06-ديسمبر-2023
تدمير أبنية سكنية بسبب قصف إسرائيلي في دير البلح وسط قطاع غزة

تدمير أبنية سكنية بسبب قصف إسرائيلي في دير البلح وسط قطاع غزة

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

أكد تقريرٌ لصحيفة "فايننشال تايمز"، الأربعاء، أن إسرائيل أنفقت كميات هائلة من الذخيرة على مدار شهرين من حرب غزة 2023 المتواصلة، من بينها قنابل خرق المخابئ الموجهة بالأقمار الصناعية، إلى الصواريخ الدقيقة الموجهة بالليزر، معتبرة أن الضرر الذي أحدثه الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة كارثي مقارنة بالضرر الذي أحدثته عملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر.

قال روبرت بيب، وهو مؤرخ عسكري أمريكي، إن غزة "ستسجل كاسم مكان يشير إلى واحدة من أعنف حملات القصف التقليدية في التاريخ". وتابع: "بكل المقاييس، غزة هي بالفعل حملة عقاب مدنية عالية"

ونقلت "فايننشال تايمز" عن محللين عسكريين قولهم إن الدمار الذي لحق بشمال قطاع غزة في أقل من سبعة أسابيع اقترب من الدمار الذي تسبب به القصف المستمر لسنوات على المدن الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية.

وقال روبرت بيب، وهو مؤرخ عسكري أمريكي، إن غزة "ستسجل كاسم مكان يشير إلى واحدة من أعنف حملات القصف التقليدية في التاريخ". وتابع: "بكل المقاييس، غزة هي بالفعل حملة عقاب مدنية عالية".

فايننشال تايمز: القنابل الإسرائيلية تُمطر على غزة
انفجار صاروخ في مدينة غزة يوم 8 أكتوبر 2023

وأوضح التقرير، أن جيش الاحتلال في الأسبوعين الأولين من حرب غزة 2023 أطلق 1000 صاروخ من الجو يوميًا، وفقًا لتقدير المحلل الاستخباراتي وخبير الذخائر جون ريدج، في حين أن أكثر فترات الحملة الجوية الأمريكية والتحالف الدولي كثافة على مدينة الموصل في العراق تخللها إطلاق 600 صاروخ من الجو في الأسبوع.

ودعت منظمة العفو الدولية هذا الأسبوع إلى إجراء تحقيق في ارتكاب إسرائيل جرائم حرب، مضيفة أن هناك دلائل تشير لاستخدام قنابل تزن ألف رطل وألفي رطل في ضربات على منازل في غزة أسفرت عن استشهاد 43 شخصًا.

 غزة "ستسجل كاسم مكان يشير إلى واحدة من أعنف حملات القصف التقليدية في التاريخ
أنقاض أبنية سكنية دمرها الاحتلال في خانيونس | غيتي

ويؤكد محللون عسكريون، أن طائرات الاحتلال أسقطت على غزة قنابل غير موجهة من طراز M117، مثل التي استخدمتها القوات الأمريكية في الحرب على كوريا وفيتنام. كما استخدمت إسرائيل أيضًا قنابل GBU-31 التي تزن ألفي رطل وتحدث اهتزازًا قويًا في الأرض، وهي أكبر بأربعة أضعاف من القنابل التي يبلغ وزنها 500 رطل وتم استخدامها في معركة الموصل.

وأشار تقرير "فايننشال تايمز" إلى أن القصف الإسرائيلي أدى لتسوية أحياء كاملة، وألحق أضرارًا بالغة بـ60% من المباني في شمال قطاع غزة، وفقًا لتحليل بيانات رادار الأقمار الصناعية الذي قام به متخصصون من جامعة مدينة نيويورك وجامعة ولاية أوريغون. وبالنظر إلى عموم قطاع غزة، يُضيف التقرير، فإن نسبة الضرر البالغ ترتفع إلى 70% في بعض المناطق.

وبمقارنة هذه المعطيات مع الحرب العالمية الثانية، وتحديدًا الفترة بين عامي 1943 و1945، فقد دمر قصف الحلفاء لـ61 مدينة ألمانية كبرى ما يقدر بنحو 50% من مناطقها الحضرية. ما يجعل حجم الدمار في قطاع غزة في أقل من شهرين بسبب القصف الإسرائيلي أكبر من الذي أحدثه قصف الحلفاء على المدن الألمانية لسنوات.

حجم الدمار في قطاع غزة في أقل من شهرين بسبب القصف الإسرائيلي أكبر من الذي أحدثه قصف الحلفاء على المدن الألمانية لسنوات

ويشير التقرير إلى أن ارتفاع عدد الضحايا المدنيين أدى إلى تراجع دعم حلفاء إسرائيل. فوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، قال في أعقاب زيارته الأسبوع الماضي إلى إسرائيل، إنه حذر نتنياهو من أن "الخسائر الفادحة في أرواح المدنيين والتهجير الذي شهدناه في شمال غزة يجب ألا يتكرر في الجنوب". وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أيضًا، إن إسرائيل تخاطر "بهزيمة استراتيجية" ما لم تحمي حياة المدنيين الفلسطينيين في غزة.

كذلك، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي دعا بُعيد عملية طوفان الأقصى إلى تحالف دولي ضد حماس، قال في تصريحات، يوم الإثنين، "ماذا يعني القضاء على حماس بالكامل؟ هل يعتقد أحد أن هذا ممكن؟ إذا كان الأمر كذلك، فإن الحرب ستستمر 10 سنوات".