أنهم سيلتقون مع حامد، مضيفًا أن "درجة التكتم لدى حامد كانت في الحد الأقصى".

أما قسم "السايبر" في "الشاباك"، فيؤكد أن حامد كان يتصرف بناءً على نمط عمل يخص رجال حماس من الجيل القديم، "هذا الجيل الذي درس في الخارج. لقد كانوا رجالاً أذكياء" وفق ما ورد في الفيلم.

قسم السايبر في الشاباك: حامد كان يتصرف بناءً على نمط عمل يخص رجال حماس من الجيل القديم

هذا الفشل المتلاحق في الوصول إلى حامد، دفع "الشاباك" إلى استدعاء عدد من الأخصائيين المهنيين لتفكيك هذه المعضلة. يقول الضابط "عاهد"، إن الفشل في الوصول إلى حامد جعلهم يتأكدون من وجود خطأ، أو طرف لا يعمل بشكل صحيح، وهذا جعلهم يستعينون بالأخصائيين من الوصول إلى إجابة.

اقرأ/ي أيضًا: سالم صافي: المقاتل الصامت إلى الأبد

وأعلن ديوان رئيس حكومة الاحتلال اعتقال حامد، بتاريخ 23 أيار/مايو 2006، في عملية مشتركة بين جيش الاحتلال وشرطته وجهاز "الشاباك".

ويكشف الفيلم أن قادة جيش الاحتلال و"الشاباك" كانوا يلقبون حامد "بطائر الفينيق"، وهو الطائر الذي تقول الأسطورة إنه ينهض من الرمال بعد موته، وذلك لأن حامد كان ينهض دائمًا بعد اعتقال مساعديه والخلايا التي تعمل تحت إمرته.

يتوصل الفيلم إلى أن اعتقال حامد كان نهاية الانتفاضة الثانية، وتصفية الجناح العسكري لحماس في الضفة

يتوصل الفيلم إلى أن اعتقال حامد كان نهاية الانتفاضة الثانية، وتصفية الجناح العسكري لحماس في الضفة، "فأمهات المستوطنين لم يعدن يخفن من إرسال أبنائهن لركوب الحافلات، وعادت المطاعم والمقاهي للعمل في إسرائيل".

في نهاية الفيلم، يتحدث أحد معدي التحقيق، عاموس هرئيل، فيكشف أن حركة حماس تُطالب في المفاوضات الجارية لإبرام صفقة تبادل أسرى بأن يكون حامد أحد الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم، لكن "الشاباك" يواصل الرفض، حتى اللحظة، كما فعل في صفقة "وفاء الأحرار"، لأنه يرى في حامد تهديدًا مستقبليًا.


اقرأ/ي أيضًا: 

الشهيدان أبو جامع: رحمتهما انتهت بهما لموت مروع

هدده المحققون بزوجته وقطعوا خلفه.. ولم يرضخ