20-سبتمبر-2024
حرب لبنان وحزب الله

صورة توضيحية: تصاعد الدخان إثر قصف إسرائيلي على جنوب لبنان

أكد خبيرٌ إسرائيلي، ومصدرٌ مطلع، أن الحرب بين اندلاع حرب بين إسرائيل وحزب الله هو أمرٌ حتمي الآن أو لاحقًا، سواءً قرر الاحتلال تنفيذ عملية واسعة أو مصغرة ضد حزب الله، وفقًا لما ورد في تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز"، مساء يوم الخميس.

يعقوب عميدور: "الحرب مع حزب الله تنتظرنا على الأبواب، ولكن السؤال هو متى؟ قد تكون غدًا، أو بعد شهر أو بعد عامين"

يأتي ذلك على وقع تصعيد جيش الاحتلال من غاراته على لبنان يوم الخميس، وإعلان أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، في خطابٍ بعد عمليتي تفجير أجهزة الاتصالات اللا سلكية في لبنان، أن عودة المستوطنين إلى "منازلهم" في الشمال لن تكون ممكنة قبل وقف الحرب على غزة، مضيفًا أن "حزب الله قَبِلَ هذا التحدي منذ الثامن من أكتوبر".

ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن مصدر، قالت إنه مطلعٌ على خطط الحكومة الإسرائيلية، أن قرار إسرائيل التصعيد مع حزب الله، جاء ردًا على توقف المفاوضات مع حماس، وذلك بهدف تدفيع الحزب ثمن القصف المستمر منذ قرابة عام كامل بالنيابة عن حركة حماس.

وأكد المصدر، أنه دون وقف إطلاق النار في غزة، لن يحدث اتفاق مع حزب الله، ومع استمرار حزب الله في هجماته، "فإنك ستصل إلى نتيجة بأن الحل سيكون عن طريق عملية عسكرية".

وبحسب المصدر المطلع، فإن قيادة الاحتلال تناقش شكل الحرب مع تصاعد التوتر وتزايد احتمالات انتقام حزب الله من الهجمات الإسرائيلية، خاصة تفجير أجهزة الاتصال اللا سلكية يومي الثلاثاء والأربعاء.

وأكد المصدر، أن القادة السياسيين والأمنيين في إسرائيل يعتقدون أنه "لا بديل عن عملية عسكرية في لبنان".

ووفقًا لاستطلاعات الرأي، فإن أغلبية ثابتة من الجمهور الإسرائيلي ترى أن الحرب الشاملة مع حزب الله ضرورة استراتيجية، مع وجود سؤال وحيد هو التوقيت.

من جانبه، يعقوب عميدرور، مستشار الأمن القومي السابق لنتنياهو، الذي يعمل الآن في مركز أبحاث في واشنطن، يقول إن هناك "حاجة واضحة" لمهاجمة حزب الله ليس فقط بسبب أزمة الحدود، بل "لفصل" الحزب عن "حلقة النار" الأوسع المدعومة من إيران التي تحيط بإسرائيل.

وقال يعقوب عميدور: "الحرب مع حزب الله تنتظرنا على الأبواب، ولكن السؤال هو متى؟ قد تكون غدًا، أو بعد شهر أو بعد عامين".

وتضيف فايننشال تايمز، أن عميدرور، الذي لا يزال يُنظر إليه على أنه مقرب من نتنياهو، قال إنه ينبغي استيفاء عدة شروط قبل أن تشن إسرائيل مثل هذه الحرب، مبينًا أن هذه الشروط هي: تجهيز الجيش الإسرائيلي، وإعداد الجبهة الداخلية لاستيعاب آلاف الصواريخ القادمة، والأهم من ذلك، تأمين الشرعية الدولية لمثل هذه الخطوة، خاصة من الولايات المتحدة.

وتابع: "إذا لم تكن الظروف ناضجة، فإن الاستنزاف الحالي سيستمر. لا جدوى من الذهاب إلى الحرب إذا لم تكن مستعدًا".

وبحسب الصحيفة، فإن بعض المسؤولين في إسرائيل يؤيدون شن حملة محدودة تركز على جنوب لبنان، بينما يفضل آخرون شن هجوم أوسع نطاقًا. وأضافت، أن الخيارين يتطلبان مناورات برية كبيرة تهدف إلى إنشاء "منطقة آمنة" داخل لبنان لتمكين العودة الآمنة لسكان شمال إسرائيل إلى منازلهم.

وأشارت فايننشال تايمز إلى أن إسرائيل احتفظت لما يقرب من عقدين من الزمن بما يسمى "المنطقة الأمنية" في جنوب لبنان، وتكبّدت خسائر مستمرة قبل أن تنسحب في أيار/مايو 2000.

وتوعد حسن نصر الله، في خطابه، الاحتلال بضربات قاسية في حال محاولته إنشاء منطقة أمنية في الأراضي اللبنانية، وقال "إننا نتمنى أن يقدم على هذه الخطوة".

وأضافت الصحيفة، أن العديد من المحللين يتساءلون إن كان خيار العملية العسكرية الواسعة، أو العملية المصغرة، سيحقق بالفعل هدف نتنياهو المتمثل في "تغيير الوضع الأمني في الشمال" أو سيزيد الأمور سوءًا.

وبحسب المصدر المطلع على خطط حكومة نتنياهو، فإن "العملية المصغرة" أيضًا يمكن أن تتصاعد إلى حرب واسعة النطاق على أي حال، "وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا لا نذهب إلى النهاية في البداية؟".

مصدر مطلع على خطط نتنياهو: حتى "العملية المصغرة" يمكن أن تتصاعد إلى حرب واسعة النطاق على أي حال، "وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا لا نذهب إلى النهاية في البداية؟"

وقال: "إنه لأمر محزن. فبعد كل هذه الحرب وإراقة الدماء سينتهي كل شيء بنفس الاتفاقات الدبلوماسية المطروحة حاليًا".

يُشار أن جيش الاحتلال أعلن، قبيل منتصف ليلة الجمعة، أنه أنهى سلسلة من الهجمات في جنوب لبنان، استهدفت 100 منصة تضم حوالي 1000 قاذفة.

بينما قصف حزب الله مستوطنة المطلة برشقة صواريخ من طراز "فلق"، ما أدى لاندلاع حرائق وانقطاع التيار الكهربائي عن المستوطنة.

وأعرب البيت الأبيض عن "خوفه وقلقه" تجاه التصعيد بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي، مدعيًا، في تصريحات مساء الخميس، أن فرصة الحل الدبلوماسي "مازالت متاحة وملحّة". وتابعت، أن التوصل لوقف إطلاق النار في غزة سوف يهدّئ التوتر في المنطقة.