15-يناير-2018

أعلن الترجي التونسي إلغاء المباراة الشرفية مع ضيفه ترجي وادي النيص، التي كان من المقرر إقامتها يوم أمس السبت، بملعب رادس بالعاصمة التونسية، على شرف النادي الفلسطيني مع تخصيص عائداتها لفائدته.

قرار الإلغاء جاء على خلفية أجواء الاحتقان بين جماهير الفريق التونسي ووزارة الداخلية التي قلّصت عدد تذاكر المباراة على بسبب الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ نحو أسبوع.

غضب في الشارع الرياضي التونسي وصل المستوى القيادي بعد إلغاء مباراة نادي واد النيص مع الترجي بسبب لافتات مؤيدة لفلسطين

غير أنّ ما زاد أجواء الاحتقان، هو رفض وزارة الداخلية للافتات مُشجّعي الترجي التونسي، حيث ذكر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن الأمنيين رفضوا لافتة ضخمة يظهر فيها الشهداء، ياسر عرفات، وأبو جهاد الذي اغتاله الموساد الإسرائيلي نهاية الثمانينيات في تونس، والشيخ أحمد ياسين، والرئيس العراقيّ الأسبق صدام حسين.

وقد بدأت أجواء الاحتقان بين جماهير الفريق التونسي منذ يومين مع فرض وزارة الداخلية تقليص عدد التذاكر من 40 ألف إلى 10 آلاف تذكرة، وتزايدت مع المضايقات التي لاقتها الجماهير عند اقتناء التذاكر. في الأثناء، انعقد اجتماع جمع القيادات الأمنية مع ممثلي جماهير الفريق اعترض خلاله الأمنيون على اللافتات الضخمة المزمع تعليقها، نشرها الناشطون، وتظهر صورًا للشخصيات الأربع، بجانب قبة الصخرة، كما تظهر في نفس اللافتة الفتاة المعتقلة عهد التميمي تحمل العلم الفلسطيني. 

من جهتها، لم تقدّم الداخلية التونسية أسبابًا حول منعها لهذه اللافتات. وفي هذا الجانب، كتب مروان جدة، المدير التنفيذي للمرصد التونسي للحقوق والحريات، أن الداخلية سبق وأن "منعت جماهير المنستير والنجم والإفريقي من رفع شعارات ودخلات لنصرة القضية الفلسطينية".

وأكد الناطق الرسمي باسم الترجي أنّ قرار إلغاء المباراة هو قرار جماعي بين الهيئة المديرة وممثلي جماهير الفريق وذلك بسبب أجواء الاحتقان على خلفية الإجراءات الأخيرة لوزارة الداخلية.

وكتبت مجموعة "كورفا سود"، التي قامت بإعداد اللافتات، بأنّ "الحرية لفلسطين ليس شعارًا نرفعه، الحرية لفلسطين هدف من أهداف شباب الالتراس"، وأضافت "لن ننساق وراء أنظمتكم الغاشمة التي تهدف لتمييع القضية الأساسية وسنقف سدًّا منيعًا أمام ممارستكم، وسنموت من أجل تحرير فلسطين وإعلان رايتها".

وعبّر أنصار مختلف الفرق التونسية على مواقع التواصل عن سخطهم مما اعتبروه استفزازًا من الداخلية.

وكتب الناشط التونسي أحمد حسين العباسي "دعم القضية الفلسطينية مبدأ دستوري و الحكومة كالعادة لا تطبق الدستور"، وذلك في إشارة لتوطئة الدستور التونسي بعد الثورة الذي ينص على "دعم حركات التحرر الوطني وفي مقدمتها حركة التحرر الفلسطيني".

وبلغ مستوى الاحتجاج للمسؤولين السياسيين، حيث كتب عصام الشابي، وهو أمين عام الحزب الجمهوري المشارك سابقًا في الائتلاف الحكومي، "يبدو أنّ عقلية أمنية بالية لازالت تؤثر في دوائر القرار و تسبب أوجاعًا لأصحاب السلطة أكثر مما تساهم في استتباب الأمن" مضيفًا بأن "قرارًا كهذا سيزيد في تعميق الهوة بين سلطة عاجزة وشباب محروم من كل شيء تقريبًا".

كما كتب محمد العربي الجلاصي، وهو قيادي في حزب التيار الديمقراطي المعارض، على حسابه على فيسبوك منتقدًا الأمن في تونس "أمن بعقلية بالية يمارس رقابة قبلية لا دستورية على حقّنا في التعبير".

وكانت الجماهير التونسية احتفت بفريق ترجي وادي النيص منذ قدومه عبر استقباله في المطار.

 

وأصدرت مجموعة "كورفا سود"، وهي إحدى مجموعات ألترا الترجي التونسي، أغنية مساندة للقضية الفلسطينية تدعو إلى فتح الحدود لتحرير فلسطين وهاجمت الحكام العرب.

من جهته، وجّه فريق وادي النيص رسالة إلى جماهير الترجي عبر حسابه على فيسبوك، ورد فيها "سعداء بما قدمتم وتقدمون للقدس نحن أبناء فلسطين أبناء الشيخ ياسين وياسر عرفات وابناء مجد العرب صدام حسين متأكدون أن كل كلمة في هذا البيان بمثابة رصاصة في صدر المحتل وعملائه".

وكانت قد دعت المجموعات الداعمة للترجي التونسي أنصار الفريق للحضور في تدريبات الفريق الفلسطيني يوم الأحد قبل عودته لفلسطين، وذلك تعبيرًا عن مساندته، بعد إلغاء المباراة.

 


اقرأ/ي أيضاً: 

إلغاء مباراة ودية بين واد النيص والترجي التونسي

تونس.. جدل تجريم التطبيع يتجدد

فلسطين وكوفيتها على أجندة طلبة تونس