أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يوم الجمعة، أنه لا يوجد بديل لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وأن 118 دولة دعمت هذه المنظمة الإغاثية واعتبرتها لا غنى عنها، في ظل جهود مكثفة من إسرائيل لتفكيكها.
وقال غوتيريش خلال مؤتمر تعهدات للأونروا في نيويورك يوم الجمعة: "أنادي الجميع لحماية الأونروا، وحماية موظفي الأونروا، وحماية ولايتها - بما في ذلك من خلال التمويل. دعوني أكون واضحًا: ليس هناك بديل عن الأونروا".
غوتيريش: "تتعرض الأونروا أيضًا لاستهداف بطرق أخرى، حيث تعرض موظفوها لاحتجاجات عنيفة متزايدة وحملات للإشاعات والتضليل الشرسة"
من جهته، يطالب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو منذ فترة طويلة بتفكيك الأونروا، متهمًا إياها بالتحريض ضد "إسرائيل"، فيما يبحث الكنيست الإسرائيلي حاليًا في تصنيف الأونروا كمنظمة "إرهابية".
وأوقفت عدة دول تمويلها للأونروا بعد اتهامات من الاحتلال بضلوع بعض موظفيها في "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر، الذي أدى إلى اندلاع الحرب في غزة. وقد استأنف معظم المانحين تمويلهم منذ ذلك الحين، في حين تجري الأمم المتحدة تحقيقًا داخليًا، في حين قالت الأونروا إن 195 موظفًا لديها استشهد منذ بدء الحرب على غزة.
وقال غوتيريش: "تتعرض الأونروا أيضًا لاستهداف بطرق أخرى، حيث تعرض موظفوها لاحتجاجات عنيفة متزايدة وحملات للإشاعات والتضليل الشرسة".
وأضاف: "تم اعتقال بعضهم من قوات الأمن الإسرائيلية، وأبلغوا فيما بعد عن تعرضهم للمعاملة السيئة وحتى التعذيب"، مشيرًا إلى أن حركة وتنقلات موظفي الأونروا في الضفة الغربية تقيّد بشدة من الإسرائيليين.
وقد اتهم جيش الاحتلال الإسرائيلي الأونروا بـ"التواطؤ مع حماس"، وادعى أن حماس كانت مدمجة داخل بنية الوكالة التابعة للأمم المتحدة.
ووقعت 118 دولة على بيان مشترك يدعم الأونروا وعملها، بحسب ما صرّح سفير الأردن لدى الأمم المتحدة، محمود ضيف الله حمود، وشدد البيان على "أن الأونروا هي الركيزة الأساسية لجميع الاستجابات الإنسانية في غزة، والاعتراف بأن أي منظمة لا يمكن أن تحل محل قدرات الأونروا أو تستبدلها".
وتأسست الأونروا على يد الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1949، وتوفر التعليم والرعاية الصحية والمساعدات لملايين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان. ومنذ اندلاع الحرب قبل تسعة أشهر، أكد مسؤولون في الأمم المتحدة أن الأونروا هي الركيزة الأساسية لعمليات الإغاثة.
